Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق بل لا يستوي الخبيث والطيب يا د الفرا


الخبر :

دعا الدكتور ناصر الفرا، وهو كاتب فلسطيني يعيش في إسبانيا، في مقال له على جريدة القدس العربي إلى مصالحة فكرية بين الإسلام والعلمانية، ومما جاء في مقاله: “بين الحين والآخر يعيش عالمنا العربي حالة مخاض فكري يصعب التنبؤ بنتائجها. مخاض ناتج عن ديمومة الجدل الدائر بين مختلف الطروحات القائمة على المستوى الديني، السياسي، الاجتماعي والأخلاقي”.

وقد وصف الكاتب الجدل بأنه “.. كان يختزل بين أقطاب الفكر التقليدي والفكر التجديدي، بمختلف توجهاتهم.. وأنه كان يتم داخل نطاق المجتمع العربي وثقافته العامة.. بعيدا عن تأثير العوامل الخارجية، وتشارك فيه انطلاقاً من انتمائها لهذه الأمة وثقافتها”.

واستأنف مقاله قائلا: “حالياً انحسر هذا الجدل بين من يُعرفون بأتباع المنهج الديني وأتباع المنهج العلماني. بحكم حدة التباين في ما بينهم، خاصة في الأمور المدنية والدنيوية، فإن المخاض أضحى أكثر تعقيداً ونتائجه أقل إدراكاً، بعد أن تدخلت أطراف وأفكار خارجية ذات تأثير مباشر وقوي على مجريات الأمور.

وقد تطرق الكاتب إلى المناظرات التي تمت بين الطرفين وحكم عليها بالفشل قبل بدايتها ذلك أن كل طرف متمسك برأيه ولا يتنازل عنه.

وقد دعا الكاتب إلى ما وصفه بالحيادية كأفضل موقف ذلك أن “التزام الحيادية في القضايا الشائكة أفضل الأمور وأقلها تكلفة، ومجتمعاتنا العربية ليست بحاجة لمن يصب مزيدا من الزيت على النار المشتعلة، بل بحاجة لمن يحاول أن يجعلها برداً وسلاماً على الجميع، من خلال خلق تصور توافقي بعيد عن دعم طرح جانب على حساب طرح الجانب الآخر.”
كما دعا كلا الطرفين بأن: “استكشاف واستشراف كل واحدة من الإمكانيات المتاحة للتفاهم والتقارب، بدلاً من حرص كل منهم على التربص بالآخر بهدف دحض وتضليل وتكفير أو تجهيل طروحاته. بمعنى، يحفز البحث عن نقاط تؤدي إلى المقاربة والمصالحة بين الأفكار، بدل التصادم في ما بينها أو بسببها.

 

التعليق :

يقول الله تعالى في محكم تنزيله: (قُل لَّا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ ۚ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).

لقد بين الله سبحانه وتعالى أن الحق والباطل لا يلتقيان؛ فالله سبحانه وتعالى هو الذي يشرع وهو فقط الذي يحلل ويحرم وهو من يبيح ويحظر، فهو من ينهى ويأمر، لِيُعِدَّ هذه الأمة التي كانت خير أمة أخرجت للناس لأمر عظيم هائل وهو حمل الأمانة، أي حمل منهجه على الأرض، فكان لا بد من أن تقيم هذه الأمة حياتها جملة وتفصيلا وفق قيم الإسلام، حتى ترتقي لأعلى منزلة، وعندئذ لا يستوي في ميزانها الخبيث مع الطيب ولن يعجبها كثرة الخبيث، لتقيم دين الله في الأرض وتتولى القوامة على البشر.

ولن تكون لها هذه القوامة أبدا إن سارت وفق أنظمة وضعها البشر حسب أهوائهم وشهواتهم، وحسب عقولهم القاصرة المحدودة. فهل يستوي ما أنزله الحكيم الخبير رحمةً للعالمين، والقوانين الوضعية الخاطئة العَفِنَة، التي لم ولن تجلب إلا الذل والفقر والمشاكل، (أتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَىٰ بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ).

فكم يستغرب المرء من وجود مثل هذه الدعوات بعد أن بان للجميع عوار العلمانية وفشل هذه النظم الظاهر للعيان. فما قامت ثورات فيما يسمى الربيع العربي إلا رفضا لهذه الأنظمة التي لم تورث الأمة إلا الفقر، والجهل، واضطراب الأمن، وعدم توفر الحاجات الأساسية من المأكل والملبس والمسكن بشكل لائق للأغلبية العظمى من الناس، فكيف إذا كان الناس يريدون الحصول على الحاجات الكمالية؟!

وفوق ذلك فإن البلاد ترزح تحت الديون الكبيرة، وترزح أيضاً تحت نفوذ الدول الغربية المستعمرة. فبلادنا مستعمَرة سياسياً واقتصادياً وثقافياً وحتى عسكرياً.

ولن يخلصها من هذا كله إلا العودة إلى الإسلام الصافي النقي الذي لا تشوبه دعوات الوسطية والاعتدال والحيادية الفارغة.

إن الأمة اليوم باتت تقدم الغالي والنفيس لأجل هذا الدين الذي يمكنها في الأرض ويجعلها بحق خير أمة أخرجت للناس.

 

 


كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أختكم أم سدين