خبر وتعليق روسيا تحاول معالجة مشكلة الفساد (مترجم)
الخبر:
نشر موقع قصر الكريملن على الإنترنت يوم 3 كانون الأول/ديسمبر مرسوماً بإنشاء “مديرية مكافحة الفساد” التي ستتبع الرئيس الروسي. وقد قال تعليق نشر على الموقع ذاته أن “مديرية محاربة الفساد الجديدة ستتولى التدقيق في صلاحية واكتمال البيانات المتصلة بدخل المسؤولين وإنفاقهم ومدخراتهم”.
التعليق:
إن محاولة تخويف المسؤولين الفاسدين من خلال إنشاء هيئة إشرافية جديدة قد فرضتها حقيقة قيام المسؤولين الروس بنهب موازنة البلاد، وكذلك حقيقة أن عدم رضا الشعب عن الفساد المنتشر يقوّض ثقته في الحكومة الحالية. يضاف إلى ذلك رغبة روسيا في تحسين تصنيفها في مجال جذب الاستثمارات.
ويشير تقرير تصنيف الدول في مجال الفساد لعام 2013 الذي نشرته المنظمة الدولية “الشفافية الدولية” إلى أن روسيا قد احتلت المرتبة 127 من بين 177 دولة. ما يعني أنها حسّنت مرتبتها بضع نقاط فقط عما كانت عليه في السنة الماضية. وهو ما يدل على أن التدابير والإجراءات السابقة مثل مراقبة دخل المسؤولين ونفقاتهم، إلى جانب القوانين التي تفرض غرامات كبيرة على المسؤولين الفاسدين، لم تخفّض مستوى الفساد.
بل وحتى تشديد العقوبة على الفساد لا يمكن أن يحل هذه المشكلة. حيث يرى المرء تجربة الصين، فقد أعدمت السلطات رمياً بالرصاص ما يزيد على 10000 مسؤول بسبب الفساد منذ العام 2000، غير أن المشكلة ما زالت متأصلة ومستعصية، ووفقاً لتصنيفات الشفافية الدولية ذاتها فإن الصين تحتل المرتبة الـ 80.
إن اختلاس الأموال العامة والرشوة سيبقيان تحدّياً يواجه أي مجتمع ما دام مقياس الأعمال هو المنفعة المادية في هذا المجتمع. فبحسب هذا المقياس يكون أفضل الأعمال هو الذي يجلب أكبر منفعة مادية، وأكثر الناس نجاحاً هم الذين يحصلون على هذه المنفعة.
وبناءً على ذلك ينظر المسؤولون إلى مناصبهم على أنها فرصة سانحة للنجاح في الحياة، ولا تعدو الجهود الرامية إلى تصعيب الطريق أمام هذا “النجاح” أن تكون تشجيعاً لهم للبحث عن مؤامرات أكثر تعقيداً للوصول إلى الثراء. ولذلك يبقى الفساد مشكلة تستعصي على الحل في المجتمع.
إن تغيير النظرة إلى هذه الحياة وتغيير مقياس أعمال الناس هو الكفيل بحل مشاكل المجتمع. وهذا هو عين ما فعله الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، الذي دعا الناس للإيمان بالله سبحانه وتعالى والإيمان بيوم القيامة والحياة الآخرة الخالدة. وبناءً على ذلك أصبح مقياس أعمال الناس بعدها هو الحلال والحرام وفقاً للقوانين الإلهية. وقد تفرّد الإسلام بتحريم الرشوة.
فقد روى ثوبان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لَعَنَ اللَّهُ الرَّاشِيَ وَالْمُرْتَشِيَ وَالرَّائِشَ». [رواه الطبراني]
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سليمان إبراهيموف