Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق حملات الأمم المتحدة للقضاء على العنف ضد المرأة


الخبر:

تحتفل الأمم المتحدة وبالتنسيق مع مركز القيادة العالمية للمرأة (CWGL) في 25 نوفمبر من كل عام باليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، وشعار هذا العام “من السلام في البيت إلى السلام في العالم: لنتحدى النزعة العسكرية ونضع حداً للعنف ضد المرأة”، حيث ستنظم فعاليات تمتد على مدى 16 يوما، خلال الفترة الممتدة من 25 تشرين الثاني/نوفمبر إلى 10 كانون الأول/ديسمبر- يوم حقوق الإنسان، وحملة الـ 16 يوما لعام 2013 تدعو لرفع مستوى الوعي والفعل حول التقاطعات المتعددة الأوجه للعنف القائم على الجندر والنزعة العسكرية، باعتبار أن النزعة العسكرية مصدر أساسي للعنف القائم على النوع الاجتماعي وذات عواقب وخيمة على أمن وأمان المجتمعات وخاصة على النساء والأطفال. وعليه فإن الحملة العالمية تركز نشاطاتها على العنف الذي تقوم به الجهات الفاعلة في الدولة، وعلى العنف الأسري ودور الأسلحة الصغيرة، والعنف الجنسي خلال وبعد النزاعات. (وكالة أخبار المرأة)


التعليق:

إن مثل هذه الحملات التي دأبت الأمم المتحدة على تنظيمها على مدى الاثنين والعشرين عاماً الماضية للقضاء على العنف ضد المرأة، لم تنجح في تحسين وضع المرأة في العالم، بل إن حالها ازداد سوءاً، والإحصائيات والدراسات تؤكد ذلك، ففي كلمته بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بأن العديد من الدراسات الميدانية التي أجرتها منظمات إنسانية إن امرأة واحدة على الأقل من كل ثلاث تتعرض للضرب أو الإكراه أو الإهانة في كل يوم من أيام حياتها، وأفادت منظمة الصحة العالمية بأن نحو 70 بالمئة من ضحايا جرائم القتل هم من الإناث، كما تمثل النساء والأطفال قرابة 80 بالمئة من القتلى والجرحى جراء استخدام الأدوات الجارحة والأسلحة. ولو أردنا استعراض الإحصائيات والأرقام المتعلقة بحال المرأة السيئ وخاصة في دول الغرب لما وسعتنا المجلدات.

ثم كيف للأمم المتحدة أن تقضي على العنف الناتج عن النزاعات العسكرية، وهي تضم في عضويتها الدول الكبرى التي أشعلت تلك النزاعات والحروب بسبب جشعها وطمعها في السيطرة على ثروات ومقدرات الشعوب، وارتكبت في سبيل ذلك المجازر التي كان أغلب ضحاياها من النساء والأطفال، حيث اعتقلتهن وهجرتهن ورملتهن وانتهكت أعراضهن؟! أو لم تساند الأمم المتحدة ومؤسساتها هذه الدول في حروبها ونزاعاتها؟ ألم تسهل لها مهمتها في حربها على أفغانستان والعراق؟ وبذلك يكون قد انطبق على الأمم المتحدة المثل القائل (قتل القتيل ومشى في جنازته).

إن ما تواجهه المرأة اليوم من ضنك وشقاء في العيش، ليس سببه الإسلام كما يروج بعض الحاقدين، بل سببه المبدأ الرأسمالي العفن وما انبثق عنه من قيم ومفاهيم أفقدت الإنسان إنسانيته وجعلته عبداً للمادة ولشهواته، وجعلت من المرأة سلعة تباع وتشترى لا يوجد لها قيمة إلا بقدر ما تحقق من متعة، فتستغل في شبابها وترمى لتصارع شقاء المعيشة في شيخوختها، وذلك دون أي اعتبار لإنسانيتها.

لقد كان الإسلام رائداً في منح المرأة كافة حقوقها التعليمية والاقتصادية والسياسية، والقانونية منذ 1400 سنة وكذلك في حظر أي شكل من أشكال الاستغلال أو العنف ضدها. فالإسلام قد بنى حياة اجتماعية راقية وأحسن تنظيم علاقة المرأة بالرجل، فأكرم المرأة وأنزلها المنزلة التي تليق بها ووفر لها حياة كريمة تحسدها عليها نساء الدنيا كلها، فالمرأة في الإسلام أم تحتضن أبناءها في صغرهم فيحتضنها الأبناء عند الكبر، والمرأة في الإسلام زوجة مكرمة لا يهينها إلا لئيم، وهي بنت وأخت يرعاها والدها وأخوها في صغرها وكبرها، في ضعفها وقوتها، فالإسلام ضمن للمرأة حياة أسرية قائمة على المودة والرحمة بعيداً عن العنف والتفكك بالتوجيه من خلال الأحكام الشرعية، وبالتنفيذ من خلال دولة الخلافة التي تراقب تنفيذ هذه الأحكام وتعاقب المقصر في أدائها، فاعملن أيتها الأخوات الكريمات لإقامة دولة الخلافة حتى تنعمن بالحياة الكريمة في الدنيا والآخرة.

يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿يَـٰٓأَيُّہَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِى خَلَقَكُم مِّن نَّفۡسٍ۬ وَٲحِدَةٍ۬ وَخَلَقَ مِنۡہَا زَوۡجَهَا وَبَثَّ مِنۡہُمَا رِجَالاً۬ كَثِيرً۬ا وَنِسَآءً۬‌ۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِى تَسَآءَلُونَ بِهِۦ وَٱلۡأَرۡحَامَ‌ۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيۡكُمۡ رَقِيبً۬ا﴾.




كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أختكم براءة