Take a fresh look at your lifestyle.

مع الحديث الشريف باب بيان معنى قول النبي لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جاء في صحيح الإمام مسلم في شرح النووي “بتصرف” في ” باب بيان معنى قول النبي لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض”.

عن عبد الله بن عمر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال في حجة الوداع: “ويحكم أو قال: ويلكم لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض”.

وقوله – صلى الله عليه وسلم – :”ويحكم أو قال ويلكم ” قال القاضي: هما كلمتان استعملتهما العرب بمعنى التعجب والتوجع. قال سيبويه: ( ويل ) كلمة لمن وقع في هلكة، و ( ويح ) ترحّم. وحكي عنه: ( ويح ) زجر لمن أشرف على الهلكة. قال غيره: ولا يراد بهما الدعاء بإيقاع الهلكة ولكن الترحم والتعجب. وروي عن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – قال: ويح كلمة رحمة. وقال الهروي: ( ويح ) لمن وقع في هلكة لا يستحقها، فيترحم عليه ويرثى له. ( ويل ) للذي يستحقها، ولا يترحم عليه، والله أعلم.

ليس غريبا أن يقتل الكفار المسلمين، وليس غريبا أن يهدموا بيوتهم، وينتهكوا أعراضهم، فهم أعداء لله ولرسوله وللدين، ولكن الغريب العجيب أن يقوم بهذا الأمر بعض المسلمين، ولماذا ولخدمة من؟ لعرض من الدنيا رخيص، لمنصب هنا وجاه هناك، يبيعون آخرتهم بدنيا غيرهم، ساء ما يحكمون.

أيها المسلمون:

 

إن أمريكا والغرب يستعملون المسلمين لضرب إخوانهم في كل مكان، وهذا أسلوب ناجح وجدت فيه أمريكا ضالتها، فقد استعملته في أفغانستان وفي العراق وفي فلسطين وغيرها من بلاد الإسلام، حتى أصبح يطلق على المسلمين في تلك البلدان ” الأخوة الأعداء”، ولم تترك أمريكا هذا الأسلوب القذر حتى في الثورات العربية، فهي تدعم طرفا على آخر، من أجل المحافظة على عميلها، وتقوم بالتفجيرات لتتخلص ممّن يعارضها بأيدٍ محسوبة على الإسلام. وكأن هؤلاء الذين يقومون بهذه الأعمال لم يسمعوا قول الله تعالى: “وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا”، وكأنهم لم يسمعوا بحديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- “اجتنبوا السبع الموبقات”، وذكر منها قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وقوله صلى الله عليه وسلم “لا يزال العبد في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما”، وقوله: ” أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء”، فأين أنتم يا أتباع الغرب من هذا الوعيد؟

أين أنتم يا من تنتعلكم أمريكا والغرب من ورائها من هذه الجرائم، جرائم قتل إخوانكم؟ ألم تتعلموا بعد ممّا حدث لغيركم؟!

أيها المسلمون:

 

إن السبب الحقيقي لهذه الآفة غياب الحاكم الحقيقي في بلاد المسلمين، خليفة المسلمين الذي يرعى هذه الأمة، ووجود الحاكم الظالم والفاسق والكافر مكانه، يأخذ الأوامر من السفارات – أوكار المخابرات- التي زرعها في البلاد،. لذلك كان على الأمة أن تعمل لخلع هذا الحاكم، والإتيان بحاكم لكل الأمة يدافع عنها، ويرعاها حق الرعاية، ويحقن دماءها ويأخذ بيدها نحو الأعالي والمجد في الدنيا ونحو الجنة في الآخرة. اللهم عجل لنا بهذا اليوم، وكحل عيوننا برؤية إمام المسلمين يرأف بالمسلمين ويصون دماءهم فيما بينهم، اللهم آمين آمين.

احبتنا الكرام، والى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 


كتبه للإذاعة: أبو مريم