Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق ارفضوا الدستور الوضعي

 

الخبر:

أورد موقع العربية نت بتاريخ 18 كانون أول/ديسمبر 2013 خبرا تحت عنوان “برهامي: الدستور الجديد ليس به شيء مخالف للشريعة” جاء فيه: “عبَّر نائب رئيس الدعوة السلفية الدكتور ياسر برهامي ضمن برنامج «الحدث المصري» عبر شاشة العربية الحدث عن حزنه الشديد لوصف البعض للدستور بأنه دستور كُفر أو مخالف للشريعة، مشيراً إلى أنه لديه بعض الاعتراضات على الدستور، نافياً في الوقت نفسه تماماً أن يكون فيه أي شيء «مخالف للشريعة». وأعرب عن استعداده لأي حوار مع مَنْ يدّعي أن الدستور مخالف للشريعة”.

وذكرت مواقع عدة: “أن مفتي مصر السابق علي جمعة في كلمته، الاثنين، أمام المؤتمر التأسيسي الأول لجبهة «مصر بلدي»، دعا المصريين إلى المشاركة في الاستفتاء على الدستور والتصويت عليه بـ (نعم) وقال: إن من يفعل ذلك يكون «مؤيَّدا من الله»”، وقال وزير الأوقاف المصري محمد مختار جمعة: “إن المشاركة في الاستفتاء «واجب ديني»”.

 

 

التعليق:

يتسابق من يُسمَون بعلماء المسلمين والأحزاب الإسلامية في الدعوة إلى المشاركة بالاستفتاء على مشروع الدستور المصري المعدل والدعوة إلى التصويت عليه بـ (نعم) وهناك من يدعو إلى التصويت بـ (لا) وفي كلتا الحالتين فإن من يشارك بالاستفتاء فإنه لن يكون «مؤيدا من الله» على حد زعم المفتي وإنما سيكون عليه وزر عظيم.

ورغم أن هناك أصواتا تنادي بمقاطعة الاستفتاء إلا أن السبب وللأسف ليس رفضا لدستور وضعي وإنما هي رفضٌ لواضعي الدستور وأهدافهم، فمنهم من اعتبر أن الاستفتاء عليه “سيتم تزويره” رافضا أي اقتراع تحت الحكم العسكري، ومنهم من اعتبر أن الانقسام الحالي في مصر لا يجوز فيه إتمام أي دساتير، مشيرا إلى أن اللجنة التي أعدت المسودة الحالية “معينة وغير منتخبة”، وقال آخر: “إن مشروع الدستور به عوار كثير”.

أيها المسلمون:

كيف ترضون بدستور وضعه بشر عاجزون عن حل مشاكلهم أصلا، وإذا اشتد الكرب عليهم يلجأون إلى الله عزّ وجلّ؟

كيف ترضون بدستور قام بالتعديل عليه لجنة تحوي علمانيين ونصارى؟

كيف ترضون بدستور يقول في مقدمته: “نحن الآن نكتب دستورا يستكمل بناء دولة ديمقراطية حديثة حكومتها مدنية”، ويعتبر في المادة (38) أن “أداء الضرائب واجب والتهرب الضريبي جريمة”، وفي المادة (74) أنه “لا يجوز قيام أحزاب سياسية على أساس ديني” وغيرها كثير لا يسعني في هذا المقام سردها أو بيان بطلانها في الشرع.

وقبل كل شيء كيف ترضون بالمشاركة في الاستفتاء وما هو في الحقيقة إلا معول هدم وأسلوب من أساليب الغرب الكافر وألاعيبه السياسية ومؤامراته، لإبعاد المسلمين عن تحكيم شرع الله سبحانه وتعالى وإعطاء الصلاحية للأعداء في تقرير مصير الأمة الإسلامية.

إن الواجب عليكم أيها المسلمون أن تقاطعوا الاستفتاء وترفضوا الدستور رفضا تاما، وأن تعملوا لإعادة الحكم بالإسلام ليطبَق عليكم دستور إسلامي جميع مواده مستنبطة من كتاب الله عزّ وجلّ وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.

أيها المسلمون الغيورون على دينكم وأمتكم:

احذروا الغرب وعملاءه ولا تُصغوا إليهم، فما هم إلا شياطين إنس متمردون، أهل شر وأهل غواية، يزخرفون لكم الأقوال والأفعال لتحسبوا الباطل حقا، إنهم أعداء الله، قال تعالى: ((وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ* وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ)) [الأنعام 112-113]

ونصيحة أقدمها لمن أظن فيه قبول النصيحة بإذن الله تعالى، للدكتور ياسر برهامي: إذا كنت فعلا على استعداد لأي حوار مع من يدّعي عدم شرعية الدستور، فها هم شباب حزب التحرير معروفون لديكم ومعروف مكتبهم وليس من الصعب الوصول إليهم وهم بالتأكيد مستعدون للنقاش، ولعل الله يفتح قلبك ويَبان لك ما غاب عنك من أدلة وأفكار.

وأما المفتي السابق فأقول له: اتق الله في نفسك فقد كثُر ما صدر عنك من فتاوى باطلة، وبالأمس قلت للسيسي: “لقد تواترت الرؤى بتأييدكم من قبل رسول الله ومن قبل أولياء الله”، واليوم تقول: “إن من يذهب للاستفتاء فليعلم أن الله يؤيده لأنه «يعمِّر الأرض» ولأنه ضد الفساد والإلحاد وضد النفاق والشقاق وسوء الأخلاق”.

((وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ)) [البقرة 11-12]

 


كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أختكم راضية