خبر وتعليق أين أنتم يا أنصار مهاجري سوريا
الخبر:
ورد على موقع الاماراتية للأخبار العاجلة بتاريخ 23 كانون أول/ديسمبر 2013 وتحت عنوان “وصول المساعدات إلى اللاجئين السوريين في الأردن “أن الدفعات الأولى من حصيلة حملة “قلوبنا مع أهل الشام” انطلقت لتصل إلى اللاجئين السوريين في مخيماتهم.
التعليق:
حملات كثيرة ومتنوعة نسمع عن انطلاقها لمساعدة إخواننا اللاجئين السوريين على اختلاف مصادرها وأهدافها، وهنا لا أريد التحدث عن واجب المسلمين في العمل لإقامة الدولة الإسلامية من حيث إنها الطريقة الشرعية الوحيدة لإنقاذ أهل سوريا وإنقاذ المسلمين جميعا من تشردهم – حتى وهم في بلادهم، ولا أريد التحدث عن واجب الحكام المسلمين في حمايتهم، وإيوائهم في مبان كثيرة خاوية لا تستعمل في السنة إلا أياما قليلة، وهذه المباني قد شيدت من أموال المسلمين التي تحصلها الحكومات عن طريق الضرائب فهي حق لكل مسلم وإن لم يكن من البلد نفسها، ولا أريد توجيه الكلام إلى أصحاب رؤوس الأموال الهائلة الذين ماتت مشاعرهم وأحاسيسهم وأعمت الأموال بصائرهم.
إنما أوجه ندائي إلى المسلمين أصحاب العقيدة السليمة والنفوس الرضية ممن تبوءوا الديار والأوطان في الأردن ولبنان ومصر وتركيا والعراق وغيرها من البلاد التي لجأ إليها إخوتهم الهاربون من سوريا خوفا من القتل والتنكيل طالبين الأمن والأمان، طالبين الدفء والحنان، وأقول لهم لماذا هذا التصرف الباهت المؤلم منكم تجاههم؟! لماذا لم تحتضنوهم في بيوتكم؟ لماذا لم تقاسموهم أموالكم التي رزقكم الله إياها وأنعم بها عليكم بفضله؟ فإن كنتم تستشعرون فضل الله تعالى ونعمه عليكم، فقوموا بواجبكم في شكره على هذه النعم.
إن لكم إخوانا أُكرهوا على الخروج من ديارهم وأموالهم وأهليهم وأوذوا واضطهدوا لا لشيء إلا لأنهم قالوا ربنا الله، وأرادوا أن يتحرروا من ظلم الطاغوت الحاكم لبلادهم والطاغوت الأكبر الذي يلعب بخيوط الدمى (حكام المسلمين) يحركهم كيفما شاء ومتى شاء لتحقيق مصالحه.
خرجوا من ديارهم وأموالهم معتمدين على الله وفضله ورحمته بهم، لا ملجأ لهم إلا الله ولا معين لهم غيره، فهم مطاردون ضاقت بهم السبل، ضاقت بهم الأرض، ضاقت بهم بيوت إخوانهم المسلمين.
ألم تقرءوا قول الله تعالى في سورة الحشر: ﴿وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ ألا تريدون أن تكونوا كالأنصار؟ وتحظون بمرتبة الأنصار؟ حيث لم يَعرف تاريخ البشرية كله حادثاً جماعياً كحادث استقبال الأنصار للمهاجرين بهذا الحب والبذل السخي، تسابقوا إلى إيوائهم ومشاركتهم ما يملكون بنفوس رضية، حتى ليُروى أن عدد الراغبين في الإيواء، والمتزاحمين عليه كانوا أكثر من عدد المهاجرين، فقد رأينا صورة رفعت البشرية إلى أعلى مراتبها حين ضربوا أروع الأمثلة في الإيثار والبذل والتضحية والفداء.
إن هؤلاء اللاجئين (المهاجرين) قد تركوا أهلا ورجالا يبذلون الغالي والنفيس عاقدين العزم على التخلص من الظلم والظالمين، نراهم قد صنعوا ما يشبه الأساطير في بذل المال والأولاد، وفي بذل الجهد والوقت، وفي التضحية بالنفس والحياة، إنهم لا ينطلقون من دوافع وطنية ولا من دوافع قومية، وإنما استجابة لنداء الله، لنداء العقيدة الإسلامية عقيدة لا إله إلا الله محمد رسول الله، هدفهم إزاحة أنظمة الكفر وتخليصكم أيها المسلمون، من ظلمهم وبطشهم، والعودة بكم إلى عزكم ومجدكم ودولتكم الإسلامية، القوية المهابة كما كانت من قبل، يوم كان المسلمون متمسكين بعقيدتهم باذلين أرواحهم في الحفاظ عليها وفي سبيل نشرها، لإنقاذ البشرية جمعاء والسير بها نحو تحقيق بشرى الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال: «إِنَّ اللَّهَ زَوَى لِىَ الأَرْضَ فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا وَإِنَّ أُمَّتِى سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِىَ لِى مِنْهَا».
وقريبا إن شاء الله يتحقق الوعد بالنصر ويصبح هؤلاء المهاجرون متبوئين للدار والإيمان، وستضحون أنتم المهاجرين، وسترون منهم التسابق في حبهم لمن يهاجر إليهم ليكونوا بحقٍ أنصار الله، وسيعاملونكم معاملة الأنصار الأوائل للمهاجرين، وحينها ستندمون على ما فرطتم في نصرتهم وفي القيام بواجبكم تجاههم.
﴿وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيبًا﴾
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أختكم: راضية