Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق تفجيران آخران دوّيا في روسيا

الخبر:

سُمع دويُّ انفجارين في فولغوغراد في التاسع والعشرين من كانون الأول/ديسمبر الماضي في المبنى الخلفي لمحطة سكة الحديد، وقد خلّف الانفجار 18 قتيلا و40 جريحاً، وقد حصل في منطقة التفتيش في المحطة. ووفقا للبيان الصحفي للجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب عبر إذاعة غازيتا رو فإن التفجير قامت به انتحارية إرهابية.


التعليق:

حدث هذا التفجير في فولغوغراد في الوقت الذي ما زال صدى تفجير أكتوبر – في المدينة قبل شهرين في حافلة النقل – يدوي في آذان الناس. وقد خلّف التفجير حينها ثمانية قتلى و38 جريحا. عندها مباشرة تم تصنيف التفجير بأنه عمل إرهابي واتهمت به محجبة إرهابية قاتلة.

وبعد تفجير التاسع والعشرين صُنّف التفجير مباشرة بأنه عمل إرهابي وامتلأت صفحات الإنترنت ناهيك عن التصريحات الرسمية بأن مرتكب العمل الإرهابي هو محجبة إرهابية قاتلة. ثم في اليوم التالي تغيرت الرواية الرسمية إلى أن مرتكب العمل الإرهابي هو إرهابي قاتل! ولا يعلم أحد ماذا ستكون الرواية في اليوم الثالث حيث إن الروايات الرسمية كانت غير دقيقة ومتضاربة؟

في اليوم التالي، في 30 ديسمبر، دوّى انفجار آخر في حافلة ركاب قتل فيه 14 شخصا وجرح 28. وقد صرحت لجنة مكافحة الإرهاب أن التفجير نفذه قاتل وقد أرسلت رفاته لفحص الحمض النووي لتحديد هوية القاتل الإرهابي وفقا لصحيفة غازيتا رو.

سكان المدينة كانوا مذهولين، ولكن ليس لفترة طويلة. في ذكرى الضحايا، بدأ الناس يتجمعون في حارة الأبطال. يبدو وكأن سلسلة التفجيرات هذه التي مرت بها المدينة قد فشلت في التأثير على الناس، وأن استخدام القوة من قبل الأجهزة الأمنية والمخابرات قد فقد مفعوله في التأثير عليهم. فالناس اعتادوا على العيش في أجواء أمنية مضطربة، ويبدو أن الناس لم يكونوا خائفين من هذه التفجيرات ومن أسلوب القوة الذي اعتادت الدولة على استخدامه كسياسة لتخويف الشعب. فقد بدأ الناس بالتجمع في هذه الحارة وأظهروا سخطهم وبدأوا بكيل الاتهامات للاستخبارات الروسية ولقانون مكافحة الإرهاب. ولكن وما إن بدأ الناس بالتجمع وإذا بقوات مكافحة الشغب المعروفة بالـ (أمون) تخترق الجمع وتعتقل 30 شخصا نقل عدد منهم إلى المستشفيات.

في صباح اليوم نفسه 30 ديسمبر 2013 وحسب جريدة الكمسموسكايا برافدا (وصلت للمدينة قوات وكالة المخابرات الروسية وعلى رأسها ألكسندر بورتنيكوف ونفذت عملية الزوبعة لمكافحة الإرهاب، حيث تم على إثرها اعتقال 80 شخصاً. ومن المثير للانتباه أن الاعتقالات تمت في ملاهي القمار والمطاعم مع أن العمل مصنف بأنه عمل إرهابي وغير متعلق بالمسلمين الذين يلهون في صالات القمار ويشربون الكحول. إضافة إلى أنه تم اعتقال مواطنين روس بسيطين. الناس يتساءلون أنه إذا كان الأمر متعلقا بالمسلمين فلماذا يتم اعتقال مواطنين روس بسطاء؟ مما يدل على أن السلطات قامت بهذه العملية تحسبا منها لأية مظاهرات أو ثورة قد تنجم عقب التفجير.

في الوقت نفسه فإن الناس لا يصدقون رواية الانتحاري أو الانتحارية. فكل الصور والأفلام على الانترنت تكشف زيف مثل هذه الرواية. فالمتفجرات كانت موجودة في المحطة وفجرت عن بعد والمتفجرات نفسها تابعة للحكومة. والسؤال المطروح الآن هو: لماذا في هذه المدينة ولماذا هذا التوقيت عشية السنة الجديدة؟

أجاب على هذا السؤال أعضاء جمعية (روسكايا برافدا) بقولهم: “إن السبب الرئيسي لاختيار هذه المدينة للتفجيرات هو حالة الفوضى العامة الموجودة بالمدينة.

 

فساد من رجال الشرطة والمسؤولين ونفوذ رجال المافيا. لقد تعب الناس من الوقائع الجنائية المتكررة ومن الخوف ومن القلق والذعر وعدم الأمان والفساد”.

وكالعادة بعد كل عملية تفجير تقوم الحكومة بمعاقبة الجهة التي تشاء ودون النظر للعواقب بحجة أمن البلاد، وبذلك تستطيع الحكومة النيل من أعدائها ومنافسيها والحفاظ على السلطة بيدها.

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إلدر خمزمين
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير