Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق نظرة على اليوم العالمي للحجاب (مترجم)

الخبر:

ينعقد “اليوم العالمي للحجاب” في الأول من شباط/فبراير وهي مناسبة أسستها نظما خان (تعيش في نيويورك) في إطار حركة تحث النساء المسلمات في جميع أنحاء العالم من أجل السعي لشرح أسباب ارتدائهن الحجاب، وذلك لأكبر شريحة ممكنة من المجتمعات التي يعشن فيها في محاولة لإيجاد رؤية أفضل عنه.

 

وتشمل الأساليب المقترحة حث النساء على تجربة ارتداء الحجاب، لكن السؤال الذي يبرز هنا: كيف لمثل هذه النشاطات والأساليب أن تتعامل مع الهجوم على الحجاب؟

 

التعليق:

لماذا نرتدي الحجاب؟

الغالبية العظمى من النساء المسلمات اللواتي يرتدين الحجاب، وهو الاسم الذي يستخدم للباس المرأة الإسلامي، يرتدينه بمحض إرادتهن ولا يمكن لأحد أن ينكر ذلك. واختيارهن في ارتدائه هو خيار واعٍ. إلا أن ذلك لا يعني أن ارتداء الحجاب هو مباح أو على التخيير، بل إن ذلك قد جاء استجابة لأمر الله الخالق المدبر، ولا يملك الإنسان المسلم مع أمر الله إلا التسليم والرضى، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا﴾ [سورة الأحزاب: 36].

﴿وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ …﴾ [سورة النور: 31]، وكذلك أحاديث النبي عليه السلام، قد أمرت النساء بارتداء لباس مخصوص وبكيفية محددة.

وعليه إذا كان السؤال لِمَ نرتدي الحجاب؟ نقول نعم، فإننا نرتدي الحجاب، وبخلاف الرأي السائد، فإن المسلمات يقمن بذلك مدركات واعيات على أن السبب الوحيد لذلك هو استجابة لأمر الله سبحانه وتعالى.

لماذا يتعرض الحجاب للهجوم؟

يرتدي الناس أنواعاً متعددة من اللباس في هذا الزمان، فلماذا لا تزال الطريقة التي تغطي بها المرأة المسلمة شعرها تثار حولها التساؤلات والمشاكل؟ والسبب في ذلك هو أن الحجاب ليس مجرد لباس عادي، بل هو علامة تميز المرأة المسلمة. وفيما يتعلق بحرب أمريكا على أفغانستان، صرحت لارا بوش: “الحرب على الإرهاب هي كذلك حرب لتحقيق حقوق المرأة وكرامتها”. لكن الحرب على الحجاب ليس شيئًا جديدًا، بل كانت دائمًا تستخدم كغطاء لمهاجمة الإسلام ككل – قيمه ومبادئه والتي هي تختلف اختلافًا جذريا عن قيم الغرب ومبادئه.

وقد قال وليام غلادستون، رئيس وزراء بريطانيا، في العام 1894: “إن الأوضاع لن تكون جيدة في الشرق حتى نزيل الحجاب عن النساء ونغطي به القرآن”. في ذلك الوقت في الشرق، كان كل شيء من لباس المرأة وحتى النظام السياسي، كلها كانت تتشكل وتسير وفق أحكام الإسلام وقيمه.

ولذلك إذا أدركنا السبب الحقيقي لهذا الهجوم على الحجاب، فسندرك كذلك أن تفسير ما نشعر به عند ارتداء قطعة قماش طولها متر في حد ذاته لن يغير كثيرًا في قناعات الناس.

كيف ندعو للحجاب؟

إن أحكام الإسلام وقيمه ليست هي عبارة عن عبادات فقط، بل هي أنظمة لكل شؤون الحياة، جاءت لتشكل حياة الفرد والمجتمع وفق طراز خاص، فالإسلام دين ومنه الدولة. إن هذا الفهم ليس بدعًا من القول، بل هو ما عمل به أجدادنا والسياسيون السابقون طوال أربعة عشر قرنًا. والحجاب ما هو إلا حكم من جملة الأحكام التي جاء بها الإسلام.

والمرأة في نظر المجتمع الإسلامي، وهي نظرة مبنية على أحكام الإسلام، هي شرف المجتمع بأسره، كيف لا وهي عرض يجب أن يصان، تراق الدماء في سبيل الحفاظ على شرفها وكرامتها. وحتى لا تبقى هذه النظرة مجرد أفكار نظرية، فإن الله سبحانه وتعالى قد شرع جملة من الأحكام تتمثل في النظام الاجتماعي في الإسلام، تضمن تطبيق هذه النظرة وتحافظ عليها. وهذه الأحكام تقي المجتمع وتنقيه من احتمال استغلال المرأة أو إهانتها، فعلاجها وقائي استباقي.

لذلك فالأحكام الشرعية مثل اللباس الشرعي والفصل بين الرجال والنساء ومنع الاختلاط إلا لحاجة أقرها الشرع وإيقاع عقوبة شديدة بمن يقذفون المحصنات، وهي جزء من النظام الاجتماعي في الإسلام، قد طبقها النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة. وهذا النظام الاجتماعي، كجزء لا يتجزأ من أحكام الإسلام، إن طبق في المجتمع فإنها تضمن أن تعامل المرأة ويحافظ على شرفها وكرامتها في كل ناحية فيه، في البيت والعمل والمدرسة.

والحجاب بوصفه جزءاً من الأحكام الشرعية التي جاء بها الإسلام لتطبق في دولة الخلافة، يمكن أن يغير حياة النساء بدلًا من أن تكون سلعة تباع وتشترى، فتكون عضوًا فعالًا منتجًا في المجتمع.

هذا ما نحن بحاجة لشرحه وإفهامه للعالم.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
شوهانة خان
الممثلة الإعلامية للنساء في حزب التحرير / بريطانيا