Take a fresh look at your lifestyle.

قل كلمتك وامشِ – من يحاكم الخونة  

بالأمس القريب أصدرت محكمة عسكرية في مدينة الخليل في فلسطين المحتلة حكما ً بالإعدام على رجل باع قطعة أرض لشركة يهودية،  معتبرة – أي المحكمة- أن هذا العمل إنما هو خيانة عظمى يستحق مرتكبها الإعدام، ونحن بدورنا نقول بأن من يقوم ببيع ذرة من تراب فلسطين الأرض المباركة للأعداء إنما يستحق أقصى العقوبات لأن هذا البيع يخرج عن كونه صفقة بين بائع ومشتري على قطعة أرض وإنما هو تفريط بأرض مباركة مقدسة لشذاذ الآفاق قتلة الأنبياء.

 

هذا الأرض التي افتتحها المسلمون الأوائل ورواها أصحاب الرسول -صلى الله عليه وسلم- بدمائهم الطاهرة الزكية.

 

ولكن، من يحاكم من باع فلسطين وأرسل جيوشه مدعيا ً حماية فلسطين وأهلها من اليهود الطامعين في فلسطين.

 

هذه الجيوش التي قامت بحماية اليهود وسلمتهم من الأراضي المقدسة أكثر مما أعطاهم قرار التقسيم، هذه الجيوش التي كانت تخضع للإنجليز بطريق مباشر أو غير مباشر.

 

ولم يهنأ لهؤلاء العملاء بال إلا بعد أن اطمأنوا إلى أن اليهود قد أقاموا دولتهم وطردوا وشرّدوا أبناء فلسطين ليصبحوا لاجئين تحت كل كوكب.

 

من يحاكم من ابتدأ الجلوس مع اليهود لعقد الصلح معهم والتنازل عن فلسطين التي ما زالت في حكم القانون الدولي والأعراف السياسية أرضا ً محتلة أهلها مشردون لهم الحق كل الحق في العودة وطرد اليهود من فلسطين.

 

ولا يمكن أن تنال دولة اليهود الشرعية إلا إذا وقع العرب معهم اتفاقيات صلح يتنازلون بموجبها عن فلسطين فتصبح دولة اليهود دولة شرعية معترف بها.

 

من يحاكم من قزّم قضية فلسطين واحتلال اليهود لها وتشريد أهلها؟ فبعد أن كانت وكما يجب أن تكون قضية إسلامية تخص جميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها لكون فلسطين مسرى الرسول محمد – عليه السلام- وفيها أولى القبلتين وثالث الحرمين الذين تشد لهم الرحال، فإذا بها بجهود الخونة تصبح قضية العرب الأولى من المحيط إلى الخليج.

 

من يحاكم من رقص طربا ً ونشوة عندما أوجد الأمريكان منظمة التحرير للتنازل عن فلسطين لليهود، فأخذت القضية تتقزم أكثر فأكثر إلى أن أصبحت قضية أهل فلسطين ولا علاقة لأحد بها وخصوصا ً عندما صدر الإعلان الإجرامي عن قمة خيانة عربية بأن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد لفلسطين وقضيتها وأهلها؟ وبهذا يكون هؤلاء الخونة قد أخرجوا القضية من حصنها الحصين فجردوها من أي مظاهر قوتها.

 

من يحاكم من ذهب إلى الأمم المتحدة طالبا من أعضائها أن لا يسقطوا غصن الزيتون من يده معلناً موافقته على التنازل عن فلسطين مقابل إرجاع قطعة صغيرة من الأرض تتسع لكرسي يجلس عليه ويسمى رئيس دولة فلسطين.

 

من يحاكم من تآمر على الفدائيين في الأردن وفي لبنان .

 

وفي لبنان استباح اليهود دماء الفدائيين، حتى صدر القرار السياسي بالخروج من لبنان وتفرقوا في مشارق الأرض ومغاربها؟  كل هذا حتى يتمكن الخونة من إتمام الصلح وتثبيت دولة إسرائيل وإعطائها الشرعية بتنازل أهل فلسطين عن فلسطين لقتلة الأنبياء.

 

من يحاكم من استغل دماء الشهداء أبشع استغلال للوصول إلى مدريد للتفاوض مع اليهود وهو يعلم أن اليهود لن يعطوه شيئا ً لأنه لا يوجد ما يجرهم على العطاء والتنازل وكذلك هو يعلم أن اليهود أتوا إلى مدريد وهم يصرحون بأنهم سيطيلون أمد المفاوضات إلى عشرين عاما ً أو أكثر دونما نتيجة تذكر أو اتفاقية توقع؟

 

من يحاكم من وقع اتفاقية عباس – بيلين،  متنازلا ً عن القدس وما فيها من مقدمات راضيا ً بأن تستبدل مدينة القدس بقرية أبي ديس لتحل محل القدس كعاصمة لدولة فلسطين؟ هذه الاتفاقية المخزية المشينة التي إن دلت على شيء فإنما تدل على أن موقعها لا علاقة له بالقدس ولا قداسة للمسجد الأقصى والصخرة المباركة في قلبه.

 

من يحاكم من استغل الانتفاضة الأولى أبشع استغلال وأرخصه؟ هذه الانتفاضة التي لو استمرت لغيرت وجه التاريخ وحررت فلسطين من النهر إلى البحر، ولتم القضاء على دولة اليهود المغتصبة.

 

قد يقول قائل: وهل كان بإمكان الانتفاضة أن تحرر فلسطين وتقضي على كيان اليهود فنرد على ذلك بأن الانتفاضة لو استمرت لغيرت الأوضاع في دول الطوق على الأقل وفسح المجال للمخلصين من أبناء الأمة لاستلام زمام الأمور وتسيير الجيوش إلى الأرض المحتلة وحصلت المعركة الفاصلة التي تحرر البلاد والعباد وتنهي كيان اليهود الغادر وتقضي على غطرستهم وصلفهم.

 

من يحاكم الذي تآمر مع باراك اليهودي وأشعل الانتفاضة الثانية لاستغلال دماء الشهداء لإنهاء القضية وإتمام الصلح الذي يعطي اليهود السواد الأعظم من فلسطين؟ لكن فلسطين ضاقت ذرعا ً به فقتلته كعادتها تنتقم من كل يخونها. أقول قتلته على أيدي أعوانه وعبيده الذين ينفذون أمره.

 

من يحاكم من وقع مع اليهود اتفاقية الخليل التي أعطت معظمها لليهود وقسمتها إلى ثلاثة أقسام، قسم وهو الأكبر يخص اليهود وقسم يخص السلطة وقسم مشترك؟ من يحاكم هذا الذي وقع هذه الاتفاقية وفاوض اليهود للوصول إلى بنودها؟ ألا يستحق هذا الإعدام وأكثر من الإعدام جريا ً على منوال ما أصدرته المحكمة العسكرية في الخليل؟

 

وإذا أردنا أن نستعرض الأعمال التي يستحق من قام بها من الإعدام وأكثر من الإعدام إن وجد لطال بنا المقال.

 

وفي الختام أسأل الله – تعالى- أن يهيء لهذه الأمة أمرا ً رشدا ً وأن يوفق العاملين لإقامة الخلافة الراشدة وأن يهيء لهم على الحق أعوانا ً وأن يعجل بالفرج القريب والنصر العزيز المؤزر.

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

 

 

 

أخوكم، أبو محمد الأمين