Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق حلول وهمية وإصلاحات شكلية في تونس

 

الخبر:

أوردت جريدة الشرق الأوسط على موقعها الإلكتروني خبرا مفاده “وقع الائتلاف الثلاثي الحاكم والمعارضة التونسية، أمس، على وثيقة «خارطة طريق» تنص على تشكيل حكومة مستقلين لإخراج البلاد من الأزمة السياسية الحادة التي اندلعت إثر اغتيال المعارض محمد البراهمي في 25 يوليو (تموز) الماضي.

وبحسب خارطة الطريق سيتم «تشكيل حكومة كفاءات ترأسها شخصية وطنية مستقلة لا يترشح أعضاؤها للانتخابات القادمة تحل محل الحكومة الحالية التي تتعهد بتقديم استقالتها، وتكون للحكومة الجديدة الصلاحيات الكاملة لتسيير البلاد، ولا تقبل لائحة لوم ضدها إلا بإمضاء نصف أعضاء المجلس الوطني التأسيسي (البرلمان)، ويتم التصويت على حجب الثقة عنها بموافقة ثلثي أعضائه على الأقل».

 

 

التعليق:

اندلعت الثورة التونسية المباركة في 18/ديسمبر/2010م ضد تجبر وطغيان بن علي، وحكمه المستبد الظالم، وسرعان ما سقط بن علي وفرّ من تونس، يوم الجمعة 14/يناير/2011 مخلفا تاريخا أسود من الظلم والقهر والبطش والتنكيل لن يمحى من ذاكرة أهل تونس بسهولة.

كان الشعب في تونس بعد سقوط بن علي متعطشا أيما تعطش للحكم بما أنزل الله سبحانه وتعالى، ودليل ذلك الفوز الكاسح الذي أحرزته حركة النهضة في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي، حيث كان الفارق في عدد مقاعد المجلس بينها وبين الحزب الذي جاء بعدها نحو 60 مقعدا، نعم لقد أقدم الناخبون على التصويت لحركة النهضة لأنها حركة إسلامية لعلها تنهض بهم من حضيض الدساتير العلمانية إلى نور أحكام الإسلام العظيم.

لكن حركة النهضة خذلتهم، فقالت على لسان كبيرها راشد الغنوشي “لا مكان للشريعة في تونس”، فحكمت وشرعت بالديمقراطية، وشرعنت العلمانية وتحالفت معها، ورهنت البلاد لدول الغرب الكافر وعلى رأسه بريطانيا تتحكم فيها وفق أجندتها الاستعمارية، ومصالحها الخاصة، فبات وكأن بن علي خرج من الشباك، ودخل نظام حكمه الديمقراطي العلماني الكفري من الباب.

ويبدو أن مرجل الثورة ظل يغلي فوق النار إلى أن اغتيل المعارض محمد البراهمي في 25 يوليو (تموز) الماضي، فثارت الناس من جديد مطالبة بإسقاط الحكومة؛ لتشكل قناعة عندهم أن الوضع الذي ثاروا عليه ما زال قائما ولم يتغير، أي بقي النظام وإن تغير رأسه.

ومرة أخرى يحاول الثلاثي المتربع على سدة الحكم في تونس، والمعارضة العلمانية الالتفاف على أهل تونس بخارطة طريق يزعمون أنها لإخراج البلاد من الأزمة السياسية الحادة التي تعصف بها، وهم بذلك يرسخون ارتهان البلاد للأجنبي الكافر ليتمادى في نهب ثرواتها، وسلب مقدراتها، وليعيث فيها فسادا بعد فساد.

إن الحل الجذري لمشكلة تونس، وإخراجها ليس من الأزمة السياسية فقط بل من كل الأزمات، لن يكون بخارطة طريق تمليها أمريكا وبريطانيا وفرنسا من خلال سفرائها الذين يجوبون البلاد طولا وعرضا وكأنها بلادهم، ويلتقون بأزلام الحكومة والمعارضة يملون عليهم الحلول وكأنهم عبيد عندهم.

وإنما الحل الجذري الصحيح يكون بالنظام الذي فرضه الله سبحانه وتعالى من فوق سبع سموات، فهو وحده الذي سيخرج بتونس من أزمتها السياسية المفروضة عليها، وكل الأزمات، وهو وحده الذي سيعتق تونس من التبعية للغرب الكافر، وهو وحده الذي سيحرر تونس من جور الديمقراطية العلمانية إلى عدل الإسلام، إنه نظام الخلافة.


((أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ))




كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو دجانة