خبر وتعليق حكومة خانعة وسفراء ترتع
الخبر:
أورد موقع ميديا بلاس تونس يوم الثلاثاء 2013/12/03 خبرا بعنوان “السفير البريطاني في تونس يبحث سبل التعاون مع ولاية المنستير” جاء فيه ما يلي “أدّى هاميش كويل سعادة سفير بريطانيا بتونس بـرفقة ليلى ممّي نائبة قنصل ومالك رجيبة القنصل الشرفي بالسفارة الأمريكية بتونس، صباح يوم الأربعاء، زيارة عمل إلى ولاية المنستير للبحث مع السلطة الجهوية والمحلية سبل التعاون بين مؤسسات بريطانية وولاية المنستير. وتضمن برنامج العمل زيارة بلدية المنستير وروضة ال بورقيبة بالمنستير تم على إثرها وضع أكليل من الزهور على ضريح الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة حيث تحول السفير والوفد المرافق له في رحلة سياحية على الأقدام اطلع من خلالها على جمال المدينة و استقرارها الأمني”.
التعليق:
ها قد عاد الاستعمار المباشر السافر لبلاد الإسلام في تونس التي كانت لها مكرمة انطلاق شرارة الثورة على الظلم والطغيان ومحاولة الانعتاق من ربقة الاستعمار، ولكن وللأسف الشديد أنّنا نلحظ بعد مرور ما يقارب الثلاث سنوات من هروب الطاغية أنّ دار لقمان بقيت على حالها فلم نر تغييرا حقيقيا بل مجرّد عملية تجميليّة بتغيير وجوه بوجوه أخرى أقلّ سوادا أو بالأحرى وجوها متوضّئة.
وما نشاهده اليوم من صولات وجولات لسفراء الغرب الكافر في البلاد شمالها وجنوبها، شرقها وغربها وتدخّلهم السافر في شؤونها توجيها وأمرا غير خافٍ على أحد.
وهذا سفير بريطانيا كما عهدناه متنقّلا في أرجاء البلاد – من مقرّات الأحزاب ودور الشباب – فقد حلّ ركبه بولاية المنستير واعدا ببعث مشاريع تنمويّة بالجهة ومساعدة الاقتصاد التونسي في مجابهة الصعوبات وكأنه الحاكم الفعليّ في تونس.
والغريب في الأمر أنّ البعض من أعضاء الحكومة لا يرى في ذلك بأسا أو تدخّلا سافرا في شؤون الدولة بل يعتبره أمرا محتوما اقتضته المصالح المشتركة بين الدول الصديقة.
فإلى متى ستبقى بلاد الإسلام الحديقة الخلفية للغرب الكافر المستعمر يرتع فيها كيفما شاء ومتى شاء؟ وإلى متى تبقى الشعوب الإسلاميّة تأتمر بما أمر به الكافر المستعمر وتنتهي عند نواهيه؟ إلى متى يبقى المسلمون يرزحون تحت ربقة الكافر المعتدي المغتصب لحياتهم؟
إنّه من المعيب أن نرى خيرات البلاد تُنهب جهارا نهارا بلا رقيب ولا حسيب، بل بتواطؤ واضح وجليّ من قبل حكومة تدّعي الثوريّة ومقاومة الفساد، أو بالأحرى بعقود مُسترابة فيها إهدار لثروات الأمّة، وهو ما تمّ الكشف عنه في التقرير السنوي لدائرة المحاسبات لسنة 2012.
ما كان لهذا السفير وأمثاله أن يتجرّؤوا علينا فينهبوا خيراتنا ويُملوا شروطهم لولا هذه الزمرة من العملاء والرّويبضات الذين سمحوا لهم بالتحكم في أرزاقنا ورسم طريق سيرنا – خارطة الطريق – وتحديد مصيرنا:
“ما كانت الحسناء تكشف سترها … لو أنّ في هذي الجموع رجالا”
فيا أهلنا في تونس ضعوا أيديكم بأيدي المخلصين من أبنائكم واعملوا على قلع الكافر المستعمر الناهب لثرواتكم وحجر العثرة أمام نهضتكم، فكما كانت لكم مكرمة السبق في الثورة على الظلم والطغيان فعسى أن تكون لكم مكرمة النصر والتمكين بتحكيم شرع الله وإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوّة وما ذلك على الله بعزيز.
قال تعالى: ﴿وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِين﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الأستاذ محمد علي بن سالم – عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في تونس