Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق الإرهاب الديمقراطي- سعي دائم لخداع وتضليل الرأي العام

الخبر:

في 15 من كانون الثاني 2014 قام الغزاة الأمريكيون بقصف منطقة سييا جيرد الواقعة في ولاية باروان ما أسفر عن مقتل 14 من المسلمين الأبرياء بدم بارد. وقد أنعش هذا الحادث ذكرى 12 عاما أليمة من الوحشية الأمريكية في أفغانستان. وقد أدانت أمة الإسلام في أفغانستان قاطبة هذا العمل الوحشي البغيض جنبا إلى جنب مع مسؤولين حكوميين وبرلمانيين.

 

التعليق:

في مثل هكذا موقف حرج حساس تحاول فيه أمريكا تشكيل وصياغة الرأي العام ليكون في صالح جعل صورة أفغانستان الظاهرية بلدا مستقلا ذا سيادة من خلال توقيع الاتفاق الأمني المسرحي بين الولايات المتحدة وإحدى قطع الشطرنج التي تحركهم كيفما شاءت (حامد كرزاي)، يقع هذا الحادث الأليم ليُفسد ما تخطط له أمريكا وليقلب الرأي العام ليصبح ضدها وضد حكومة أفغانستان.

لذلك كله كان مهما بالنسبة للولايات المتحدة القيامُ بترتيبٍ وافتعالٍ لهجوم آخر هدفه تحويل الرأي العام وصرفه عن الحادث الذي وقع في باروان، وذلك بتدبير الهجوم على المطعم اللبناني الواقع في وزير أكبر خان والتي تعتبر واحدة من مناطق الخط الأحمر في أفغانستان. وقد قُتل في هذا الهجوم 13 أجنبيا و8 أفغان وأصيب الكثير غيرهم. وكالعادة تم تبني العملية من قبل طالبان مشيرة إلى أنها جاءت ردا انتقاميا على الهجوم الذي وقع في باروان.

ومع ذلك كله، وبتحليل مفصل للحادث الأخير فإن الدلائل تشير على أن الهجوم على المطعم اللبناني لم يكن من فعل طالبان لأمور شائكة معقدة متعلقة فيه. وتأكيدا لذلك هذه نقاط لا بد من أخذها بعين الاعتبار:

1. لم تستطع الأجهزة الأمنية في أفغانستان تقديم تقرير يكشف عن نوع المتفجرات التي استخدمت في الهجوم وعجزت كذلك عن تقديم أدلة لوسائل الإعلام.

2. أشار التحقيق الأولي للحادث أن حراس الأمن في المطعم ومعهم بعض المسؤولين الآخرين لم يفعلوا شيئا كردٍّ على الهجوم، وأنهم ماتوا دون أي أثر لجروح جسدية. وقد شُلت أيديهم ما منعهم من استخدام أسلحتهم.

3. فإذا كانت طالبان هي من رتب لهذا الهجوم المتطور في هكذا مناطق، فمن المفروض أن تكون مهاجمة السفارات المختلفة والمنظمات الأجنبية غير الحكومية وكذلك المناطق الدبلوماسية الأخرى أمرا غاية في السهولة بالنسبة لها.

4. وقد أثبتت حوادث قديمة سابقة مرارا وتكرارا دورا خبيثا للـ CIA و MI6 الأمريكيتين وللشركات الأمنية الخاصة التي تتعاقد معهما. كما كنا قد شهدنا تدخلا واسعا لجهاز الأمن الخاص الذي يديره ميشيل سامبل في أفغانستان وريموند ديفيس في باكستان، وكذلك لشركات المرتزقة الأمنية كبلاك ووتر.

5. إن حالة الغموض هذه التي تكتنف الهجوم الذي وقع في وزير أكبر خان تصب في صالح الولايات المتحدة للأسباب التالية:

‌أ. الرأي العام تجاه ما حدث في باروان قد يؤدي إلى حالة من عدم الاستقرار وانعدام الأمن في كابل.

‌ب. تحاول وسائل الإعلام الأمريكية والغربية عبر هذه الحوادث إظهار طالبان والقاعدة بمظهر العدو الحقيقي للشعب الأفغاني لصرف التهمة عن نفسها، وبأن لديهم القدرة على اختراق مناطق أمنية بالغة التحصين في كابل.

‌ج. كما يسعى الغزاة المحتلون لإظهار طالبان بمظهر الهمجي الذي لا يفرق في هجماته بين الأجانب والسكان المحليين.

‌د. مثل هكذا حوادث مأساوية تُستخدم لإظهار بُطلان الشروط التي وضعها حامد كرزاي لتوقيع الاتفاقية الأمنية والتي تهدف لإظهار الولايات المتحدة بمظهر الراغب في إحلال السلام في أفغانستان. فباستخدام هكذا حوادث، ترغب أمريكا في إقناع الناس بأن لغة السلام لا تجدي نفعا مع حركة طالبان وتنظيم القاعدة وأنهما لا يفهمان إلا لغة الحرب.

وأفضل مثال واقعي على استخدام مثل هكذا ألاعيب مخادعة لصرف الرأي العام عن حقيقة ما يجري هو حادثة مهاجمة القوات الأمريكية المجرمة لمنطقة بانجواي في ولاية قندهار، حيث قتلوا وأحرقوا عددا كبيرا من السكان هناك بلا رحمة أو إنسانية. وخوفا من ردة فعل عنيفة من قبل الناس قاموا بإثارة موضوع حرق نسخ من القرآن الكريم والإساءة إليه في سجن باغرام، واستطاعوا بنجاع صرف انتباه الناس بعيدا عن مجزرة بانجواي. واستخدام ذات اللعبة القذرة في صرف الرأي العام وتوجيهه الوجهة التي يريدون أمرٌ يحصل في العالم الإسلامي كله على يد الديمقراطيين الإرهابيين. ولذلك فعلى مسلمي أفغانستان ألا يغفلوا عن القضايا الحقيقية، والتي من الممكن أن ينتفع بها الغزاة المستعمرون، كما أن عليهم ألا يسمحوا للعاطفة والمشاعر أن تغلب الفكر والعقل، وأن يتنبهوا لمحاولات خداع الإعلام الغربي ومن يسمون محللين سياسيين لهم.

إنه من الواجب علينا في مثل هكذا أحداث ووقائع الرجوع إلى أوامر ربنا سبحانه وتعالى، الذي حذرنا من أن نوالي أعداء الله وأعداء رسوله صلى الله عليه وسلم، وأمرنا أن نعمل على إقامة الخلافة الإسلامية التي توحد الأمة سياسيا وجغرافيا وتُحكِّم الإسلام في الأرض، كما حذرنا من الاستعانة بالكفار؛ وذلك عبر أحكام واضحة صريحة لا لبس فيها لنعود بإذن الله للعيش تحت ظل دين الله في الأرض في دولة الخلافة الإسلامية. لذلك فإنها ضرورة عظيمة أن نفهم الألاعيب والسياسات القذرة التي يمارسها المستعمرون وعملاؤهم، وحينها فقط سنتمكن من السير بخطوات حاسمة حازمة في طريق التخلص من الهيمنة السياسية والثقافية والاقتصادية الغربية. وبذلك وحده نكسر الأغلال ونعيش في سلام ورخاء.


قال تعالى في كتابه العظيم: ﴿قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ﴾

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سيف الله مستنير
كابل – ولاية أفغانستان