Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق تداعيات خطاب البشير عن الإصلاح الشامل


الخبر:

أعلن رئيس قطاع العلاقات الخارجية بالمؤتمر الوطني؛ الدرديري محمد أحمد أن هناك لقاءً وشيكاً بين البشير وقادة القوى السياسية لبحث أمهات القضايا الوطنية التي طرحها المؤتمر الوطني، والتشاور حولها، ومن ثم بلورة آلية متفق عليها. صحيفة الانتباهة 01 شباط/فبراير 2014م

 

التعليق:

يأتي هذا اللقاء المذكور على خلفية خطاب البشير الأخير؛ الذي أسماه بالوثبة للتحاور حول أربع ركائز أساسية هي: السلام والاقتصاد والحرية السياسية والهوية السودانية، وقد حضر هذا الخطاب “الوثبة” أغلب رؤساء أحزاب المعارضة، مما ينبئ أن هناك صفقة تمت بين الحكومة وهذه المعارضة، ظاهرها ما قيل عن إنهاء الصراع السياسي، بل والعسكري، وحل الضائقة الاقتصادية، والوصول إلى دستور متفق عليه. وباطنها وأصلها المضي قدماً في تنفيذ المخطط الأمريكي الرامي لتمزيق السودان، وإذا كان الحزب الحاكم هو من تولى كبر فصل جنوب السودان عن شماله، فإنه يراد للتمزيق القادم أن يكون بأيدي جميع القوى السياسية أو أغلبها، لكي لا يتحمل المؤتمر الوطني وحده وزر هذه الجريمة النكراء.

إن ما يراد بحثه هنا هو ما قالت به وثيقة الفجر الجديد؛ التي وقعتها قوى الإجماع الوطني (المعارضة) والجبهة الثورية في كانون الثاني/يناير 2013م، ورفضتها الحكومة وقتها بشدة، بل ووصل الأمر إلى تكفير من وقّع على هذه الوثيقة، ولكن تاريخ هذا النظام يؤكد أن ما رفضه بالأمس يقبل بأسوأ منه اليوم، ولنا في مسألة حق تقرير المصير الذي فصل به الجنوب عبرة وعِظة، حيث كان النظام يعتبر الحديث عن حق تقرير المصير خطًا أحمر، وأن من يقول به يعتبر خائناً. ثم بعد أعوام لا تعد على أصابع اليد تراجع النظام فقبل بحق تقرير المصير ففصل جنوب السودان.

هذا فيما يتعلق بمواقف النظام المتخاذلة المتآمرة على السودان.

أما أخطر ما جاء في وثيقة الفجر الجديد فهو الدستور التوافقي وجعل البلد ديمقراطيًّا فدراليًا، حيث جاء في الوثيقة في باب المبادئ والأهداف ما يلي:

1- الهوية: السودان دولة متعددة الثقافات والإثنيات والأديان واللغات تتأسس هويته السودانية على رابطة جامعة قائمة على مكوناته الثقافية وأبعاده الجغرافية وإرثه الحضاري الممتد إلى سبعة آلاف عام.

2- نظام الحكم: الدولة السودانية دولة فدرالية ديمقراطية تعددية تتأسس على المساواة بين المواطنين وتؤكد أن الشعب هو مصدر السلطات وتعتبر أن المواطنة هي أساس لنيل الحقوق والواجبات وتضمن حرية الفرد والجماعة.

3- الدين والدولة: إقرار دستور وقوانين قائمة على فصل المؤسسات الدينية عن مؤسسات الدولة لضمان عدم استغلال الدين في السياسية.

إن الواجب على أهل السودان والمخلصين من أبنائه عدم الوقوع في فخ العبارات الرنانة ومعسول الكلام، والتنبه إلى ما يحاك بهذا البلد الذي يتوق أهله إلى فجر الإسلام ودولته؛ دولة الخلافة الراشدة، والأخذ على أيدي العابثين بوحدة هذا البلد، وبهويته الإسلامية حتى يقيض الله الخلاص لهذا البلد وكل بلاد المسلمين على أيدي أبنائه المخلصين؛ الساعين إلى استئناف الحياة الإسلامية، بإقامة الخلافة الراشدة، فتقطع يد أمريكا والغرب الكافر عن بلادنا ونسعى لغزوهم في عقر دارهم لا لقتلهم والتنكيل بهم، وسرقة ثرواتهم كما يفعلون هم، وإنما من أجل إخراجهم من ظلمات الكفر إلى نور الإسلام، ومن جور الرأسمالية إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الحياة إلى سعة الدنيا والآخرة.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إبراهيم عثمان (أبو خليل)
الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان