خبر وتعليق المسلمون تهدم مساجدهم والرويبضات قلقون
الخبر:
أصدر مجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، في ختام أعمال دورتهم الأربعين في العاصمة الغينية كوناكري بياناً حول التقارير التي أوردتها وسائل الإعلام المختلفة بشأن حرمان المسلمين في أنغولا من حقوقهم الأساسية.
وفي البيان، أخذ وزراء الخارجية علمًا بالخطاب الذي وجهه الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي، إلى وزير خارجية أنغولا يستفسر فيه عن هذه التقارير التي أوردتها وسائل الإعلام ويطلب ردًا بهذا الخصوص من الحكومة الأنغولية.
وقد أعرب مجلس وزراء الخارجية عن قلقه إزاء هذه التقارير، التي إن تأكدت صدقيتها، ستكون لها تداعيات سلبية على علاقات أنغولا بالعالم الإسلامي.
وطالب الوزراء من الأمين العام للمنظمة التحقق من صحة هذه المعلومات من خلال التواصل المباشر مع حكومة أنغولا وممثلي المسلمين في هذا البلد، بما في ذلك إيفاد وفد رفيع المستوى لهذا الغرض.
التعليق:
وزراء خارجية سبع وخمسين دولة أغلبها مسلمون يمثلون خمس سكان العالم (ما يقرب من واحد ونصف مليار مسلم) يعربون عن قلقهم، وهم ليسوا متأكدين من تقارير تتحدث عن اضطهاد وتضييق على المسلمين في أنغولا وهدم مساجد – وصل عددها في بعض التقارير إلى ستين مسجداً -، المهم أن الوزراء رفعوا عقيرتهم مطالبين بالتحقق من صحة هذه المعلومات.
الموضوع هنا ليس أنغولا أو نيجيريا أو ميانمار أو الفلبين أو غيرها، فلن تكون أنغولا آخر من يضطهد ويضيق على المسلمين، الموضوع والسؤال الذي يجب أن يسأل هنا لماذا هذا الظلم والاضطهاد للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها؟ مع أنهم يمثلون أو يشكلون خمس سكان العالم، فعددهم كثير وكبير نسبياً.
والجواب على ذلك بسيط ومعروف لدى المسلمين منذ أربعة عشر قرنا فقد أخبرنا الصادق المصدوق حبيبنا رسول الله عليه أفضل الصلاة والتسليم، فقد قال صلى الله عليه وسلم: «يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها»، فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: «بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن» فقال قائل: يا رسول الله وما الوهن؟ قال: «حب الدنيا وكراهية الموت»
فعندما يغيب أو يفقد القائد الذي يجيش الجيوش لتردع كل من توسوس له نفسه أو يخطر في باله أن يعتدي أو يهين مسلماً، عندما يغيب هذا القائد يغيب معه هذا الردع فيطمع وتنزع مهابة المسلمين من صدور أعدائهم، وبعد كل هذه السنين من الترويض والتضليل الذي مورس على هذه الأمة من قبل الغرب الكافر وأعوانهم من الحكام وعلماء السوء لا بد أن ينتج جيل يكره الموت والتضحية ويركن للدنيا ومباهجها.
لكأني برسول الله عليه الصلاة والسلام يخبر بأمر ويصف واقعا ويضيء الطريق، فبغض النظر عن الكثرة والقلة عندما تكون القلوب عامرة بذكر الله تحتضن عقيدة ربانية تنعكس سلوكاً طبيعياً يمارسه المسلم في حياته في جميع جوانبها؛ من شخصية إلى علاقات مع الآخرين؛ فلا يجعل مكاناً للخوف إلا من الله سبحانه وتعالى في قلبه، فتصغر الدنيا في عينه ويقبل على الموت جهاداً في سبيل الله طريقة للدعوة للإسلام، وهذا الواقع لا يمكن أن يوجد منفرداً، لا يمكن أن يكون إلا إذا كان شرع الله مطبقاً في دولة يقودها خليفة يخاف الله في نفسه وفي المسلمين، يخيف أعداء المسلمين ويردعهم بكلمة أو برسالة كما كان يفعل خلفاء المسلمين عندما كانت هناك دولة وكيان للمسلمين.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
حاتم أبو عجمية / أبو خليل
ولاية الأردن