خبر وتعليق اجتماع الأحزاب هو ضمانٌ لاستمرار الاحتلال الأمريكي لأفغانستان، وإعلانٌ بأنّ الحرب الأمريكية حربنا
الخبر:
نظّمت الحكومة الباكستانية، في التاسع من سبتمبر/أيلول 2013م، مؤتمراً جمع مختلف الأطراف في إسلام آباد، حيث حضر بجانب الأحزاب السياسية معظم كبار القادة العسكريين في القوات الباكستانية المسلحة، ومنهم رئيس أركان الجيش (أشفق برويز كياني)، ورئيس المخابرات (ظاهر إعجاز الإسلام).
وقد أُعلن مسبقاً أنّ الغرض من وراء هذا المؤتمر هو الوصول إلى توافق في الآراء بشأن كيفية خروج باكستان من الحرب ضد الإرهاب. وقرر المؤتمر أنّه – ومن أجل تحقيق السلام في البلاد – على الحكومة أن تبدأ بالحوار مع أبناء القبائل بدلاً من استمرار العملية العسكرية.
التعليق:
إنّ أمريكا تتحرك بسرعة، مع اقتراب عام 2014م، لتأمين صفقة طويلة الأمد مع طالبان؛ لكي يتسنى لها الاستمرار في احتلالها لأفغانستان تحت ستار الانسحاب المحدود منها، ومن أجل القيام بذلك، سمحت أمريكا لطالبان بفتح مكتب لها في قطر، وطلبت من الخونة في القيادة السياسية والعسكرية في باكستان إطلاق سراح سجناء من طالبان. كان الغرض من مؤتمر الأحزاب تحقيق هذا الهدف الأمريكي، حيث حثت الحكومة في هذا المؤتمر على الشروع في عملية الحوار مع أهل القبائل، وفي الوقت نفسه صرحت بأنّ هذه الحرب الأمريكية حربها، حيث قالت: “يجب علينا تحديد وسائل وطرق فعّالة لخوض هذه الحرب”. لذلك فإنّه في حال لم توافق طالبان على شروط الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، ستغير باكستان سياستها بشكل سريع، من سياسة “الجزرة” إلى سياسة “العصا”.
إنّه لمن المؤسف أن تكون الأطراف المشاركة في المؤتمر هي نفسها التي ما برحت بالأمس تطالب ليل نهار بانسحاب باكستان من هذه الحرب! ولم تكتف بهذا فحسب، بل ووقّعت على هذه الوثيقة، مما يسمح للخونة في القيادة السياسية والعسكرية باستخدام هذه الوثيقة على أنّ الانسحاب الأمريكي نجاح ساحق لباكستان! ومع ذلك، فقد أكد الرئيس الأمريكي (باراك أوباما) والعديد من المسئولين الأمريكيين الآخرين أنّ القوات المسلحة الأمريكية ستبقى في أفغانستان بالآلاف – وليس بالعشرات – حتى بعد عام 2014م، حتى تصبح أفغانستان محطة للقوات الأمريكية بشكل دائم، فأمريكا تريد إقامة تسع قواعد عسكرية لها في أفغانستان، كما أوضحت في مناسبات عديدة أنّ شرط نجاح المفاوضات أن يكون الدستور الأفغاني ديمقراطياً ومقبولاً عندها قبل المباحثات. وعلاوة على ذلك فقد وقّع أوباما وكرازاي اتفاقية استراتيجية في الثاني من مايو/أيار 2012م، تسمح باستمرار الوجود الأمريكي في أفغانستان بعد عام 2014م وعلى نطاق واسع. كما يجري حالياً رصد ميزانية ضخمة للأصول النووية الباكستانية من قبل أمريكا من أجل تأمين وجودها على أعتاب باكستان وأفغانستان، وهي ميزانية تفوق ميزانية التجسس على أعداء أمريكا المفترضين، مثل إيران وكوريا الشمالية.
إنّ دولة الهند (العدو اللدود لباكستان) ستستمر في استخدام هذا الوجود الأمريكي في أفغانستان ضد باكستان، علاوة على أنّ لديها في أفغانستان سلسلة من القواعد تحت ستار القنصليات، منتشرة على طول الحدود الأفغانية الباكستانية، تمكّنها من إلحاق الأذى بباكستان وأفغانستان.
فكيف بعد كل هذا يُعدّ الوجود الدائم لآلاف القوات الأمريكية في بلادنا نجاحاً لباكستان؟!
لم يعد خافياً على أحدٍ أنّ الديمقراطية المزعومة والديكتاتورية هما أدواتٌ لخدمة وتأمين المصالح الأمريكية، وأنّ كل من يشارك فيهما لا يجرؤ على رفض مطالب أمريكا وتعليماتها.
إنّ السبيل الوحيد للقضاء على الهيمنة الأمريكية في هذه المنطقة هو إقامة الخلافة في باكستان، فالخلافة هي التي ستغلق السفارات الأمريكية والقنصليات التابعة لها والقواعد العسكرية وخطوط إمداد الناتو، وهي التي ستطرد الدبلوماسيين والعسكريين. حتى لو بقيت أمريكا في هذه المنطقة، فإنّ دولة الخلافة ستعلن الجهاد ضدها بعد أن توحد قواتها المسلحة مع المجاهدين المخلصين.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
شاهزاد شيخ/ نائب الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية باكستان