Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق إذا لم تستحوا فقولوا ما شئتم

الخبر:

أعلن الدكتور ياسر برهامي – نائب رئيس الدعوة السلفية – عن تأييده لترشُّح وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي للرئاسة، ولكن بشرط “خلع الزي العسكري”. ورأى برهامي أن السيسي يتمتع بشعبية جارفة، بسبب استجابته للشعب في 30 يونيو، وأنه من حقه الترشح لرئاسة مصر وفقًا للقانون.

كما قال المهندس صلاح عبد المعبود، عضو المجلس الرئاسي لحزب النور، عضو لجنة الـ50 الاحتياطي للحزب، إن حزب النور حزب سياسي وليس دينيًا، وإن الحزب يرحب بانضمام غير المسلمين المصريين له طالما التزموا بمبادئه، ويمكن أن يتولى رئاسته أي عضو من أعضائه حتى لو كانوا من غير المسلمين طالما جاءوا عبر الانتخابات.[ المصري اليوم]

 

التعليق:

1. استمرارا في مسلسل تنازلات حزب النور ومرشده الروحي الدكتور ياسر برهامي، يعلن الحزب ترحيبه بانضمام غير المسلمين المصريين لحزبهم، بل أكثر من ذلك لا مانع لديهم من أن يترأس حزبهم ذا المرجعية الإسلامية غيرُ مسلم! كما أعلن الدكتور برهامي تأييده لترشح الفريق السيسي للرئاسة.

2. يبدو أن الدكتور برهامي قد انساق بشكل تام وراء جوقة المطبلين والمزمرين لزعيم الانقلاب السيسي، فهو يرى فيه الزعيم المخلص ذي الشعبية “الجارفة” الذي استجاب للشعب في 30/6، والغريب أن السيد الدكتور يرى في تجربة الإخوان المسلمين في الحكم عظة كبيرة تمنعه من الاقتراب من موقع المسؤولية في الفترة الراهنة. ولا ندري متى يمكنه الاقتراب من موقع المسؤولية؟! هل سيحدث هذا عندما تكون الأمور على ما يرام والدنيا حلوة خضرة؟! والذي يبدو لنا أن الدكتور قد انغمس في الواقع وتاه فيه، وانخلع من الحكم الشرعي الذي يوجب عليه وعلى مثله أن يبذل الغالي والنفيس في سبيل تحكيم شرع الله، وليس الرضا بالأمر الواقع، ودعم رجل ليكون رئيساً لدولة علمانية تنصب العداء لمشروع الإسلام.

3. لا ندري من أين جاء الشيخ الفاضل بشرط خلع الزي العسكري لقبول السيسي رئيسا، هل قرأه في الأحكام السلطانية للماوردي أو للفراء، أو في كتب أخرى للسلف الصالح؟ ألم يكن الأولى به أن يضع شرط تحكيم شرع الله كاملاً؟! فأين ذهب منهج السلف الصالح وعقيدة الولاء والبراء التي ما انفك يرفعها هؤلاء؟! أليس من المؤسف أن يصل حالهم إلى هذا المستوى؟! ونحن نقول هذا تألمًا وحزنًا عليهم.

4. أما المهندس عبد المعبود فيبدو أنه يفرق بين السياسة والدين تمامًا كما يفعل العلمانيون، وقد رضي هو وحزبه بالانخراط في العمل السياسي بمعناه المكيافيلي القذر، ونسي أو تناسى أن الإسلام عقيدة سياسية بامتياز، فالإسلام يسوس الناس، أي يرعى شئونهم جميعها بأحكامه، لا يفرق بين مسلم وغير مسلم في الرعاية، فالسياسة هي رعاية شئون الناس، وهي في الإسلام بأحكام الشرع الحنيف، وفي العلمانية بالأحكام الرأسمالية العفنة، ولكنها في كل الحالات رعاية الشئون، الاختلاف هو فقط في نوع الرعاية ونوع الحلول.

وكأن المهندس عبد المعبود بكلامه هذا يؤكد لشركائه في لجنة الخمسين أن حزبه لا يختلف عن أي حزب ليبرالي، فأبوابه مفتوحة لغير المسلمين، ولا مانع لديه أن ينقاد لغير مسلم رئيسٍ لحزبه، وربما لو كان الفريق السيسي قبطيا مثلا، لأعلنوا على رءوس الأشهاد أن لا مانع أن يكون رئيس الدولة قبطيا، فما لهم كيف يحكمون!

5. إنه ليؤسفنا أن نسمع من المحسوبين على التيار الإسلامي مثل هذا الكلام، ونرى منهم مثل هذه التنازلات عن ثوابت الإسلام، فإنا ندعوهم أن يراجعوا أنفسهم ويحاسبوها قبل فوات الأوان، ولا حول ولا قوة إلا بالله!

6. ربما أصاب ما حدث في 30 يونيو وما تبعه الكثير من أبناء التيار الإسلامي في مصر بالإحباط واليأس، ولكن الأمر لا يخلو من فائدة، فهو يضع دعاة الإسلام على المحك… ليميز الله الخبيث من الطيب…! فنسأل الله لنا وللمسلمين جميعًا أن يثبتنا على الطريق المستقيم!

(لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىٰ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) [الأنفال:37]

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
شريف زايد
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير / ولاية مصر