Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق حول زيارة الوفد الجزائري إلى تونس

الخبر:

نقلت قناة الوطنية في تقريرها الإخباري زيارة الوفد الجزائري بقيادة الوزير الأول عبد المالك سلال إلى تونس وكان في استقباله رئيس الحكومة المؤقت علي لعريض ورئيس الجمهورية المنصف المرزوقي ومهدي جمعة والعديد من إطارات الدولة.

 

التعليق:

تندرج هذه الزيارة في إطار توطيد العلاقة بين البلدين في المجال الاقتصادي والأمني بتوقيع اتفاقية أمنية بين البلدين لحماية الحدود بإيجاد منطقة عازلة يشرف عليها الجيشان للحد من تسرب الإرهابيين ومهربي المخدرات… فالسلطة الجزائرية تعتبر استقرار الجزائر مرهونًا باستقرار الأمن في تونس؛ الشيء الذي جعل العديد من الجزائريين يتوافدون إلى تونس لقضاء عطلة رأس السنة الميلادية. وهذا يخدم مصلحة تونس ابتداءً لتنشيط الحركة الاقتصادية ثم لإبراز تونس على أنها نموذج لنجاح التجربة الديمقراطية، كما تخدم هذه الزيارة السلطة الجزائرية في حملتها الانتخابية أولا ثم لإبراز الجزائر أنها مستقرة أمنيا.

ولو عكسنا لأصبنا؛ فالجزائر تعيش أحداثا دموية في مدينة براقي نتيجة تدهور الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، يُخشى أن تمتد شرارة هذه الاحتجاجات إلى باقي المدن والمحافظات الساخنة، على غرار عنابة وباتنة والجفلة وورفلة، هذا إضافة إلى إشعال المخابرات نار الفتنة المذهبية والطائفية في غرداية، والتي استغلتها السلطة لصالحها أمنيا وإعلاميا لصرف أنظار باقي المدن لما يحدث في براقي المطالبين بإسقاط النظام، ولإلهاء الشعب بصراعات هامشية عوض أن تكون الاحتجاجات على سياسة بوتفليقة.

لقد تعودنا على مراوغات ومؤامرات الحكام المسلمين على شعوبهم لأجل حماية مصالح الغرب ونهب الثروات مقابل بقائهم في كراسي الحكم. من البشائر والمؤشرات أن الشعب الجزائري يدرك سياسة القمع والتعتيم والتضليل من السلطة الجزائرية التي لا تنتج إصلاحا كما لا تنتج الذبابة عسلا، لأنهم فقط لم يخلقوا لأجل الإصلاح. ويدرك جل الشعب الجزائري أن الحل هو في اجتثاثهم ونظامهم وتطبيق نظام الإسلام في دولة الإسلام. ويلاحظ ذلك جليا في تفاعلهم في ما ينشر على الصفحات الجزائرية في الشبكة العنكبوتية لأعمال حزب التحرير في تونس ومناداته بالخلافة الإسلامية وتعطشهم لها.

إن الثورة في الجزائر تطبخ على نار هادئة، وعلى المخلصين من هذا الشعب الأبي تأطيرها وتوجيهها التوجه الصحيح لتكون ثورة إسلامية. فللحكم الجبري نهاية كما للشعوب عزيمة وإرادة.


قال تعالى: ﴿ويومئذ يفرح المؤمنون * بنصر الله﴾

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سالم ابوعبيدة – تونس