Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق 20 بالمئة من الأطفال في ماليزيا يعانون من اضطراب نفسي نتيجة للنظام الاجتماعي الفاسد (مترجم)


الخبر:

نقل موقع ماليزيا ديجست في السادس من كانون الثاني 2014 أن عدد الأطفال ما بين 5 و 15 سنة الذين يعانون من مشاكل نفسية كالتوتر والقلق والاكتئاب قد ارتفع إلى نسبة 20 بالمائة حسب آخر دراسة للصحة الوطنية حول نسبة انتشار الأمراض. وقد صرّح نائب المدير العام للصحة العمومية الدكتور لقمان حكيم سليمان أن عدم الاستقرار النفسي الذي يعاني منه التلاميذ قد يكون ناجمًا بنسبة كبيرة عن ضغط الأبوين والمدرسين في تركيزهم على التميّز الأكاديمي والجانب الفردي للشخصية فضلاً على المشاكل الاجتماعية، العائلية والشخصية. في الثالث عشر من كانون الأول أفاد وزير الصحة الدكتور س. سبرامانيام أن مرشدي المدارس سيخضعون لتدريبات إضافية لتحسين خبراتهم في معالجة مشاكل التلاميذ النفسية.


التعليق:

يمثل الأطفال ما بين 5 و 15 سنة نسبة 10 في المائة تقريباً من عدد السكان في ماليزيا. وبالتالي، حسب هذا المجموع، فإن 60000 طفل يعانون من اضطراب نفسي. فكيف يمكن معالجة ذلك؟ حسب دراسة أشرف عليها رئيس الجمعية الماليزية للصحة النفسية أن من أسباب ذلك القلق، والاكتئاب الحاد والتوتر العاطفي. وأضاف: “أن مجموعة العوامل التي قد تم تحديدها بأنها قد تساهم في الاضطراب النفسي هي عوامل نفسية اجتماعية تشمل تأثيرات العائلة والبيت والمدرسة والمجتمع كذلك”.

العائلة تلعب دورا حيويًا لضمان توفير الحب والاهتمام الذي يحتاجه الأطفال. روى أبو هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «قَبَّلَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم الْحَسَنَ بْنَ عَلِيّ، وَعِنْدَهُ الأقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ التَّمِيمِيُّ جَالِسًا»، فَقَالَ الأقْرَعُ: إِنَّ لي عَشَرَةً مِنَ الْوَلَدِ مَا قَبَّلْتُ مِنْهُمْ أَحَدًا، «فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ: مَنْ لا يَرْحَمُ لا يُرْحَمُ». مع ذلك، فإن ارتفاع حالات الزيجات الفاشلة التي تؤدي للطلاق توفر مناخًا غير صحي للأطفال. كما أن جدال الآباء وخصوماتهم أمام أبنائهم ينعكس سلبًا على تربيتهم. وكثيرًا ما يلجأ (يجنح) هؤلاء الأطفال للعنف كنتيجة لتقليد الوالدين اللذين يتخاصمان باستمرار. علاوةً على ذلك، فإن هذه الأوضاع أيضًا تعطل النمو الصحي النفسي والبدني للأطفال. وبسهولة ينتهج الأطفال سلوكًا عدوانيًا ويصابون بالاكتئاب ويعانون من توتر عاطفي بسبب الضغط الممارس عليهم في البيت – المكان الذي يجدر أن يكون المدرسة الأولى والأساسية لهم.

يركز الآباء جهدهم على كسب المال، ما يدفعهم إلى تمرير دورهم في تنشئة أطفالهم إلى غيرهم مثل الحضانات، المدارس، أو مراكز الرعاية، ما يجعل الأطفال مجبرين على طلب الحنان من الغير. كل هذه نتائج لتطبيق النظام الرأسمالي الفاسد في ماليزيا الذي للأسف غذّى عقلية لدى الناس تعطي الأولوية لجمع المال قبل الواجبات العائلية. ويعود كذلك إلى غياب روح الإسلام في التعليم والنظام الاجتماعي الذي يضمن إدراك الناس بوضوح لمسؤوليتهم كأزواج وآباء ويطبقون ذلك في حياتهم.

للطفل الحق في كسب الحب والحنان من أبويه حتى يُضمَن نموُّه بشكل ممتاز. فالإسلام أعطى دور التعليم كمسؤولية للأبوين. فعلى الأم أن تكون المربي الأول لأطفالها، كما يجب عليها أن تدير أمور البيت وكل ما يتعلق به. بناء على ذلك، بصفتها امرأة، يجب عليها أن تعود إلى دورها (الأساسي) الطبيعي كأم ولا تلقي بمسؤولياتها على غيرها. أضف إلى ذلك، أن سياسة التعليم الإسلامية الصحيحة والنظام الاجتماعي السليم وحماية حقوق الأطفال من كل الجوانب وضمان احتياجاتهم الصحية والمالية والتعليمية والعاطفية لا يمكن أن تتحقق إلا في ظل الخلافة.

 

 


كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سمية عمار
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير