Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق آل سعود َيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَام


الخبر:

توعدت وزارة الحج (السعودية)، شركات ومؤسسات حجاج الداخل، بتطبيق أشد العقوبات على من يثبت قيامه بنقل حجاج غير مصرح لهم بالحج. (جريدة الحياة، ٢٣ سبتمبر ٢٠١٣).

 

التعليق:

تتناقل الصحف والمجلات العقوبات التي سينفذها النظام السعودي بحق من يحاول أن يحج من غير تصريح حج، والتهديد للحراس الذين يسمحون للحجاج بالعبور من غير أن يكون معهم تصريح، ودائما تكون الحجة في هذه الحالة بأن مساحات المشاعر المقدسة لا تكفي لاستيعاب جميع الحجاج، ولذلك يجوز لولي الأمر أن ينظم الحج، فيجوز لآل سعود تطبيق ما يشاؤون من القوانين لتنظيم الحج، وهذا الكلام مردود للأسباب التالية:

• إن نظام آل سعود لا يحكم بشرع الله إنما يحكم بحسب اتفاقيات سايكس بيكو والأمم المتحدة التي قسمت بلاد المسلمين، وجعلت بينهم حدودا، وأنشأت نظام التابعية لآل سعود؛ فأصبح من لا يحمل صك العبودية السعودي، أي المسلم “الأجنبي”، لا يستطيع الدخول لزيارة المشاعر المقدسة وأداء الحج والعمرة إلا بعد أخذ إذن تأشيرة حج أو عمرة، وهذا ما لم يُنزل الله به من سلطان، فمتى منع الرسول عليه الصلاة والسلام بلالاً الحبشي أو سلمان الفارسي من الدخول إلى المدينة بحجة أنه ليس من أهل البلاد؟! ومتى أصدر الخلفاء الراشدون إقامات وأذونات عمل للمهاجرين الذين هاجروا إلى المدينة لإقامة دولة الإسلام وتطبيق شرع الله؟! إن ترسيخ الحدود بين بلاد المسلمين، وإصدار جوازات وطنية وتأشيرات دخول ونظام الإقامة، والاحتفال بالأعياد الوطنية؛ كلها أمور فرضها الكافر المستعمر وطبقها عملاء آل سعود لتجزئة بلاد المسلمين وغرس الوطنية النتنة بين المسلمين.

• إن منع الحجاج أمر لا يجوز، فالله عز وجل يقول: (إنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاء الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ) سورة الحج، فمنع الحج والعمرة لا يجوز شرعا، ولكن الأصل توسعة المشاعر المقدسة لاستيعاب أعداد الحجاج، ولكن بدلا من ذلك نرى الحكام يتطاولون في بناء ناطحات السحاب وبناء الفنادق، ومن ثم على مضض، يقومون بتوسعة بين الحين والآخر وتكون الزيادة الحقيقية لأعداد الحجاج لا تذكر، فما زال عدد الحجاج بحدود الثلاثة ملايين، بينما ناقش المعماريون أنه بالإمكان زيادة استيعاب المشاعر لتصل إلى عشرات الملايين.

• إن للحج منافع عظيمة، ومن بينها إبراز وحدة المسلمين، فترى الأبيض والأسود والأحمر يقفون أمام الله عز وجل بنفس الملابس ونفس الدرجة؛ فلا يفرق بينهم الغنى أو الفقر، ويقف سيد القوم مثله كمثل أي شخص آخر، ولكن آل سعود قد قاموا بالهيمنة على المشاعر المقدسة وحملوا المسلمين مشقة كبيرة وتكلفة عالية لزيارة بيت الله الحرام، وصدوا عنها الكثير، وعززوا التفرقة؛ فجعلوا الحج درجات منها المميز والعادي! فإلى متى سيسمح المسلمون لآل سعود بالاستمرار في ذلك؟ ألم يأن الوقت ‍لتوحيد المسلمين في دولة الخلافة الإسلامية، وتحت إمرة خليفة يرعى شؤونهم؟

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو صهيب القحطاني – بلاد الحرمين