خبر وتعليق المسلمون في بريطانيا كالقابضين على الجمر (مترجم)
حدّث أنس بن مالك أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «يأتي زمانٌ على أمتي القابضُ على دينهِ كالقابضِ على جمرةٍ من النارِ» حديث صحيح (جامع الترمذي: باب الفتن)
هل فعلاً نعيش زماناً القابضُ فيه على الإسلام كالقابض على الجمر؟ أليس من المفترض بمسلمي بريطانيا التمتع بالحريات واحترام معتقداتهم الدينية كما يُشاع في تلك المجتمعات؟
في الواقع، لا يخلو أسبوعٌ في بريطانيا من مظاهرات أو احتجاجات مناهضة تطالب المسلمين بالتخلي عن طقوس أو معتقدات في الدين الإسلامي لكونها حسب قولهم “غير مقبولة” أو “متشددة” أو “مناقضة للتحررية” أو “مناهضة للمساواة بين الجنسين”.
تم مؤخراً حظر المتحدث الإسلامي الدكتور الشيخ زاكير ناييك من الإدلاء بأي تصريحات، ومهاجمة الصحافة لأحد الشيوخ الذي حرم الشذوذ الجنسي، بالإضافة لاحتجاجهم على فصلنا بين الجنسين في أحد تجمعاتنا، مع أن هذا الفعل هو الدارج عندنا منذ عقود إلا أنه أصبح الآن “تطرّفاً” و “فرضَ العزل بالقوة” “فصلاً تعسفيًّا بين الجنسين” و “اضطهادًا للمرأة”، بالرغم من أن هذا العمل طلبت تنفيذَه النساءُ المسلمات، إلا أن هذا العمل بمنظورهم الغربي غير معقول ويؤدي إلى إجبار الآخرين على الالتزام بهذه القيم.
يتم حاليا تداول هذا الأمر وتضخيمه، وتطالب المعارضة بمنع هذه الممارسات ولو بالقوة، مع تأكيد رئيس الوزراء كاميرون لهذا النقاش بقوله أنه يجب منعه في الجامعات، وكأن بلدهم تنقصه المشاكل.
من الواضح جدا أن بعض السياسيين بمساندة الإعلام يحاولون تأجيج الأمور وإجبار المسلمين على تبني قيم تحررية علمانية وترك القيم الإسلامية.
يجب علينا كمسلمين التمسك بالقيم الإسلامية، والقبض عليها كالجمر، ولا ننسى أن عقاب الله شديد، حيث إن تخلّينا عن الحجاب، واختلاطنا في الجامعات، وسكوتنا عن اضطهاد الأمة هي أولى الزلاّت نحو بُعدنا عن الإسلام وتعرُّضنا لغضب الله سبحانه وتعالى.
يجب علينا تعلّم أمور ديننا، حيث العلم سلاح، وبتعلمنا أمور ديننا نستطيع الدفاع عنها وتبيان التناقضات والأخطاء في القيم العلمانية التي يريدوننا تبنيها، فنحن نملك العقيدة الصحيحة، ونؤمن بالدين الذي أرسله الخالق سبحانه وتعالى وأرسل معه إجابات وحلول لكل المشاكل التي قد تواجه الإنسان، فعلينا أن لا نضعف، بل أن نشعر بالقوة والثقة.
لا يجب أن يكون ردّنا عليهم بتغيير معتقداتنا لتوافق قيمهم، بل بتوضيح وتفسير ما نحن عليه، لأننا بتغيير معتقداتنا إرضاءً للآخرين نغضب الله سبحانه وتعالى.
ندعو الله أن يحفظنا في هذه الأوقات العصيبة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
تاجي مصطفى
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في بريطانيا