Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت


الخبر:

نشرت القبس نص بيان القمة الخليجية رقم 34 ولخصته بالتالي:

اختتمت القمة الخليجية الــ 34 أعمالها أمس، بتأكيد سمو أمير البلاد في كلمته الختامية أن القرارات التي خرجت بها القمة ستسهم في تعزيز المسيرة الخليجية المشتركة.

وأكد البيان الختامي للقمة ضرورة أن تُظهِر إيران خطوات ملموسة، تعكس التوجّهات الجديدة للقيادة الإيرانية.

وأعرب عن القلق من بناء مفاعلات نووية جديدة في إيران.

وفي الشأن السوري، أدان المجلس – بشدة – استمرار نظام الأسد في شن عملية إبادة جماعية ضد شعبه. وقال إن أركان النظام يجب ألا يكون لهم أي دور في الحكومة الانتقالية أو مستقبل سوريا السياسي.

ودعا المجلس إلى انسحاب كل القوات الأجنبية من سوريا، كما رحّب بمطالبة السعودية بإصلاح مجلس الأمن، وبتنفيذ العراق للقرارات الدولية الخاصة بصيانة العلامات الحدودية.


التعليق:

اطلعت على البيان الختامي للقمة الخليجية رقم 34 محاولا أن أشتم منه رائحة خير للإسلام والمسلمين فما وجدنا فيه خيرا ولا رائحة عزة، بل ذل فوق ذل، ولا رائحة استقلالية بل تبعية وخيانة لله ولرسوله وللمؤمنين.

طلبنا من برنامج تحرير النصوص عد الكلمات في البيان فقال أنها 2814 كلمة، كان نصيب سوريا منها 206 كلمات و”الأوضاع في الأراضي الفلسطينية” 118 كلمة تشمل العنوان، في حين احتوت ديباجة البيان على 656 كلمة شملت الترحيبات والتسميات والمباركات والتهنئات والتقدير والامتنان بالإضافة إلى التعزية بنيلسون مانديلا.

لم ترد كلمة “الشجب” بكل اشتقاقاتها المعهودة ولا مرة واحدة في البيان.

أما “أدان” فقد وردت 6 مرات شملت نظام الأسد في سوريا واستيطان (إسرائيل) والتفجيرات هنا وهناك.

أما كلمة “قرر” فقد وردت أربع مرات وكلها قرارات لتعيين أشخاص في مناصب أو إنشاء لجان أو ما شابهه.

ومن اللافت أن البيان لم “يحذر” مرة واحدة، ولكنه “أكد” 12 مرة و”رحب” عشرا، وبارك مرتين وهنأ أربعا!

نظرنا في بنود الشأن الاقتصادي لعلنا نرى أمرا يسرّ في دول حباها الله بوافر الأموال، فقلنا قد نرى توجهات لاستغلال هذه الأموال في مصلحة البلاد والعباد، من بناء مصانع ـ غير مصانع البسكويت والألبان إن وجدت أصلا ـ، أو خططا لمحاربة البطالة، فلم نجد إلا حديثا عن أسواق مالية ووضع قواعد موحدة لها بدل إقرار عملة مشتركة والافتكاك من الدولار واليورو والإسترليني، ووجدنا مشروع سكة الحديد، وكلام فارغ حول التكامل بين دول المجلس والإشادة بما وصلوا إليه… وإن كنا نعلم أنهم لم يصلوا إلى شيء فيه خير!

نظرنا في الشأن العسكري من البيان، لعلنا نجد أو نشتم رائحة استقلالية أو توجها للانعتاق من أمريكا وبريطانيا وإزالة قواعدهم من بلادنا أو نية أو أملا على الأقل… فما وجدنا إلا حديثا عن “منظومة دفاعية” تحقق الأمن “الجماعي”، ولا نتوقع أن الأمن المقصود هو أمن الشعوب بل هو أمن الأنظمة وكيفية الحفاظ عليها من نقمة الشعوب في الخليج، والحق يقال إنهم لم يتطرقوا إلى صفقات السلاح الضخمة مع “الأسياد” لدعم اقتصاداتهم فهم لا يجدون مكانا لرمي “الخردة” وبمبالغ طائلة إلا في بلادنا… نعم لم يذكروا ذلك، فالكريم لا يمنّ على من تكرم عليه بل ينفق بيمينه دون أن تعلم شماله!!!

أما على صعيد التعاون الأمني فترى تعاونا وثيقا بين الأجهزة الأمنية من أجل مكافحة “الإرهاب” الذي عرّفته أميركا لهم طبعا، ويشمل ذلك نبذ أي فكر يرونه “متطرفا”، ومن أجل ذلك فقد أقرّوا في بند الشؤون القانونية “إعارة” أعضاء النيابة وهيئات التحقيق والإدعاء العام بين بعضهم البعض… ترى هل قرارهم ذلك من أجل محاربة الفساد والمفسدين؟ أم للقبض على من نهبوا خيرات البلاد وجعلوا ملكية المسلمين ملكية خاصة لهم؟ لا نظن عاقلا يتوهم ذلك!

ورجوعا إلى الشأن السوري ماذا نرى بعد الإدانة المعتادة؟

دعوة إلى انسحاب كل القوات الأجنبية من سوريا… طبعا قد يقول قائل إن المقصود هم حزب الله وجنود إيران، ولكن النص عام فيشمل من يقاتل من المسلمين مع ثوار الشام ومن يقاتلهم.

ثم تأتي المفاجأة الحاسمة والتي تنم عن قوة وعزة، وتظهر مقدار نصرة حكام الخليج لأهل الشام… إنه المطالبة بقرار من مجلس الأمن تحت البند السابع…. من أجل ماذا؟ لتأمين وصول المساعدات الإنسانية وعدم السماح لنظام الأسد بتسييس الأزمة الإنسانية بمزيد من المماطلة والتسويف على حد قول البيان.

يصدر هذا البند رقم 33 في وقت يعيش المشردون من سوريا وضعا مأساويا في دول الجوار، فهم يشاهدون مأساة مخيم الزعتري بين الثلوج والأمطار في هذه الأيام بالذات في حين ينفقون مئات الملايين على قمة جوفاء خرقاء، ثم يطالبون بالبند السابع!!

يطالبون الغرب الكافر أن ينقذ إخوانهم في الشام؟ ويؤكدون أن الائتلاف الوطني السوري هو الممثل الشرعي للشعب السوري وبالتالي هم يدعمون الذهاب إلى جنيف2 كما تريد أمريكا. فأمريكا أدرى بمصلحة أهل الشام ومن يمثلهم منهم!!

وهنا مربط الفرس، دعم التوجه إلى جنيف2، وحكومة انتقالية وتكرار لكلام المستعمر الكافر كالببغاوات دون أن يحيدوا عنه قيد أنملة.

هذا هو بيانهم الباهت، وذلك هو أقصى ما خرج به حكام الخليج، وهذا ما يلاقون به المسلمين ـ كالعادة ـ كلام في كلام، وليت فيه ذرة من عزة أو كرامة، بل ذل فوق ذل وتآمر فوق تآمر، وولاء للكافر فوق ولاء، وكيد بالإسلام والمسلمين…

هل أمثال هؤلاء يستحقون الجلوس على كراسي الحكم أيها المسلمون؟

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس حسام الدين مصطفى