خبر وتعليق لمصلحة من يكتب هؤلاء
الخبر:
ورد في موقع اليوم السابع : قال الفقيه الدستوري عصام الإسلامبولى، إن الدستور الحالي أفضل من الدستور السابق الذي وضعه الإخوان، والذي كان يضعنا تحت فكرة الخلافة الإسلامية وأن الدستور الحالي أبعدنا تماما عن هذه الفكرة.
كما ورد في موقع فيتو: قال الدكتور يحيى الجمل، نائب رئيس الوزراء الأسبق، إن الشعب المصري قضى على آمال جماعة الإخوان «المحظورة» في إعادة إحياء «حلم الخلافة» الوهمي.
التعليق:
تعرضت فكرة الخلافة لهجمات شرسة تولّى كِبْرَها أعداءُ الأمة من دول الغرب، مسخّرين في ذلك كل أدواتهم في العالم الإسلامي من حكامٍ وعلماء وإعلام وكُتاب وخطباء، واستخدموا في سبيل ذلك أساليب ووسائل عديدة، ولكنا نشهد في الأيام الأخيرة أسلوباً جديداً يرادُ منه ضربُ فكرة الخلافة، وذلك بالربط بين الخلافة والإخوان المسلمين، والغرض من ذلك واضح وضوح الشمس، وهو استغفال عامة الناس والاستخفاف بعقولهم، محاولين نسبة الفشل إلى فكرة الخلافة بإلصاقها بجماعة الإخوان المسلمين، الذين لم يعملوا يوماً لإعادة الخلافة، ولم يدّعوا هذا الشرف، ولكن بعد تجربة الإخوان المسلمين الفاشلة في الحكم، تفتقت فكرة شيطانية عن عقلية شيطانية نسبت الفشل إلى الإسلام، مع أن الإخوان المسلمين لم يحكموا بالإسلام، ولم يدّعوا الحكم بالإسلام، وأعلنها صراحةً كبيرُهم الذي كان على رأس الحكم بقوله: (لا معقب لحكم الشعب) وهو يعلم أن الله وحده هو الذي ﴿لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ﴾، وهو يعلم أيضاً قول الله تعالى: ﴿إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ﴾.
وكذلك تفتقت أيضاً فكرةٌ شيطانية عن العقلية الشيطانية نفسها أرادت الربط بين الإخوان المسلمين والخلافة، ليضربوا فكرة الخلافة – التي هي حكم شرعي – في أذهان المسلمين، ليصوروا للناس فشل فكرة الخلافة التي لم يطبقها الإخوان المسلمون، ولم يدّعوا ذلك الشرف، والغرض من هذا الربط إبقاء الأمة الإسلامية على ما هي عليه من تمزّق وبعدٍ عن شرعِ الله، ليبقى الغرب الكافر المستعمر مهيمناً على بلادنا ومقدراتنا.
فهل يدرك أولئك الفقهاء الدستوريون، وأولئك الكُتابُ في مختلف الصحف والمواقع الإلكترونية، وأولئك الخطباء فوق كل منبر؛ هل يدركون مدى خطورة ما يكتبون ويقولون؟ وهل يعلمون في مصلحة مَنْ تصبُّ تصريحاتهم وكتاباتهم وخطبهم؟
فليعلموا – على مختلف مواقعهم – أنهم بتلك التصريحات والكتابات والأقوال يغضبون الله تعالى بالصدّ عن حكم شرعي، بالصدّ عن تحكيم شرع الله، وأنهم بأقوالهم تلك يمكّنون لأعداء الأمةِ في بلادنا، وبأقوالهم تلك يكرّسون الواقع الفاسد البعيد عن شرع الله تعالى… فليعلموا إن لم يكونوا يعلمون، ولينحازوا إلى صفّ الأمة…
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو محمد خليفة