Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق أيحتفل الصليبيّون بدستورٍ على نهج دستور رسول الله صلى الله عليه وسلّم؟!

 

الخبر:

(1): وكالات أنباء: مشّرعو الدستور العلماني الوضعي في تونس وبحضور قادة الدول الصليبية يحتفلون بدستورهم.

(2): راشد الغنوشي يصف ذلك الدستور الوضعي العلماني بأنّه أعظم دستور عرفه تاريخ تونس وأنّه أعظم دساتير العالم، والأعظم بعد الدستور الذي وضعه الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة المنوّرة.

 

 

التعليق:

المتابع لفكر زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي منذ القديم والمطّلع على كتاباته والمستمع إلى محاضراته وتنظيراته يُدرك أن الرّجل لم يشرّع دستور تونس العلماني بامتياز بفعل ضغط الواقع، أو انحناء للعاصفة كما يظنّ البعض من جماعته أو المبرّرين له.

لقد حقّق الغنوشي في تشريعه ذلك ما يؤمن به حقّاً، من فكرٍ علماني. وصدق الرجل عندما يقول أنّه لم ينادِ بالشريعة يوماً، بل كان دوماً يدعو للديمقراطية والحريات.

ونظرة إلى كتابه “الحريّات العامّة في الدولة الإسلاميّة” وغيرها من الكتب يرى كيف أنّه يجعل السيّادة للفكر العلماني ثمّ يلوي عنق النّصوص ليطوّعها لصالح ذلك الفكر.

وهذا ما يفسّر تمعّر وجهه وامتقاعه بالسّواد عندما تُذكر أمامه الخلافة والشريعة.

وترى الكراهية والاشمئزاز في كلماته وهو يتحدّث عن راية العُقاب، راية التّوحيد، وإمعاناً في كراهيته تلك ينفي حتى وجودها أيّام رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي تاريخ المسلمين الطويل، رغم الأحاديث الصحيحة الواردة في ذلك، وتاريخ تلك الراية الذي يصفعه.

لطالما شنّ الغنّوشي هجوماً – وقد استمعتُ إليه في محاضرة له في مدينة كولونيا في ألمانيا في أواخر الثمانينات من القرن الماضي – على ثلاثة من روّاد وقادة العمل الإسلامي المعاصر، متّهماً فكرهم بالجمود وأنّ فكرهم يمثل عائقاً أمام الحركة والنّهضة الإسلامية. هؤلاء الثلاثة هم: الشيخ أبو الأعلى المودودي، والأستاذ سيّد قطب، والشيخ تقي الدين النّبهاني، رحمهم الله جميعاً، وفي استهداف هؤلاء الأعلام الثلاثة ما يكشف بوضوح عن تموقع الرّجل الفكري.

إذن حُقّ للرّجل أن يحتفل بما وصل إليه، فقد حقّق حلم حياته، لكن السّؤال المحيّر هو: لِمَن سجد الغنوشي شكراً لذلك؟!؟!

ومن جهة أخرى، يجب أن تكون مجنوناً لتصدّق أنّ قادة الصليبية العالمية مثل الرئيس الفرنسي والبرتغالي وزعماء أوروبا يشاركون الغنّوشي ذلك الاحتفال والفرحة، لأنّ ذلك الدّستور على هدي رسول الله صلى الله عليه وسلّم!

وصدق صلى الله عليه وسلم: «إِنْ لَمْ تَسْتَحِي فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ».

لكن لن ننسى أن نكرّر نصيحتنا للغنّوشي، والذي لطالما رفض نصائحنا، أن لا يذهب بعيداً في الفرح، لأنّه سيعلم قريباً أنّ الإسلام عزيزٌ جدّاً على أهل تونس، وأنّهم لن يستبدلوا الذي هو أدنى – العلمانية – بالذي هو خير – الإسلام.

سيكتشف الغنّوشي أنّ وعي الأمّة أكبر من سحره.

وصدق الله العظيم: ﴿إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى﴾

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس إسماعيل الوحواح (أبو أنس) – أستراليا