Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق الائتلاف في عيون أصحابه

الخبر:

ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية في 14/1/2014 أن مسئولا ينتمي للائتلاف الوطني السوري رفض ذكر اسمه أدلى بتصريحات لها قال فيها: “إن بريطانيا والولايات المتحدة مصممتان على ضرورة حضور مؤتمر جنيف2” وأضاف: “إنه من الواضح أن البلدين لن يستمرا في دعمهما لنا كما في السابق في حال عدم مشاركتنا في المؤتمر، وأن عدم مشاركتنا في مؤتمر جنيف2 سيفقدنا مصداقيتنا أمام المجتمع الدولي”. وقال: “من دون المعارضة المعتدلة، الخيار الوحيد الباقي في سوريا هو الرئيس السوري بشار الأسد أو المتشددين”.

 

التعليق:

هذا هو الائتلاف إذنْ في عيون أصحابه لا قيمة له ولا اعتبار إلا بالدعم الأمريكي والغربي، فالمسئول في الائتلاف يقر بأن عدم حضورهم مؤتمر جنيف2 سيجعل أمريكا ودولاً غربية أخرى تسحب دعمها للائتلاف، مما سيفقد الائتلاف مصداقيته تجاه هذه الدول، وهذا يثبت أن الائتلاف ليس له أي وجود إلا بالدعم الغربي، مقابل ذلك فهو ليس له تأييد واسع بين الشعب السوري ولا يمثل هذا الشعب الأبيّ، بل يعاديه بارتباطه بالغرب الحاقد وبرفضه مطالب الشعب بإقامة حكم الإسلام على أرض الشام. كيف لا وأمريكا هي التي أنشأته لينفذ سياساتها، وذلك في خطوة منها أرادت أن تتحدى بها إرادة الشعب السوري الذي يرفض النفوذ الأمريكي في بلاده ويرفض عميلها بشار أسد.

فأمريكا وبريطانيا تضغطان حاليا بكل قوة على هذا الائتلاف ليوقع على الخيانة الكبرى بالقبول بالحل الأمريكي الذي يهدف إلى إنقاذ بشار أسد وزمرته من العقاب الذي ينتظرهم على يد أهل الشام في حال سقوط النظام، وتركيز النفوذ الأمريكي في سوريا.

ورغم هذه الحقيقة المُرّة فإن المشاركين في الائتلاف متمسكون بعضويتهم فيه مع إدراكهم لأهداف أمريكا والغرب، بل ويهاجمون ثوار سوريا ويصفونهم بالمتشددين، ويصفون أنفسهم بأنهم يمثلون التيار المعتدل الذي يحوز على رضا أمريكا ودول الغرب الأخرى، وفي لهجة تذللية يستجدي فيها عطف أمريكا يقول ذلك المسئول أن الخيار الوحيد عنهم هو بقاء بشار أو وصول المتشددين أي الإسلام إلى الحكم في سوريا.

لو أن هذا المسئول وائتلافه بدل أن يتذللوا لأمريكا طالبين العطف والعون منها، لتنفيذ مشاريعها الاستعمارية، وتمرير سياساتها الكفرية في سوريا، لو أنهم وقفوا إلى جانب شعبهم وعملوا معه لتطبيق شرع الله بإقامة الخلافة الإسلامية، وتضرعوا إلى الله طالبين العون والنصر منه سبحانه وتعالى، لفازوا بخيري الدنيا والآخرة، ﴿أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُور﴾.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد عبد الملك