خبر وتعليق التكلفة الباهظة للسلام والصداقة مع الصليبيين
الخبر:
في بداية شهر تشرين الثاني/نوفمبر عام 2013، تم استهداف زعيم طالبان الباكستانية حكيم الله مسعود في هجوم طائرة بدون طيار. وقد وقع هذا الهجوم في اليوم الذي أعلنت فيه الحكومة الباكستانية مهمة رسمية نحو وزيرستان الشمالية لإجراء مفاوضات سلام مع طالبان. وقبل ذلك، كان لطيف الله مسعود، الذي كان سائقا لحكيم الله مسعود وعين بعد ذلك نائبا له، قد توجه إلى أفغانستان بناءً على طلب الحكومة الأفغانية من أجل لعب دور الوسيط بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان. إلا أن القوات الأمريكية اعتقلته في منطقة أغا محمد من إقليم لوجار.
التعليق:
إن هذا يمثل جزءًا من الاستراتيجية الصليبية القذرة، التي تركز على قمع الأمة الإسلامية من جهتين: الأولى هي قتل المسلمين الأبرياء عن طريق الغزو والاحتلال؛ كحرق البشر والشجر والحجر وكل ما وجد على هذه الأرض. وعلاوة على ذلك، نهب مواردنا ونشر النفاق الديمقراطي بين المسلمين.
أما الثانية، فهي قمع المجاهدين في المنطقة باستخدام عملائهم كأداة لخطف الرأي العام وخداع الأمة. فيستخدمون عملية السلام لتنفيذ هذه الإستراتيجية ويصرون دائما على الموقف الذي يمكن أن يزيد من ضعف المسلمين وإجبارهم على ترك قيمهم. وعلى الرغم من أن نفاق الغزاة الصليبيين هو الآن حقيقة واقعة واضحة للأمة الإسلامية، إلا أن الحكام والأنظمة الحالية في بلاد المسلمين تحاول إخفاء الوجه الحقيقي للصليبيين تحت مظاهر مختلفة، وذلك لضمان مصالح أسيادهم المستعمرين.
كان هذا هو سبب قلق حامد كرزاي عندما قتل لطيف الله مسعود، لذلك أطلق وزير الداخلية الباكستاني على مقتل حكيم الله مسعود عنوان محاولة زعزعة عملية السلام مع طالبان الباكستانية. وقد عرض نظام كرزاي القمعي على المجاهدين ثلاثة شروط مسبقة لعملية السلام: 1. قبول الدستور الأفغاني 2. قطع أي نوع من العلاقات مع تنظيم القاعدة و 3. تسليم أسلحتهم.
وكان رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف قد أكد خلال زيارته الأخيرة إلى لندن على الشروط السابقة نفسها لعملية السلام مع المجاهدين في باكستان. وأصر قائلا “ينبغي التفاوض على السلام تحت ضوء دستورنا”. إن الدستور الأفغاني ليس إسلاميا، بل هو دستور أمريكي، ودستور باكستان أيضا ليس إسلاميا، بل هو دستور بريطاني. إن الدساتير المذكورة هي ضد الإسلام والمسلمين، ويحرم على جميع الجماعات والأحزاب الجلوس على طاولة الحوار مع الصليبيين والأنظمة العميلة. إن جميع الشروط التي وضعها الصليبيون وعملاؤهم، هي بالأساس ضد مصلحة الأمة الإسلامية في المنطقة، وبناء على ذلك فإن عملية السلام ما هي إلا أداة للتقسيم وتصفية المجاهدين وقتلهم واحدا تلو الآخر.
من جانب آخر، فإن الصليبيين باستخدامهم الحكام العملاء قد ركزوا على إضفاء الطابع المحلي على الحرب الجارية. وهذه نتيجة مباشرة للصداقة بين الحكام العملاء وأسيادهم المستعمرين، وهم الآن في محاولة لمواصلة الحرب عن طريق قوات الأمن العميلة والمجاهدين على الجبهة. من الآن فصاعدا سيكتفي الصليبيون بمتابعة المشهد فقط، وعلى الأرض، وسوف يقتل المسلم أخاه المسلم.
وسيسبق القتال المكثف القوات المحلية. وستكون النتيجة شديدة على الأمة الإسلامية، وتحديدا على المسلمين في أفغانستان.
وفقا لمصادر أفغانية، فإن 80 جنديا من قوات الأمن يقتلون يوميا. وفي الوقت نفسه، فقد كشفت وزارة الشؤون الداخلية أيضا أنه منذ ربيع هذا العام وحتى الآن، شنت حركة طالبان 6600 هجوما، 50 هجوما انتحاريا وأكثر من 1700 هجمة مباشر على الشرطة.
وكنتيجة لذلك، فقد فقدت الشرطة الأفغانية أكثر من 2000 شخص، و850 مدنيًا وأكثر من 5500 جريح. وفي الوقت نفسه، ليس هناك تقدير للخسائر في صفوف مقاتلي طالبان، لأن دمهم لا قيمة له عند الحكام الأفغانيين العملاء وأسيادهم المستعمرين. وقد كشفت البعثة أيضا أن الإصابات بين المدنيين قد ارتفعت بنسبة 23٪ خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2013.
وقد صرح الجنرال دان فورد سابقا، رئيس منظمة حلف شمال الأطلسي، وأيضا خلال مقابلة مع صحيفة جارديان البريطانية أن خسائر قوات الأمن الأفغانية هي ضرر لا يمكن إصلاحه.
ختامًا، فإن الأزمة الحالية بالتأكيد ستصل إلى النهاية، وذلك عندما تفضل الأمة وحكامها موالاة الله سبحانه وتعالى، ورسوله عليه الصلاة والسلام والمؤمنين على موالاة الصليبيين، وعندما تمتنع الأمة عن المشاركة في أي عملية محرمة، وحين تناضل ليلا ونهارا لإعادة الحياة الإسلامية تحت ظل دولة الخلافة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سيف الله مستنير
كابول – ولاية أفغانستان