Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق قلق النظام السعودي من تزايد مجاهدي بلاد الحرمين في الشام

الخبر:

“استنكر انتقاص العلماء والتكفير وسفك دم المسلم.. إمام المسجد الحرام يحذر من خطورة انخداع الشباب بجماعات جهادية في سورية تجندهم ليصبحوا أعداء لبلادهم” (الرياض – 20213/12/14).

 

التعليق:

تأتي هذه الخطبة بعد أسبوع واحد فقط من تعميم وجهته وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في السعودية إلى أفرع الوزارة “للتشديد على الأئمة والخطباء والدعاة بعدم الخوض في ما تعانيه بعض البلدان من فتنة واضطراب، وتساهل الناس فيها بالدماء بحجة الجهاد، مخالفين فتاوى علماء المملكة في مسائل الجهاد”. (الحياة – 2013/12/6) وبعد يومين فقط من فتوى المفتي العام للنظام السعودي “رداً على سؤال أن من الشباب المسلم من يفجر نفسه بعبوة أو حزام ناسف في العدو بحجة نيل الشهادة في سبيل الله، فما حكم ذلك؟ قال آل الشيخ خلال تعقيب على محاضرة في جامع الإمام تركي بن عبد الله في الرياض أخيراً: «إن قتل النفس جريمة كبيرة من كبائر الذنوب، والذين يقتلون أنفسهم بهذه النواسف هم قوم مجرمون عجلوا بأنفسهم لنار جهنم»” (الحياة – 2013/12/12)، كما تطرق المفتي العام في خطبته أيضا لمثل هذه المواضيع…

إن الرد على محتوى هذه الخطب والفتاوى بمقدور كل مسلم، بل هي لا تستحق الرد، لذلك سنتناول هذا الخبر من ناحية طرح الموضوع وليس من ناحية محتواه، فنقول:

أولا: إن طرح النظام السعودي لهذا الموضوع (عن طريق خطبة الحرم) بعد أسبوع واحد فقط من منع نفس النظام لمثل هذا النوع من الخطب (عن طريق تعميم الوزارة)، ليدل بشكل واضح على مدى التخبط الذي يعيش فيه النظام السعودي في هذه الأيام، فهو يمنع الأمر وينقض منعه بنفسه، فيناقض نفسه وينقض قراراته بنفسه، بل ويزيد الحيرة في قلوب أتباعه، حيث يأتي هو (عن طريق منابره الرسمية) بما ينهاهم عن القيام به..

ثانيا: إن استمرار ظهور مثل هذه الفتاوى وهذه الخطب بشكل متكرر، ليعكس مدى قلق النظام من ارتفاع أعداد أبناء بلاد الحرمين الذين يلتحقون في صفوف الجهاد في الشام، وخوفه من تزايدهم المطرد، وعدائهم للنظام عند عودتهم، فيريد أن يستعين كعادته بفتاوى توقف هذا الزحف وقوانين تمنعه، ولكن النظام السعودي نسي أنه يواجه جيل الصحوة الإسلامية، وأن علماء بلاطه سقطوا هم وفتاواهم من حسبان كل مخلص في بلاد الحرمين..

ثالثا: إن الفجوة الكبيرة بين النظام السعودي والمخلصين من أبناء بلاد الحرمين تزداد اتساعا كل يوم، ففي الوقت الذي يتحرق فيه المخلصون على إخوانهم في الشام ويتطلعون لموقف مشرف من علمائهم وحكامهم يعينهم على الجهاد مع إخوانهم هناك، يخرج هذا النظام ليقول لهم أنتم في وادٍ ونحن في وادٍ آخر، فأنتم تريدون الجهاد ونحن نريد منعكم، فيزيد بذلك حنقهم وتمردهم على قوانينه وفتاواه، بل ويعجل في سقوطه الوشيك..

رابعا: بعد أن أصبحت حقيقة هذا النظام السعودي مكشوفة مفضوحة لكل ذي قلب سليم، آن لكل مخلص في هذه البلاد أن ينفض عن كاهله إثم السكوت على ظلم هذا النظام وطغيانه، وأن يعمل مع العاملين المخلصين لاقتلاعه وإبداله نظاما إسلاميا حقيقيا، خلافةً راشدةً على منهاج النبوة، تقيم شرع الله بحق وتنصر المسلمين المستضعفين كما أمر الله، فتعز الإسلام وأهله وتشفي صدور قوم مؤمنين..

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد بن إبراهيم – بلاد الحرمين الشريفين