Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق وزارة الأوقاف المصرية تحجر على إبداع الأئمة والخطباء

الخبر:

قررت وزارة الأوقاف أن تكون خطبة الجمعة المقبلة الموحدة بكل مساجد الجمهورية حول الشباب ودوره في بناء الوطن وذلك في إطار الموضوعات التي تطرحها الوزارة لخطب الجمعة وفق متطلبات المجتمع.

ونبهت الوزارة على أئمتها ضرورة الالتزام بالخطبة الموحدة للحفاظ على استقرار المساجد وإبعادها عن أي صراعات حزبية أو سياسية أو مذهبية. [وكالة الشرق الأوسط للأنباء: 2014/1/2م]


التعليق:

1- إن مثل هذا الإجراء يهدف في المقام الأول إلى وضع مساجد مصر تحت التوجيه الأمني عبر وزير الأوقاف، الذي أمر من قبل بتوجيه لجان مراقبة لرصد أداء المنابر في خطب الجمعة بالاستعانة بأفراد الأمن الوطني (أمن الدولة سابقًا) الذين يملكون حق الضبطية القضائية.

2- لم يُقدم على مثل هذا الإجراء المخلوع مبارك، ولكن يبدو أن قادة الانقلاب يتعلمون من درس 25 يناير وهم حريصون على عدم تكراره مرة ثانية، فقد كانت تخرج المليونات من المساجد بعد صلاة الجمعة بعد أن تستمع لخطب نارية تلهب مشاعر جماهير المصلين وتثيرهم ضد طغيان وظلم السلطة.

3- يبدو أن وزارة الأوقاف حريصة جدا على ألا تتعب أئمة مساجدها، فبعد أن كان العمل الوحيد الذي يقوم به الخطيب هو بذله الوسع في تحضير خطبة الجمعة، مما يستلزم منه البحث والتنقيب في الكتب الإسلامية ليلمّ بموضوع خطبته، فإذا بالوزارة تقول له؛ لا عليك، هون على نفسك فسوف نكفيك مؤنة البحث والتنقيب، فخذ هذه الورقات ورددها كالببغاء على المنبر، حتى لو كان موضوعها لا علاقة له بمشاكل منطقتك أو الحي الذي فيه مسجدك، وهي بهذا تحجر على إبداع أئمة وخطباء المساجد.

4- الحديث عن إبعاد المساجد عن أية صراعات حزبية أو سياسية أو مذهبية هو لذر الرماد في العيون، فالهدف الحقيقي هو إبعاد المساجد عن دورها الحقيقي الذي يجب أن تكون عليه، وهو أن تكون منبرا لإيجاد الوعي العام على الإسلام وعقيدته وأفكاره وأحكامه، وأن يكون لأئمتها دورٌ بارزٌ في فهم الواقع ومعالجته بالأحكام الشرعية، ومن ثم حمل هذا الفهم الصحيح للناس. ولكن يبدو أن وزارة الأوقاف لا يعنيها كل هذا، ورضيت أن تستمر في دورها المرسوم لها من قبل النظام بأن تكرس في المجتمع فكرة فصل الدين عن الحياة.

5- هذا القرار هو استمرار لحزمة القرارات التي أصدرتها الوزارة في ظل الوزير الجديد الذي تم تعينه في 17 تموز/يوليو بعد الانقلاب، وكلها قرارات يقصد منها محاربة كل فكر تغييري في الأمة، ومنع أي إمام قد يُشتمّ منه رائحة الاعتراض على النظام الجديد من طرح أفكاره على المصلين ورواد مسجده.

6- وختاما نقول للسيد الوزير ومساعديه ومن يخطط لهم أن كل قراراتكم تلك لن تثني الأمة عن استكمال طريقها نحو التغيير الحقيقي الذي يضع الإسلام موضع التطبيق في دولة الخلافة الإسلامية التي ستعيد للأمة هيبتها بين الأمم، كما وتعيد للمسجد دوره الريادي في بناء الشخصيات الإسلامية الفذة التي ستغير بهم دولة الخلافة وجه العالم.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
شريف زايد
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر