Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق من ثمار التوافق


الخبر:

على إثر دوران عجلة الحوار الوطني في تونس؛ قامت لجنة التوافقات في المجلس الوطني التأسيسي يوم السابع والعشرين من أكتوبر بتعديل توطئة مشروع الدستور التي كانت موضع خلاف بين الشركاء المتشاكسين في السابق واتُفق على تعويض عبارات “تأسيسا على تعاليم الإسلام ومقاصده” بعبارات “تعبيرا عن تمسك شعبنا بتعاليم الإسلام”.

 

التعليق:

لقد بان بالكاشف اليوم خبث المسار الذي قاموا بتحويل وجهة البلد إليه؛ مسار لا يبحث سالكوه أين الصواب من الخطأ؛ بل لا يبحث سالكوه أين الحق فيه من الباطل؛ مسار يقتضي سقفا واطيا يستظل بظله الجميع؛ سقف العلمانية المقيتة المعرضة عن خير الإسلام العميم.

إنّ الصفقة التي حدثت بين الأطراف الفاعلة في الوسط السياسي التونسي لتدل دلالة واضحة على إرادة متنفذة تقود الجميع في سياق إجهاض الثورة والالتفاف عليها وإفراغها من مضمونها الحقيقي وهو التغيير الجذري. توافق عجيب بين رجالات الأمس ورجالات اليوم؛ بين ضحايا الأمس وجلاّديهم؛ تحت عنوان؛ مصلحة الوطن!! حديث واحد صار يلوكه الطرفان التوافق هو الحل؛ التوافق هو المنقذ!!

وها هي خطوط كان لونها يميل للحمرة تمحى اليوم وصار التنازل ممكنا حتى في أمور خيضت من أجلها المعارك بالأمس كما حدث مع التوطئة.

وإن كنّا نرى أنّ عبارات “تأسيسا على تعاليم الإسلام ومقاصده” لا تسمن ولا تغني من جوع بل الأصل أن تكون “منبثقة انبثاقا من الإسلام” إلا أنّ استبدال “تعبيرا عن تمسك شعبنا بتعاليم الإسلام” بها ليكشف النقاب جليّا عن حجم المؤامرة التي تحاك والتي يقصد منها هدم الإسلام وجعله مجرد تعاليم؛ كهنوتية فردية حبيسة المنازل والمساجد؛ لا يؤسس بها ولا يبنى عليها ولا ينبثق منها.

إنهم يدركون ومن ورائهم الغرب أن الناس متعطشون لأحكام الإسلام أكثر من قبل وأنهم إن لم يضللوهم ويغلقوا دونهم الأبواب فستعلو حناجرهم “إن الحكم إلاّ لله” وستكون أنفاسهم الثائرة الأخيرة منتصرة لـ”الشعب يريد إسقاط النظام” ولإسلامهم. لذا كان لزاما عليهم أن يواصلوا في درب خيانة الأمانة والإذعان للأسياد ولكن الله غالب على أمره.

 

 


كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم أنس – تونس