Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق عدلي منصور يلعب في الوقت الضائع


الخبر:

نقلت وكالات الأنباء خطاب عدلي منصور الرئيس المؤقت في مصر، ومما ورد فيه أنه … أشار إلى أن مصر مستمرة في دعم الخطاب الديني الوسطي البعيد عن التطرف، لافتاً إلى أن “مفهوم الجهاد في الإسلام سيبقى قائماً وباقياً وسنكمل مسيرة جهاد النفس”. عن موقع الخبر.

 

التعليق:

ربما يقف المدقق العادي بعض الشيء أمام مثل هذا التصريح، ليتساءل: لمن يتزلف هذا الرجل بهذا التصريح: أهو من غير المسلمين فيتزلف لهم؟ أم هو منهم فيتزلف بمثل هذه التصريحات لأعداء الأمة؟

لم أكتب هذا التعليق لشرح المصطلحات الواردة في تصريحات الرئيس المؤقت، ولكن لأعقب على النص المنقول أعلاه من خطابه، فقد طرح (مفهوم الجهاد)، لكنه لم يتطرق إلى الجهاد نفسه، أي الجهاد بوصفه عملاً أو مجموعةً من الأعمال لتنفيذ حكم شرعي، أو لتحقيق (مفهوم الجهاد)، فهل أتى الرئيس المؤقت بشيء جديد عندما أخبر أن مفهوم الجهاد سيبقى قائماً وباقياً؟ أم هو التلاعب والاستخفاف بعقول مستمعيه؟ أم أن هذا الإخبار من الرئيس المؤقت إنما هو تهيئة لختام السوء الذي ختم به عبارته؟

والذي جعلنا نقول ذلك هو أن آخرَ تصريحه المنقولِ أعلاهُ ينقض أولَه، فالسامع يظن أن الرئيس المؤقت سيعلن تحريك الجيوش، أو رفع راية الجهاد، أو ما هو من هذا القبيل، ولكنه يمهد لإحلال فكرة من أفكار مرحلة الغزو الفكري التي مرت بها الأمة – والتي أوشكت أن تصبح من بقايا التاريخ – محلّ مفهوم الجهاد في الإسلام. فكرة جهاد النفس التي كانت جزءاً من المنظومة الفكرية الاستعمارية في القرن الماضي، وأوشكت أن تندرس اندراس الآثار القديمة، يريد الرئيس المؤقت بعث الحياة في هذه الفكرة، ويريد أن يُحِلَّها محل مفهوم الجهاد..

فهل درى الرئيس المؤقت ماذا قال؟ أم يظن أن الأمة ما زالت كما كانت في زمن عبد الناصر؟ أم أنه يحاول اللعب في الوقت الضائع؟

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو محمد خليفة