Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق الديمقراطيةُ آلهةٌ تأكلُ نفسَها


الخبر:

روسيا اليوم صدر قرار قضائي في فرنسا ينص على أن تكون اللحوم المقدمة للسجناء في أحد السجون مذبوحة وفقا للشرع الإسلامي، وذلك احتراما لحرية العقيدة، وقد صدر هذا الحكم عن محكمة غرونوبل الإدارية.

ذلك بعد شكوى تقدم بها سجين من أحد السجون ضد السجن لعدم الاستجابة لطلبه بتوفير اللحم الحلال، فنص القرار القضائي أن يعرض مدير السجن و”بانتظام” وجبات اللحوم الحلال، وفقا لمبدأ العلمانية الذي شددت عليه المحكمة والذي “يفرض على الجمهورية ضمان حرية ممارسة العقيدة”، سيما وأنه ليس هناك ما يمنع من تقديم وجبات اللحوم الحلال للراغبين.

 

التعليق:

فرنسا مدعية الحريات تدوس مرة أخرى على أفكارها بأقدامها، تؤمن ببعضها صباحا، وتكفر ببعضها مساءً، تمنع المرأة المسلمة من لبس الخمار لتدوس بنفسها على حرية الاعتقاد، وتسمح للسجناء بتناول اللحم الحلال بحجة توفير حرية ممارسة شعائر الدين في السجن وكلتاهما من صلب عقيدة الديمقراطية (الحرية الشخصية وحرية الاعتقاد).

وكم يذكرنا موقف فرنسا هذا بموقف كفار قريش حين كان لهم إله من تمر يعبدونه في النهار ويأكلونه بالليل إذا جاعوا، وأيضا بموقف بني حنيفة أيام الجاهلية حيث كان لهم صنم من حيس فعبدوه دهراً طويلا، ثم أصابتهم مجاعة فأكلوه، فعيرتهم العرب بذلك قال الشاعر:

أكلت حنيفة ربها … زمن التقحم والمجاعه

لم يحذروا من ربهم … سوء العواقب والتباعه

أحنيف هلا إذ جهلت … صنعت ما صنعت خزاعه

نصبوه من حجر أصم … وكلفوا العرب اتباعه

 

إن فرنسا منعت الخمار بحجة أن ارتداءه من شأنه الدلالة على الانتماء الديني للشخص، ولكنها تسمح بتناول اللحوم الحلال في السجن طالما أن الأمر لا يؤثر في شكل الدولة العلمانية، هذه هي ديمقراطيتهم إله يقدسه عبّاده حينا، ويطئونه بأقدامهم إذا خالف هواهم أو عارض مصالحهم أحيانا.

﴿وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ﴾

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلاميِ المركزي لحزب التحريرِ
الأخت: أم سدين