Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق جولات كيري في المنطقة

الخبر:

المصدر موقع الجزيرة نت (3/1/2014):

“التقى وزير الخارجية الأميركي جون كيري الخميس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مستهل مهمته المكوكية الرامية لدفع مفاوضات السلام رغم أجواء التشاؤم السائدة والاتهامات المتبادلة بين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس. وسيبحث كيري مع الإسرائيليين والفلسطينيين مسودة “اتفاق إطار” أميركي يحدد الخطوط العريضة لتسوية نهائية للنزاع بينهما. وقال كيري في تصريحات قبيل اجتماعه مع نتنياهو “أعتزم العمل مع الطرفين بشكل مكثف أكثر في الأيام المقبلة من أجل تقليص الخلافات حول إطار يحدد الخطوط الرئيسية التي تم الاتفاق عليها لمفاوضات الوضع النهائي”. وتابع أن “اتفاق إطار مقبولا (من الطرفين) سيشكل اختراقا مهما سيغطي كل المشكلات الأساسية مثل الحدود والأمن ووضع القدس واللاجئين”. وأكد أن الولايات المتحدة ستواصل دعم قدرة إسرائيل للدفاع عن نفسها وإبقائها قوية، والسلام سيجعلها أقوى، وكذلك يجب أن تكون الدولة الفلسطينية المستقبلية قادرة على الدفاع عن نفسها”.


التعليق:

يقوم وزير خارجية أميركا بجولته العاشرة في المنطقة خلال عام بدعوى التركيز على إحياء ما يسمى بعملية السلام، وإحداث اختراق في قضية الشرق الأوسط في فترة أوباما الرئاسية الأخيرة، ويلاحظ أن كيري في جولاته العشر المتتابعة لم يكن يدفع باتجاه الاتفاق لحل القضية وإنما باتجاه الاتفاق على اتفاقية إطار لعملية السلام، واللافت للنظر أن جولات كيري ولقاءاته مع نتنياهو وعباس كان يعقبها حديث وأعمال سياسية تتعلق بغور الأردن، فقد نشرت وكالات متعددة أن كيري حلق بطائرة عسكرية برفقة نتنياهو فوق غور الأردن، كما أن اللجنة الوزارية الإسرائيلية للشؤون التشريعية صادقت على قانون لضم منطقة غور الأردن تقدمت به عضو الكنيست “ميري ريغف” عن حزب الليكود، ويقضي مشروع القانون الذي صادقت عليه اللجنة بضم الأغوار وتطبيق القانون “الإسرائيلي” عليها .وقد أعقب ذلك إعلان عباس أن “غور الأردن خط أحمر لا يمكن تجاوزه”، كما ظهرت في وسائل الإعلام مواقف لرجالات السلطة تندد بما قيل إنه تسريب لموقف أميركا من بقاء قوات “إسرائيلية” في غور الأردن لفترة انتقالية غير محددة المدة.

وبلمح المواقف “الإسرائيلية” ومواقف السلطة الفلسطينية يظهر أن المخطط الأميركي لغور الأردن ليس هو بقاء قوات الجيش “الإسرائيلي” وإنما تدفع باتجاه حل وسط تنتشر فيه قوات أميركية في غور الأردن وتقيم فيه قاعدة وطائرات بدون طيار أميركية لحماية حدود ما يسمى “بإسرائيل”، وأما بقية اتفاق الإطار أو ما تسرب منه، فهو وضع أسس لعملية التفاوض وليس حلا للقضية.

إن أميركا تستشعر حجم الخطر الذي يحيق بمصالحها في المنطقة نتيجة لعودة مفهوم دولة الخلافة بقوة في المنطقة، فقد أصبح حديث الثائرين بمجملهم في أرض الشام، يتطلعون إليه، وهم سائرون لإسقاط عميل أميركا في أرض الشام، وإسقاط كل نفوذ لأميركا وأشياعها من دول الكفر وأذنابهم معها في أرض الشام، فعاجلت أميركا بإقامة قواعد لها في الأردن على امتداد الحدود مع سوريا ثم ها هي تسعى لعمل قواعد لها في غور الأردن لحماية مصالحها وحماية ربيبتها دولة يهود، ثم لعلها بعد ذلك ستسعى لإقامة قواعد لها في لبنان وفي الجولان، لأنها تعلم أن قاعدة الكفر كيان يهود لن تكون قادرة على الوقوف أمام جحافل جيش الخلافة المتعطشة لتحرير فلسطين كل فلسطين من دنس يهود.

فلتُقِم أميركا ما استطاعت من قواعد وليمدها حكام المسلمين الخونة بما استطاعوا من مدد، فإن وعد الله قائم، وسيكون عاقبة أمرهم بإذن الله خسرانا.

﴿قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ﴾ [النحل: 26]

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الله المحمود