Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق استفتاء الدستور وشرعنة أنظمة الجور والظلم


الخبر:

نشرت صحيفة الحياة على صفحتها الإلكترونية السبت 2014/1/18م خبراً بعنوان: “98% قالوا نعم للدستور المصري” ومما جاء فيه: أعلن رئيس اللجنة العليا للانتخابات بمصر المستشار نبيل صليب السبت أن أكثر من 20 مليونا و500 ألف ناخب أدلوا بأصواتهم في الاستفتاء على تعديلات الدستور بنسبة إقبال بلغت 38.6 في المئة. وأضاف أن الذين قالوا نعم فاق عددهم الـ19 مليوناً، أي ما نسبته 98.1% مقابل 1.9% قالوا لا. وزاد عدد المصريين الذين كان لهم حق الإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء على 52 مليونا.


التعليق:

1- لا بد أولاً من تقرير حقيقة لا يماري فيها أحد، وهي أن الدستور هو القانون الذي يُحدد شَكل الدولة ونظام الحكم فيها، ويبين حدود واختصاص كل سلطة فيها، إلا أن هناك فرقاً بين الدستور الإسلامي وبين غيره مِن الدساتير. فإن باقي الدساتير مصدرها العادات وأحكام المَحاكم… الخ، ومنشؤها جمعية تأسيسية تسن الدستور، لأن الشعب عندهم مصدر السلطات، والسيادة للشعب. أما الدستور الإسلامي فيجب أن يكون مصدره الكتاب والسنة ليس غير، ومنشؤه اجتهاد المُجتهدين؛ يتبَنَى الخليفَة منه أحكاماً معينة يَأمر بها فيلزم الناس العمل بها. لأن السيادة للشرع، والاجتهاد لاستنباط الأحكام الشرعِية حق لجميعِ المسلمين، وفرض كفاية عليهم، وللخلِيفة وحدَه حق تبَنِي الأحكام الشرعِية.

2- مشروعية الدستور والقوانين في دولة الإسلام تأتي من كونها تستند إلى دليل من الكتاب والسنة ولا عبرة لرأي الناس حتى لو أجمعوا بنسبة 98.1% على دستور لا تستند مواده للكتاب والسنة، فلن تكون له شرعية حقيقية، إذ إن السيادة في الإسلام للشرع وحده، فهو من له الحق في التحليل والتحريم والتحسين والتقبيح، وهذا يعني أننا لسنا في مقارنة بين دستور 2012 ودستور 2014 فكلاهما شرعيته فاسدة لأنهما جعلا السيادة للشعب وليس للشرع.

3- يحاول النظام الحالي إضفاء شرعية – هو يفتقدها – على نظامه الجائر والظالم بإيهام العالم أن الأغلبية من الشعب معه، تؤيده وتؤيد دستوره الذي صنعته لجنة معينة، تمنى رئيسها على الناس أن يصوتوا بنعم للدستور، وكان والسلطة التي عينته لا يقبلون ولا يسمحون للناس أن يعبروا عن رأيهم بقول لا للدستور، ومن يفعل ذلك بشكل علني فإن مصيره معروف وهو إما الضرب من “المواطنين الشرفاء” أو السجن في معتقلات النظام.

4- كانت نسبة مشاركة الشباب في هذا الاستفتاء ضعيفة جداً، وذلك باعتراف رئيس اللجنة العليا للانتخابات المستشار نبيل صليب، وبرر الأمر تبريراً واهياً بقوله أن الشباب انشغلوا بالامتحانات الجامعية!، وهذا يؤكد أن الأمة بخير، فالخير في الشباب وهم عصب أي عمل تغييري في الأمة، ونحن نعول عليهم في إسقاط كل نظام ينحي شرع الله جانباً، ويضع مكانه دستوراً وضعياً لا يعبر عن تطلعات الأمة وسعيها لتحكم بالإسلام، وليسوسها في كل كبيرة وصغيرة في حياتها.

5- كلمة أخيرة نقولها لمن صوت لهذا الدستور الزائف وهو يدرك زيفه وبطلانه، متذرعاً بالقول أنه يريد الاستقرار، نقول له: إن الاستقرار الحقيقي لا يكون إلا في ظل حكم الإسلام متمثلاً في نظامه السياسي نظام الخلافة الذي فرضه الله على هذه الأمة، وفي ظل دستور كل مواده مستنبطة من كتاب الله وسنة رسوله وما أرشدا إليه من أدلة.

﴿اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ﴾ [الأعراف: 3]




كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
شريف زايد
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر