بيان صحفي الاحتلال اليهودي أمنَ أن تعاقبه “النعاج” فازدادت جرائمه
ازدادت في الأيام الأخيرة الهجمة الإجرامية الشرسة التي يشنها كيان الاحتلال اليهودي ضد فلسطين وأهلها ومقدساتها، شملت توسيع الاستيطان وتشجيعه في القدس والخليل وأنحاء أخرى من الضفة الغربية، واغتيالات، وهدم للبيوت المقدسية واعتداء على الممتلكات وحرق للمزارع، وتدنيس للمسجد الأقصى، وحفريات تهدد أركانه، وآخر هذه الجرائم تحضيرات لتقسيم المسجد الأقصى بين المسلمين واليهود تزامنت مع مشروع قرار لجعل تقسيم الحرم القدسي وصلاة اليهود فيه قانونياً في البرلمان “الكنيست” اليهودي، ناهيك عن وجود إشارات على نية كيان الاحتلال البدء ببناء “جدار فصل” في الأغوار.
وقد كان رد وزراء الخارجية العرب على جرائم الاحتلال بعد اجتماعهم في القاهرة مخزياً ومهيناً، إذ قرروا اللجوء إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة واليونسكو لوضع ممارسات “إسرائيل” على طاولة البحث، وإننا في حزب التحرير نرى أن الرد الحقيقي على جرائم كيان الاحتلال اليهودي يكون من خلال تحريك جيوش الأمة ضد هذا الكيان للقضاء عليه وتحرير فلسطين كاملة وتخليص أهلها والمسجد الأقصى من جرائم الاحتلال، ونؤكد على ما يلي:
إن الذي جعل كيان الاحتلال يوغل في دماء أهل فلسطين ويزداد في جرائمه إنما هو الاستخذاء المخزي من قبل السلطة والأنظمة العربية، فالسلطة التي تنازلت عن معظم فلسطين لليهود وحصرت النزاع في المحافل الدولية على حدود 67 وضمنت شرعية كيان يهود في المحتل عام 48، هذه السلطة عادت للمفاوضات الخيانية بعد أن أنزلتها أمريكا عن الشجرة مسربلة بالخزي والعار، فقبلت الرجوع للمفاوضات بعد أن لعقت كل تصريحاتها العنترية، دون أساس واضح للمفاوضات ودون وقف الاستيطان، وهي مستمرة في التنسيق الأمني مع الاحتلال والتطبيع الثقافي والاقتصادي.
وأما الأنظمة العربية التي تركت فلسطين وأهلها فريسة للاحتلال ولم تحرك جيوشها للتحرير، فهي تسارع في حفظ أمن كيان الاحتلال وجعلت جميع الجبهات برداً وسلاماً على الاحتلال من خلال اتفاقيات تحفظ أمنه؛ فالنظام الأردني والسوري والمصري وقع اتفاقيات إجرامية معه، وحزب إيران في لبنان وقع هدنة مع الاحتلال ووجه سلاحه إلى صدر إخوانه في الشام، داعماً طاغية الشام الذي حافظ على حدود الاحتلال لأكثر من أربعين عاماً، والنظام المصري في عهد مبارك سمح لوزيرة خارجية الاحتلال بأن تعلن الحرب على غزة من القاهرة وفي عهد مرسي جعل حكومة حماس توقع هدنة مع الاحتلال تحفظ أمنه وألزمت جميع الفصائل بها، وشنت القوات المصرية في عهد مرسي وفي عهد الانقلابيين هجوما شرساً على المقاومين في سيناء وهدمت الأنفاق حفاظا على أمن كيان يهود.
إن دموع التماسيح التي تذرفها السلطة وأنظمة النعاج – كما أقروا على أنفسهم – لا يمكن أن تمسح جرائمهم، فهم شركاء لكيان الاحتلال في جرائمه المستمرة، وهم الذين حفظوا حدوده، وهم الذين وضعوا قضية فلسطين في يد أعداء الأمة من أمريكا وروسيا وأوروبا إلى المحافل الدولية الظالمة كالأمم المتحدة وما انبثق عنها من منظمات جائرة مجرمة.
فلينتظروا يوماً تأخذ فيه الأمة بحلاقيمهم وتعاقبهم على تفريطهم واستخذائهم، ولعذاب الآخرة أشد وأعظم لو كانوا يعقلون.
إن فلسطين وأهلها وأقصاها ينتظرون يوما من أيام الله تعلو فيه تكبيرات الجيوش الجرارة لتدك طائراتها ومدافعها ورصاص جنودها الأسود معاقل اليهود وجُدُرَهم، فتخلصهم من جرائم هذا الاحتلال ومن السلطة المتعاونة معه، وإننا في حزب التحرير نعمل في الأمة ومعها لهذا اليوم من خلال أخذ قيادة الأمة وتسليمها لخليفة راشد يطبق شرع الله ويجاهد في سبيل الله ويحرك الجيوش التي ينتظرها أهل فلسطين بقلوب مؤمنة مطمئنة ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين