خبر وتعليق بل حضارة الإسلام هي المحور
الخبر:
صرّح الرئيس التركي عبد الله جول بأنّ بلاده تتبنّى ثقافة وحضارة تجعل الإنسان محوراً لها، وشدّد على قيمة الإنسان في بناء الحضارات والدول، وأكدّ بأن حكومته تسعى بخطى حثيثة من أجل توسيع نطاق الحقوق والحريات الأساسية التي يتمتع بها المواطنون، وهنأ الجميع بيوم حقوق الإنسان، وتمنى أخيراً مستقبلاً باهراً للمنطقة وللعالم بأسره، مستقبلاً تسود فيه المفاهيم التي تتخذ من احترام حقوق الإنسان مبدأ أساسياً لها.
التعليق:
نعم أيها الرئيس، إنّ تركيا فعلاً تتبنّى ثقافة خاصة معزولة عن طبيعة سكانها، فهي تتبنّى الثقافة الغربية، وتطبق المبدأ الرأسمالي المقيت المجحف للحجارة قبل البشر. أفنسيت أيها الرئيس، أم تناسيت أن 99% من سكان تركيا – البالغ عددهم 80 مليون نسمة – يدينون بدين الإسلام؟ أنسيت توجهات شعبك، فعملت أنت وحزبك صاحب الصبغة الإسلامية ليلاً ونهاراً على نشر الفكر الغربي الديمقراطي، الذي أُلقي مع أصحابه في مزابل التاريخ؟
نعم أيها الرئيس، إنّ تركيا هي من أكبر البلاد الإسلامية، وفيها مقومات الدولة الرائدة والمتميزة، وجيشها من أقوى الجيوش، حيث عدد الجنود يزيد عن 750 ألف جندي مقاتل. ولكن هذا كله لا يصنع حضارة تشخص نحوها الأبصار، ولا يعتبر قوة دافعة لصنع حضارة تسود العالم. ولكن بالإسلام فقط، ستعود تركيا بشعبها وجيشها وقيادتها المخلصة، محط أنظار العالم في كل شيء.
نعم أيها الرئيس، إنّ حقوق الإنسان يجب أن تُصان، وحاجاته الأساسية يجب أن تُراعى. فلماذا يعيش ما يقارب الـ20% من شعبك تحت خط الفقر؟ أولا تعلم أنّ عدد السجناء السياسيين في تركيا غير محصور لكثرتهم؟ أوغاب عنك استنزاف الشركات الخاصة للأملاك العامة بشكل ملحوظ وواضح، يثقل كاهل الشعب ويرهقه؟
وأخيراً أيها الرئيس، يبدو أنك نسيت أو تناسيت أنك من عائلة ملتزمة وذات طابع صوفي، وأن الإسلام يشمل المفاهيم والأفكار التي بها الإنسان يرتفع ويرقى، لا أن تجعله مُستعبِداً للناس، وسالباً لحقوقهم. ويبدو أنك نسيت أو تناسيت أن الإسلام هو الذي أوصلك لمكانك الآن، فكيف تبحث عن غيره وهو ما يبقيك في كرسيك الذي لو دام لغيرك ما صار لك؟
فاتقِ الله في نفسك أولاً أيها الرئيس، ثم في شعبٍ علق آمال عودة ما فقد منه منذ عشرات السنين عليك. لا عيب في أن تخطئ وتتوب عن الخطأ الذي ارتكبته بالعودة عمّا أنت فيه، ولا عيب في أن ترشد وتسعى مع هذه الأمة؛ من أجل إعادة العزة والكرامة، بتطبيق شرع الله، ونشر المفاهيم الصحيحة، والحضارة المتميزة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو يوسف