Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق ما هكذا تورد الإبل يا أبا الفتوح


الخبر:

الجزيرة نت كان حزب “مصر القوية” أعلن في وقت سابق من الشهر الجاري رفضه لمشروع الدستور، وقال إنه سيشارك في الاستفتاء عليه وسيصوت بـ”لا”.

واعتبر رئيس الحزب والمرشح الرئاسي السابق عبد المنعم أبو الفتوح أن الانقسام الحالي في مصر لا يجوز فيه إتمام أي دساتير، مشيرا إلى أن اللجنة التي أعدت المسودة الحالية “معينة وغير منتخبة” وأعضاءها “يمثلون تحالف السلطة الحاكمة ولا يمثلون التنوع الطبيعي الموجود في الشعب المصري”.

 

التعليق:

إن الاستفتاء مصطلح سياسي منبثق عن وجهة نظر المبدأ الرأسمالي الديمقراطي، وهو يعني اللجوء إلى الشعب لأخذ موافقته على خطة سياسية أو مشروع سياسي أو على قانون أو تشريع يراد سنه وتمريره على الناس بوصفهم مصدرا للتشريع وفقا للنظام الديمقراطي الذي يفصل الدين عن الحياة وعن الدولة ويمنح الشعب حق التشريع والسيادة.

لذلك فإن حكم الاستفتاء يعتمد على ما يجري الاستفتاء حوله، فإن كان أمرا تشريعيا أو موقفا سياسيا حددته الأحكام الشرعية، فلا يصح الاستفتاء حوله إطلاقا، لأن ذلك الاستفتاء ينسف فكرة الحاكمية لله، ويجعل السيادة للشعب، ومن ثم يصبح الشعب فيها هو المشرع للأحكام، أي أن الشعب يتأله – من حيث الدور التشريعي – وعليه فإن الاستفتاء على مشروع الدستور المصري المزمع إجراؤه في الرابع عشر والخامس عشر من شهر يناير 2014 حرام شرعا، وتحرم المشاركة فيه، والتصويت عليه مطلقا، سواء بـ”نعم” أم بـ”لا” سيان، حتى ولو أدى التصويت إلى نتيجة يقرها الشرّع، لأنها لا تحقق مفهوم التسليم بالحكم الشرعي من الله، بل تشرّع الحكم لأن الشعب أقرّه، وليس لأن الله فرضه وأمر به. بمعنى أنك يا دكتور عبد المنعم لو صوت أنت وأتباعك وأشياعك وغيركم على مشروع الدستور بـ”لا” وأفشلتموه وأبطلتم العمل به – وهذا أمر موافق للشرع -، فأنتم آثمون قطعا؛ لأنكم جعلتم من أنفسكم مصدرا للتشريع، وليس كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

وفوق ذلك يا دكتور عبد المنعم، فمشاركتك على مشروع الدستور بـ”لا” ليست لأنه دستور كفر علماني، وإنما كما قلت لأن اللجنة التي أعدت المسودة الحالية “معينة وغير منتخبة” وأعضاءها “يمثلون تحالف السلطة الحاكمة ولا يمثلون التنوع الطبيعي الموجود في الشعب المصري”. يفهم من كلامك هذا أنه لو كانت اللجنة منتخبة كنت ستصوت بـ”نعم” حتى لو شرعت وقننت بغير ما أنزل الله، ولو كان أعضاء اللجنة يمثلون التنوع الطبيعي الموجود في الشعب، يعني لو كان الذين نصبوا أنفسهم مشرعين من دون الله، منهم المسلم والقبطي واليهودي والعلماني اللائكي والشيوعي والبهائي وعبدة الشيطان، كنت ستصوت بـ”نعم”، أليسوا هم هؤلاء الذين يمثلون التنوع الطبيعي الموجود في الشعب! أهكذا تورد الإبل يا دكتور أبا الفتوح!!!


﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيدًا﴾

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد عبد الملك