Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق المجموعة الاقتصادية هي للتسلط على الأمة واستغلالها


الخبر:

بعد الاجتماع الذي ضمّ أعضاء مجموعة (BCIM): بنغلادش، والصين، والهند، وميانمار، في 30 من كانون الثاني/يناير 2014م، وضّح المفوض السامي الهندي في دكا (بانكاج ساران)، ووزير التجارة (طفيل أحمد) أن تشكيل المجموعة الاقتصادية التي ستُوجد منتدى اقتصادياً إقليمياً للتعاون هو الآن في مراحله النهائية، وسيضم مجال الاتصالات، والسكك الحديدية، والطرق، والمياه، والكهرباء، التي ستربط بين بلاد المجموعة، وتوقّع بانكاج ساران أنّ تشكيل المجموعة سينتهي في غضون شهرين.


التعليق:

إنّ المجموعة سوف تضمن بالتأكيد أن تصبح بنغلادش سوقاً استهلاكية للمنتجات والخدمات الهندية والصينية، وستؤدي الهيمنة الهندية والصينية في مجال التجارة والاستثمار إلى ضعف القاعدة الاقتصادية لبنغلادش.

إنّ الطموح السياسي الهندي بشأن بنغلادش معروف جيداً، والهند – من خلال هذه المجموعة – لن تهيمن فقط على الاقتصاد البنغالي، بل ستكون لها القبضة السياسية الدائمة على بنغلادش أيضاً.

ووفقاً لما جاء على لسان ساران، فإنّ صادرات الهند إلى بنغلادش في عام 2013م، بلغت 4.18 مليار دولار، بينما صادرات بنغلادش إلى الهند في العام نفسه، بلغت 561 مليون دولار فقط، فيتجلى بوضوح من هذه الإحصاءات الرسمية، أن صادرات الهند إلى بنغلادش هي سبعة أضعاف ونصف صادرات بنغلادش إلى الهند! إضافة إلى التجارة الحدودية غير الرسمية، وغير المشروعة، التي تستفيد منها الهند أكثر بكثير من هذه الإحصائيات، كما يعلم الجميع.

وفي حين فتحت الحكومات المتعاقبة في بنغلادش الأسواقَ للمنتجات الهندية، فرضت الهند مختلف أنواع العقبات التجارية أمام تصدير البضائع التجارية البنغالية إليها، مما أدى إلى انخفاض صادرات بنغلادش. ومع الانتهاء من تشكيل مجموعة (BCIM)، فإنّ العجز التجاري سيزيد لصالح الهند فقط.

لقد سعت الهند على مر السنين بجد إلى الاستثمار في القطاعات الرئيسية (البنية التحتية، والصلب، والطاقة)، وبانكاج الآن يدّعي بأن الاستثمارات الهندية في بنغلادش سوف تحد من هذه الفجوة بين البلدين!

ومن جهة أخرى، بلغت صادرات بنغلادش إلى الصين في عام 2013م، 458 مليون دولار، في حين بلغت واردات بنغلادش من الصين في العام نفسه 6.32 مليار دولار، أي أن صادرات الصين إلى بنغلادش أعلى بـ14 مرة من الصادرات البنغالية إلى الصين!

إنّ الصين تتشارك بالفعل مع بنغلادش في مختلف القطاعات، مثل تطوير البنية التحتية، والطاقة، والتعدين، وعلى الرغم من عدم وضوح طموح السياسيين الصينيين في بنغلادش، إلا أن ما لا شك فيه أن الصين تريد الوصول إلى خليج البنغال لأسباب استراتيجية.

تُعدّ الصين والهند المصادر الرئيسية للبضائع والاستثمار في بنغلادش، فأكثر من 30% من أجمالي وارداتنا هي منهما، ومع الانتهاء من تشكيل مجموعة (BCIM) فإنّ وارداتنا من هذين البلدين ستزداد على حساب اقتصادنا، وتكلفة منتجاتنا ستنخفض بسبب تحسين البنية التحتية.

ومع ذلك كله، لا ينبغي أن يُنظر إلى المجموعة الاقتصادية (BCIM) باعتبارها قضية اقتصادية فقط، ولا ينبغي النظر إليها نظرة فائدة اقتصادية، فأمن بنغلادش معرض للتهديد من خلال هذه المجموعة، حيث ترغب الهند في زيادة قبضتها على المنطقة الشمالية الشرقية المضطربة فيها. إنّ تسهيل الطرق التجارية، واستخدام الطرق المائية، والبرية، والسكك الحديدية، للربط بين بنغلادش والهند، سيُعطي أفراد أمن الهند ومعداتهم فرصة ذهبية للتحرك عبر البلاد، وسيسهل حركة قوات الهند والصين المسلحة نحو بنغلادش، وبذلك تحقق الهند مكاسب استراتيجية هائلة نظراً لقربها من بنغلادش مقارنة مع أي بلد حدودي آخر. ومن ناحية أخرى، فإنّ وصول الصين إلى خليج البنغال دفع بالولايات المتحدة إلى تأمين وجوداً دائماً لها في المنطقة.

لقد استسلم قادة بنغلادش الضعفاء والفاسدون لأهواء الهند والصين والولايات المتحدة، وهذه البلاد الاستعمارية ستمضي قُدماً في السيطرة على الأمة في بنغلادش، وفقاً لرؤيتها الخاصة، وخططها الشريرة تجاه العالم والمنطقة. ولا يليق بالأمة النبيلة التزام الصمت، والقبول بمخططات الدول الكافرة والمستعمرة. إنّ الإسلام وحده الذي يملك البديل الحضاري للعالم، من خلال حكمه بالقرآن والسنة، فعلينا العمل الجادّ لإقامة دولة الخلافة، وتطبيق نظام الحكم الذي ارتضاه الله سبحانه وتعالى لخير أمة.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد حسن الريان
عضو حزب التحرير في بنغلاديش