Take a fresh look at your lifestyle.

رسالة مفتوحة من حزب التحرير / ولاية باكستان إلى الجنرال رحيل شريف

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد،

نبدأ معك بما هو خير، فنذكرك ونذكر أنفسنا بقول الله سبحانه وتعالى: ﴿قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾.

لقد قدرّ الله القوي المتعال، أن تصبح أنت قائد أكبر جيش في العالم الإسلامي (الجيش الباكس22623تاني)، لذلك نذكّرك بأنّ قيادتك لهذا الجيش المسلم أمانة، وفرصة عظيمة لتكون في مقعد صدق عند مليك مقتدر، فيرضى عنك رسوله والمؤمنون.

لقد كان نبي الله، محمد صلى الله عليه وسلم هو القائد الأول للجيش الإسلامي، وكان صلوات الله وسلامه عليه في ذلك مثالاً تتأسى به كل الأجيال. وفي تاريخنا الإسلامي العريق، كُرّم قادة جيوش المسلمين – من الذين تأسوا برسول الله صلى الله عليه وسلم – أحسن تكريم، فكانوا خير سلف لخير أمة، من أمثال: خالد بن الوليد (رضي الله عنه)، وصلاح الدين الأيوبي، ومحمد بن القاسم. فيا لسعد من أدّى الأمانة، ويا خيبة من خانها والعياذ بالله.

أيّها الجنرال رحيل! أنت قائد إحدى أقوى وأكبر القوات المسلحة المقاتلة في العالم، وباكستان الآن في وقت حرج، حيث تم توريط جيشها – ولسنوات طويلة – في الحرب على المناطق القبلية، وتزامن ذلك مع حملة تفجيرات واغتيالات بربرية، انتشرت في شتى أنحاء البلاد. حزب التحرير يلفت انتباهك إلى أن هذه الكارثة هي نتيجة مباشرة وطبيعية للسياسات الخارجية الأمريكية، وتحديداً سياسة الصراع القذر، الذي يدمر الاستقرار الداخلي، ويستنفد قدراتنا، ويبرر التدخل الأمريكي المتكرر، ثم يطلب منا القيام بالمساعدة. وأيضاً سياسة العمليات السرية “السوداء” أو “الغامضة”، التي تمارسها وكالات الاستخبارات الأمريكية في جميع أنحاء العالم، من أمريكا اللاتينية إلى جنوب شرق آسيا؛ لإبقاء نار الصراع مشتعلة ومتوقدة، تحرق البلاد وتغرقها في بحر انعدام الأمن.

إنّ التهديد الداخلي الحقيقي هو الوجود الأمريكي داخل باكستان، الذي يحرص على تفعيل الخطط الأمريكية في المنطقة، ويمول الأسلحة المتطورة التي تستهدف المناطق العسكرية والمدنية بشكل واسع. وطالما هذه الأذرع الأجنبية موجودة على أرضنا، فلن نشهد نهاية لهذه الحرب المدمرة، حتى لو خسرنا أكثر بكثير مما خسرناه لغاية الآن.

إنّ دولة الخلافة القائمة قريباً بإذن الله، ستحشد قواتنا المسلحة دون أدنى تأخير، لقطع تلك الأذرع الأجنبية، وستغلق كافّة سفاراتهم وقنصلياتهم… فالخلافة هي وحدها التي تؤمن الحماية الكاملة للمسلمين من الأذى، سواء أكان مصدره الأذرع السياسية، أم العسكرية، أم الاستخبارات الأجنبية، مثل وكالة المخابرات المركزية، أم المنظمات العسكرية الخاصة، التي يعمل فيها مرتزقة قتلة، من أمثال ريمون ديفيس. فدولة الخلافة تحكم بالقرآن والسنة، والإسلام يحرم التحالف مع قوات العدو التي تقاتل المسلمين وتحتل أرضهم وتُحلّ الخراب في دارهم، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ﴾، وحزب التحرير يؤكد بأنّ هذه الإجراءات يمكن تنفيذها في غضون ساعات قليلة فقط، بعد تحرير قواتنا المسلحة من فخ خدمة المصالح الأمريكية الذي وقعت فيه.

أيها الجنرال رحيل! إنّ الأمن والأمان الذي تستحقه بلادنا الطاهرة باكستان، لن يتحقق إلا بقيام دولة الخلافة، وأنت قادر على تأمين عودتها في غضون ساعات، وذلك بإعطاء النصرة لحزب التحرير. وبالتالي، فإننا ندعوك أنت وجيشك إلى النظر في سيرة الأنصار، الرجال الصالحين الذين استجابوا بحماس لطلبه عليه الصلاة والسلام بإعطاء النصرة له صلوات الله عليه وسلامه لإقامة دولة الإسلام، حيث أعطى أهل القوة والمنعة النصرةَ له صلى الله عليه وسلم في بيعة العقبة الثانية؛ طمعاً في الأجر العظيم بنصرة دين الله، والقتال في سبيل إعلاء كلمته سبحانه. وعندما توفيّ قائد الأنصار (سعد بن معاذ رضي الله عنه)، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمه الثكلى: «ليرقأ (لينقطع) دمعك، ويذهب حزنك، فإنّ ابنك أول من ضحك الله له واهتز له العرش». فهل هناك أعظم من هذا؟ أفلا تطمع بمثل هذه المكانة؟

أيها الجنرال رحيل! حزب التحرير يخاطبك بوصفك فرداً من عائلة قدّمت اثنين من الشهداء: الرائد عزيز بهاتي، والرائد شريف شابير، تقبلهم الله سبحانه وتعالى عنده من الشهداء. ويؤكد لك أن هناك العديد ممن هم تحت إمرتك يطمعون بالفعل لهذه المكانة، فالشجعان والمخلصون منهم مستعدون للوقوف معك، ومن خلفك، ومن أمامك، إن اتخذت الخطوات المطلوبة، وذلك بإعطاء النصرة لحزب التحرير بإمرة العالم الجليل ورجل الدولة، الشيخ عطاء بن خليل أبو الرشتة، وذلك لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة دولة الخلافة الراشدة عز الدنيا وعز الآخرة، والله يتولى الصالحين.

أيها الجنرال رحيل! يا من شرّفك الله بعائلة من الشهداء! عليك وضع حد لشماته الكفار وعملائهم، وجميع أعداء الإسلام الساعين إلى تدمير باكستان. ولقد أخلصنا لك النصيحة كما أوجبها الله علينا، قبل أن تقف بين يديه سبحانه وتعالى.

﴿فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ﴾

2013_12_14_Pakistan.pdf