خبر وتعليق سعي الأردن للحصول على مقعد في مجلس حقوق الإنسان
الخبر:
في 23 تشرين الأول/أكتوبر 2013 ذكر موقع البي بي سي خبرا بعنوان “مطالبة الأردن برفع القيود على حرية التعبير” وجاء في الخبر (ناشدت منظمة هيومان رايتس ووتش لحقوق الإنسان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة المجتمع في جنيف – والذي يعكف على استعراض سجل الأردن في هذا المجال – الضغط على عمان وجعلها ترفع القيود التي تفرضها على حرية التعبير في الأردن.
وبالرغم من قيام الأردن بإعادة صياغة دستوره عام 2011 وإدخال بنود فيه تضمن الحريات الأساسية، ما زالت السلطات الأردنية تستخدم قانون جنايات صادر عام 1961 لإحالة عشرات المحتجين إلى محاكم عسكرية بتهم واهية ومبهمة.
وتشمل هذه التهم تهمة “إطالة اللسان” المستخدمة لإسكات أي إهانة أو انتقاد موجه للملك عبد الله الثاني، حسبما جاء في تصريح المنظمة.
وتساءل جو ستورك، مساعد مدير شؤون الشرق الأوسط في هيومان رايتس ووتش “ما نفع الدستور الجديد إذا كانت السلطات الأردنية مستمرة في تقويض الحريات الأساسية عن طريق استخدام قانون الجنايات القديم؟”.
ويأتي استعراض سجل الأردن في مجال حقوق الإنسان قبل أسابيع فقط من موعد تقديم الأردن طلب الحصول على مقعد لمدة ثلاث سنوات في مجلس حقوق الإنسان ذي الـ 47 مقعدا”.
التعليق:
فعلة الأردن هذه في تقديمه لطلب الحصول على مقعدٍ في مجلس حقوق الإنسان يذكرنا بتركيا ولهثها وراء الحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي، فالأخيرة مهما عملت ومهما تنازلت، لن ترضى أوروبا عنها.
أما النظام الأردني الذي زرع في رؤوس الناس شجرة اسمها مخابرات، يتقدم هذا النظام المجرم الآن ليأخذ شهادة حسن سلوك من منظمة دولية أنشأها الغرب الكافر، تسمى مجلس حقوق الإنسان، فعن أي إنسان أيها النظام المجرم تتحدث؟ الإنسان الذي استعبدتموه أباً عن جد؟ أم الإنسان الذي شرّبتموه من مياه الصرف الصحي القادمة من يهود، ومنحتم مياه بلادنا لهم؟ أي إنسان تقصد، الذي إن تقدم أحدهم إلى تجديد جواز سفر يضطر لمقابلة المخابرات، وإن تفوه بكلمة في بيته ـ ولا أقول بالشارع ـ فقد يأتي يومٌ يُـراجع به من قبل المخابرات، وإن ركب سيارة أجرة لا يجرؤ على الكلام إلا بأحوال الطقس والشمس والمطر؟
وأقول للسيد جو ستورك رداً على سؤاله: إن هذه الأنظمة العميلة لكم، لا تستمر ولا تعيش إلا بتقويض الحريات الشخصية بل بهلاك الإنسان نفسه ولا تغرنا شهادتك هذه وإن صحت، فأنتم أيها المستعمرون من أتى بهؤلاء العصابات لتتحكم برقاب هذه الشعوب المسلمة، وأنتم من يرعاها ويحافظ عليها ويغريها ضدنا، فاذهب بشهادتك هذه إلى المضبوعين بثقافتك وإلى أبواقك المسمومة، فإنها والله السم الزعاف.
أما أنت أيها النظام الأردني فبدل أن تلجأ إلى الله وتحسن سلوكك تجاهه، تتجه إلى أعداء الله لتحسن صورتك عندهم وهم عنك غير راضين، ألم تسمع بقول النبي عليه الصلاة والسلام: «اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ» ونحن بدورنا نؤمن على دعاء النبي عليه الصلاة والسلام ونثني عليه أن يشق الله عليك أيها النظام كما شققت علينا. فما أقبحك من نظام وما أذلك أمام الأعداء وأنت تستجدي رضاهم.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو أنس – بيت المقدس