من أروقة الصحافة جنيف 2 يضمن للعلويين دورًا مهيمنًا في الجيش والأجهزة الأمنية
موقع روسيا اليوم – كشفت مصادر بالمعارضة السورية عن أن الائتلاف السوري تلقى رسالة من الدول الغربية مفادها أن محادثات مؤتمر “جنيف ـ 2” المزمع إجراؤها الشهر المقبل قد لا تؤدي إلى خروج الرئيس بشار الأسد من السلطة، وأن الأقلية العلوية في سورية ستبقى طيفاً أساسيا في أي حكومة انتقالية.
ومن جانبه قال مصدر دبلوماسي إن زعماء المعارضة يجب أن يتبنوا أفكارا “خلاقة” لاسيما فيما يتعلق بقبول المشاركة في ترتيبات خاصة بمرحلة انتقالية يبقى فيها العلويون في مواقع حيوية، مضيفا “حتى يتسنى التوصل إلى اتفاق في جنيف يجد قبولا لدى الولايات المتحدة وروسيا سيتعين على المعارضة الموافقة على المشاركة في إدارة انتقالية بها وجود قوي للعلويين.
وقال شخص ثان من المعارضة السورية على صلة بالمسؤولين الأمريكيين إن واشنطن وروسيا تعملان فيما يبدو على وضع إطار انتقالي يحتفظ فيه العلويون بدورهم المهيمن في الجيش وأجهزة الأمن.
===================
لا زالت قوى الاستعمار وعلى رأسها أمريكا وروسيا ومنذ بداية الثورة السورية المباركة، لا زالت تحذر من تفكك أركان الدولة السورية، ويعنون بذلك الأجهزة الأمنية من الجيش وقوى الأمن والاستخبارات، والهيكلية السياسية لنظام الحكم بمؤسساتها الرئاسية والقضائية والتشريعية (رغم ضعفها)، إلا أن روسيا والغرب يحرصون على عدم تفككها كونها تحتوي جميع القادة السياسيين والعسكريين الفاسدين، حماة العلمانية وحماة مصالح الغرب في شام الإسلام.
فبعد عقود من الحكم البعثي الموالي لأمريكا، والحامي لكيان يهود الغاصب، لا زالت كفة هؤلاء القتلة ترجح عند صناع القرار في البيت الأبيض والكرملين وباريس ولندن، فهم يرون في بقاء الفاسدين من العلويين في المواقع الحيوية ضمانة أخرى للهيمنة الأمنية في سوريا وعدم تحرر أهلها من قبضة الغرب وعملائه، وحاميا حقيقيا للكيان السرطاني المسخ في فلسطين.
لا شك أن زرع الفتن والعزف على وتر (الأقليات) هو من أساليب الاستعمار قديما وحديثا، رغم أن نظام الإسلام أثبت على مر التاريخ عدله وإنصافه مع جميع الشعوب والإثنيات التي حكمها، إلا أن القوى الاستعمارية تحرص على زرع بذرة الفرقة واستغلالها وتجييرها لمصلحتها لتكون وقودا تشعلها لبث القلاقل في بلاد الإسلام.
إن مؤتمر أمريكا المسمى بجنيف ٢، كله خيانة، ولن يشارك فيه سوى الخونة المنتفعين المتسلقين على ظهر الثورة، بغض النظر عن أصلهم وفصلهم، وهو مؤتمر فاشل قبل أن يعقد، وقد بانت ملامح فشله، ومع هذا فأمريكا تجرّ أذيال هزيمتها السياسية في الشام وتحاول تمرير هذا المؤتمر بكل طاقتها أملا في إيجاد ثغرة على الأرض تبسط نفوذها على الثوار من خلالها، ولكن مكرها هو يبور.
أبو باسل