Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق أمريكا توكل لبشار مهمة محاربة الإسلام في سوريا (مترجم)


الخبر:

“إنّ سوريا تقف في نهاية عام 2013م على مفترق طرق… وتشكّل دليلاً على عجز أمريكا عن توجيه الأحداث عن بعد”. [صحيفة وول ستريت جورنال].


التعليق:

لقد تنبأت المخابرات الأمريكية في بداية الثورة السورية بأن أيام الرئيس السوري بشار الأسد أصبحت معدودة، وقد أبدى الرئيس باراك أوباما ومسئولون في الاستخبارات الأمريكية تخوفهم من ذلك مرات عديدة. ومع ذلك، فإنّه في نهاية عام 2013م، تبنّت أمريكا علناً الأسد كجزء من مستقبل سوريا، فلماذا تغيّر موقف أمريكا فجأة؟

ما لبثت الاحتجاجات السلمية أن تندلع في سوريا ضد الحكم الاستبدادي الوحشي للأسد، حتى تحولت وبسرعة إلى مجازر دموية من قبل الأسد والداعمين له دولياً، فلماذا لم تتدخل أمريكا وقتها في هذا الصراع؟ بل وعلى الرغم من سجل جرائم الأسد المروعة في سوريا، واستخدامه للأسلحة الكيماوية متجاوزاً بذلك الخطوط الحمراء التي خطتها أمريكا لتهدئة الانتقادات الدولية بشأن تقاعسها تجاه ما يحدث في سوريا، على الرغم من ذلك تصرّ أمريكا على دعمه دون أدنى تردد.

لقد هاجمت أمريكا في الماضي دولاً مثل الصومال، والسودان، والعراق، وليبيا، واليمن… وغيرها بناءً على أسس واهية، كحقوق الإنسان، وأسلحة الدمار الشامل، واليوم تقوم باستخدام ذريعة التدخل الإنساني في جنوب السودان؛ لنشر قواتها من أجل ضمان تدفق النفط إليها. فلماذا لم يكن استخدام الأسلحة الكيماوية ضد أهل سوريا كافياً لاستثارة منطق التدخل الإنساني لدى أمريكا؟ وما سر إحجامها عن التدخل العسكري؟

إنّ الادّعاء بأن الوضع في سوريا لا يختلف عن الوضع في غيرها ليس صحيحاً، وهجمات دولة يهود الجوية على سوريا تكذّب هذا الادّعاء، فالدفاعات الجوية السورية المتطورة تشكل عقبة رئيسية أمام تدخل الولايات المتحدة، وقد قال سفير أمريكا السابق في سوريا (ريان كروكر): “أعتقد بأننا ارتكبنا خطأً عندما ظننا بأن سوريا مثلها مثل مصر وتونس وليبيا”.

إنّ السبب الحقيقي وراء بقاء الأسد في السلطة لغاية الآن هو أنّ الغرب لم يجد بعد بديلاً مناسباً، وقد أوضح ريان كروكر ذلك عندما قال: “نريد بديلاً حقيقياً لدولة كبرى تقع في قلب العالم العربي، ولا يمكن أن يكون هذا البديل تنظيم القاعدة، لذلك نحن بحاجة إلى تقبل بقاء الأسد”.

وقد أبدت روسيا – على غرار أمريكا – تخوفها من عودة الخلافة، حيث قال وزير الخارجية الروسي (سيرغي لافروف)، في حديثه مع محطة روسيا اليوم: “نحن نواجه تهديد وصول الجهاديين إلى السلطة، وإقامتهم للخلافة، وتطبيقهم لأحكام متطرفة… ويجب أن ندرك أن تغيير النظام لا يحل هذه المشكلة”. لذلك فإنّ الخوف من عودة الخلافة هو العامل المشترك الذي يدفع أمريكا وروسيا إلى التمسك بالأسد.

إنّ أمريكا الآن تدعم الأسد علناً، وتسعى من خلال جنيف2 إلى صياغة حل سياسي يحتفظ الأسد فيه بالسلطة، وإلى عزل الثوار عن بقية المعارضة. وليس من الغريب أن يتوقف الجنرال سليم إدريس عن المطالبة بتنحي الأسد عن السلطة، فهو يحاول أن يوفق بين جيشه المدعوم أمريكياً وبين محور الشر المتمثل بالأسد وإيران وحزبها في لبنان.

شيء واحد مؤكد – حتى لو افترضنا عدم عودة الخلافة إلى سوريا – هو تضاؤل النفوذ الأمريكي. واعتماد أمريكا على روسيا وإيران – المنبوذتين إقليميا – هو أحد الأسباب التي تجعلها عاجزة عن تحقيق الاستقرار لهيمنتها في سوريا وبلاد الشام.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عابد مصطفى