Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق هزيمة إرادة أمريكا الاستعمارية أمام إرادة الثورة السورية

الخبر:

في 26/10/2013 طالب الإبراهيمي الذي أعطيت له صفة مندوب الأمم المتحدة فيما يتعلق بسوريا، طالب بتأجيل مؤتمر جنيف2 إلى شهر كانون الثاني/يناير 2014 بعدما أعلن نبيل العربي الأمين العام للجامعة أن هذا المؤتمر سيعقد في الشهر القادم بتاريخ 23-24 تشرين الثاني/نوفمبر وكان قدري جميل نائب رئيس وزراء النظام السوري من قبله قد أعلن عن هذا التاريخ. وقامت أمريكا وعقدت اجتماع ما تطلق عليه أصدقاء سوريا في لندن في 22/10/2013 للتحضير لهذا المؤتمر. وقام روبرت فورد السفير الأمريكي في سوريا بالاجتماع مع مسؤولي الائتلاف السوري لتهيئتهم لهذا المؤتمر.

 

التعليق:

إننا نرى أن أمريكا قد حشدت كل قواها وأدواتها لعقد مؤتمر جنيف2 فلم تستطع أن تعقده. وسابقا قد أعلنت أنه سيعقد في نهاية شهر أيار/مايو الماضي فلم تتمكن، وصار يجري الحديث كل شهر على أنه سيعقد في الشهر القادم، وهكذا حتى اليوم حين أعلن عميلها الإبراهيمي عن طلبه بتأجيل عقده إلى بداية السنة القادمة بعدما تقرر عقده في 23-24 من شهر تشرين الثاني/نوفمبر. فهذا يدل على الفشل الذريع لأمريكا في تمكنها من مجرد عقد مؤتمر ناهيك عن قدرتها على إنجاحه أو إنجاح مقرراته حتى تتمكن من تنفيذ مشاريعها المتعلقة بسوريا والقاضية بالمحافظة على النظام السوري، ولكن بصورة معدلة، وهي تشكيل حكومة انتقالية من رجال النظام ومع المعارضة التي تقبل بالمشاريع الأمريكية التي تتمثل بإبقاء نفوذها مبسوطا على سوريا وإبقاء النظام العلماني قائما فيها حتى تحول دون عودة نظام الخلافة الراشدة.

إن الذي يفشل أمريكا الدولة الأولى في العالم التي تخافها كل الدول ويفشل مشاريعها ويجعلها في حالة تردد واضطراب لا تدري كيف ستتصرف فتتراجع في كل مرة عن تهديداتها وعن وعودها، إن الذي يفشلهم هم الثوار الصادقون في سوريا حين رفضوا هذا المؤتمر ورفضوا عملاءها من مجلس وطني وائتلاف وطني وقيادة أركان وغير ذلك، فاضطر كثير من عملائها هؤلاء إلى أن يتراجعوا عن الموافقة على حضور المؤتمر عندما شعروا أنهم لا يمثلون أحدا، وأن مصيرهم الخزي أمام الشعب وأمام الثوار وأنهم سيسقطون.

كل ذلك يدل على أن أهل البلد بإرادتهم الصادقة قادرون على إفشال المشاريع الاستعمارية وعلى كسر الإرادة الأمريكية بل تحطيمها، وأن أمريكا لا تتمكن أن تفرض إرادتها إذا رفضوها وأنها لا تتمكن من فرضها إلا في أربع حالات: إما بالقوة العسكرية والتدخل العسكري المباشر وقد فعلته في أفغانستان والعراق والصومال وقد قاومها الناس وألحقوا بها هزائم عسكرية مؤلمة، وما زالت تبحث في أفغانستان عمن يفاوضها من الثوار أو المجاهدين لتحافظ على نفوذها هناك، وإما بواسطة شراء الذمم الرخيصة من طلاب السلطة والمال والجاه ليتعاونوا معها ويسهلوا لها تنفيذ مشاريعها، وإما بإخافة أصحاب الإرادات الضعيفة التي لا تصمد تجاه الضغوطات والتهديدات فتتنازل لأمريكا وتسهل لها ما تريد، وإما بخداع الناس عندما تقول لهم أو تبث بينهم مقولة أن هذه مرحلة مؤقتة وفيما بعد ستفعلون ما تريدون، وأن الأمور لا تتحقق مرة واحدة وإنما يلزم التدرج حتى تصلوا إلى هدفكم النهائي.

فلو رفضت الجماعات في مصر التدخل الأمريكي ورفضت المعاهدات التي عقدتها مثل كامب ديفيد ورفضت النظام العلماني وأصرت على إقامة نظام الخلافة لما استطاعت أمريكا أن تنجح في أن تلعب في الشأن المصري كما حصل فتدعم واحدا ومن ثم تتخلى عنه وتجعله يسقط، ومن ثم تدعم غيره وهكذا حتى تتمكن من السيطرة على الوضع وحصول استقرار لنفوذها بواسطة أناس يرتبطون بها مقابل أن يكونوا حكاما على شاكلة مبارك ومن سبقه ومن لحقه. وهذا ينطبق على تونس وعلى ليبيا وعلى اليمن.

إن ثوار سوريا الصادقين أعطوا درسا للعالم وليس للمسلمين فقط بأن لا أمريكا ولا غيرها من الدول الكبرى تقدر على أن تفعل شيئا أمام إرادتهم إذا صدقوا الله وصبروا وثبتوا حتى يأتي الله بنصره الذي سيأتي بإذنه تعالى عاجلا أم آجلا، وبذلك تتجلى إرادتهم الشعبية الصادقة بتحقيق هدفهم بإقامة الخلافة، وستبقى أمريكا تؤجل جنيفها2 حتى تيأس وتترك العملاء وتضطر إلى اللجوء إلى الثوار لتتفاوض معهم مباشرة كما اضطرت إلى ذلك في أفغانستان. ولكن عندما يرفضها الثوار ويقولون لها ارجعي واعتزلي وراء الأطلسي فإنه لا مقام ولا مكان لك اليوم في بلاد الشام ولا في بلاد الإسلام ونحن أصحاب البلاد نقرر بأنفسنا ما نريده من نظام.

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أسعد منصور