Take a fresh look at your lifestyle.

مع الحديث الشريف باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جاء في صحيح الإمام مسلم في شرح النووي “بتصرف” في ” باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء”.

حدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك بن أنس فيما قرئ عليه عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول يا ليتني مكانه”.

أن يمر الرجل بقبر الرجل ويقول يا ليتني مكانك، فهذا معناه أن الحي قد وصل به الألم والضنك موصلا كبيرا. موصلا فاق كل ما على الأرض من معانٍ جميلة ومن دواعٍ للحياة، وعندما يستوي طلب الموت مع طلب الحياة بل ويعلو عليه، فهذا يعني أن الميت إذا مات مرة، فإن الحي يموت مراتٍ ومرات. وهذه البلاغة التي جاء بها الوحي جبريل -عليه السلام-، “وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى” هذه البلاغة في التصوير فيها قدر كاف لأن يتخيل الإنسان شدة ما سيلاقي المؤمن في وقت من الأوقات من بؤس الحياة.

صدقت يا حبيبي يا رسول الله، نطقت بهذا ساعة نطقت، وكأنك تنظر إلى ما أصاب الأمة اليوم، في كافة بقاع الأرض، يُعمِلُ الكافر بها سيفه، نطقت بهذا وكأنك تراه، ترى ما يجري في مينمار حيث تكالب على المسلمين هناك الأنجاس عبدة الأوثان، فساموهم سوء العذاب حرقا وغرقا، والمسلمون هناك يشكون إلى الله سكوت المسلمين والعالم أجمع. نطقت بهذا – يا حبيبي يا رسول الله- وكأنك ترى ما يجري في مصر الكنانة وكيف تُحرق الجثث بأيدي الحكام العملاء، نطقت بهذا وكأنك تنظر إلى ما يجري اليوم في سوريا، وتسمع صرخات الحرائر هناك، يشكين إلى الله تخاذل حكام المسلمين وعدم نصرتهن، وقد اغتُصبن مرات ومرات من قبل جنود البغي، وقد حملن منهم، ولسان حالهن ومقالهن يقول: ربنا ماذا نفعل بما في بطوننا؟ وهل بقي من الحياة شيء يستحق العيش من أجله؟ فبطن الأرض خير لنا من ظهرها.

نعم أيها المسلمون: لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول يا ليتني مكانه.

اللهمَّ عاجلنا بخلافة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرْ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

احبتنا الكرام، و إلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 


كتبه للإذاعة: أبو مريم