Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق لا تنخدعوا بما تقوله أفواههم بل انظروا إلى أفعالهم

الخبر:

كشف تقرير للأمم المتحدة قدمه الأمين العام بان كي مون مؤخرا إلى مجلس الأمن الوضع المأساوي الذي يعيشه الأطفال في سوريا، بسبب الحرب الأهلية التي تشهدها البلاد منذ ما يقرب من ثلاث سنوات، بما أسماها “معاناة تعجز الكلمات عن وصفها”. وأدان هذا التقرير ما أسماهم “طرفي الصراع” بارتكاب انتهاكات ضد الأطفال.

 

التعليق:

من اللافت للنظر أن الأمم المتحدة قدمت هذا التقرير في الرابع من شباط/فبراير الحالي مع أنه مؤرخ بتاريخ 27 كانون الثاني/يناير الماضي، وبتزامن مع التحضير للجولة الثانية من مؤتمر جنيف2 والمفترض بدؤها في 10 شباط/فبراير الحالي، وذلك دعما لهذا المؤتمر الأمريكي الصبغة وترويجا لقبوله، فكما قال الإبراهيمي بعد انتهاء الجولة الأولى: “رغم أن الهوة بين الطرفين لا تزال كبيرة إلا أن هناك أرضية صغيرة مشتركة تقوم على 10 نقاط من بينها “رفض العنف والإرهاب” والذي قال عنه “أن كلا من الطرفين يعلن بعباراته أنه يرفضه”. وكان بان كي مون قد قال في تقريره “أنه يجب وضع حد للانتهاكات الآن وأنه يحث جميع أطراف النزاع على أن تتخذ، دون تأخير، جميع التدابير اللازمة لحماية واحترام حقوق جميع الأطفال في سوريا.” وكذلك طالبت المنظمة الألمانية لحماية الأطفال “وورلد فيشين” في بيان لها المجتمع الدولي بممارسة مزيد من الضغط على ما أسمته “طرفي النزاع” في سوريا بهدف حماية الأطفال. مما يشكل فصلا آخر من فصول مؤامرة تشكيل حكومة انتقالية تحتوي على بقايا مرتكبي هذه الفظائع المروعة من النظام القاتل فيها، تمهيدا لتثبيت النظام وجلب بديل مثل بشار وإقامة دولة علمانية عميلة فيها لا تختلف عن سابقتها وذلك للحيلولة دون إقامة دولة إسلامية.

لقد غطى التقرير الفترة من بداية آذار/مارس 2011، حتى 15 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، أي أكثر من ثلاث سنوات. فيا عجبا يا أمة الإسلام، سنوات ثلاث لم يروا خلالها تلك الفظائع سابقا! لم يروا ومنذ الأيام الأولى للثورة الجرائم المتكررة بحق هؤلاء الأطفال من قتل وتعذيب وانتهاك للحقوق إلا الآن! لم يروا أنهم بلا مأوى ولا تعليم إلا الآن! ألم تُرتكب مجزرة الكيماوي في الغوطة ومجزرة حمص وغيرها من المجازر أمام ناظريهم! أليسوا هم من سمح لنظام بشار المجرم بكل هذا! ألم يعطوه المهلة تلو المهلة والهدنة تلو الأخرى من خلال إرسال بعثات متعددة ومفاوضات، مما أعطاه فرصا أكثر لمزيد من التقتيل والتعذيب والإجرام، وكانت النتيجة هذا الوضع المأساوي وأكثر من 10000 طفل شهيد! ومما يثير الاشمئزاز أكثر أن الحكام الرويبضات في البلدان الإسلامية يرتمون أكثر في أحضان أمريكا وأعوانها، وبدل أن يرسلوا جيوشهم لنجدة أهل سوريا وإنقاذهم من حكم الطاغية يرسلون مبعوثين لهم لمؤتمر جنيف 2 وينغمسون أكثر في تلك المؤامرة ضد الإسلام والمسلمين. ثم يتباكون بعد ذلك على حال الشام وأهل الشام.

يا أمة الإسلام ويا أهلنا في الشام:

ألم تتبصروا بعد الدور المشبوه والمتآمر الذي تقوم به الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بشكل لا يقبل أي شك أو تأويل! أليسوا هم أس البلاء! إنهم ليسوا حريصين إلا على مصلحتهم ومنفعتهم رغم ادعائهم حرصهم عليكم وعلى غيركم! ﴿يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ﴾. وها هم بهذا التقرير يساوون بينكم وأنتم الضحية وبين النظام المجرم، ويحمّلون كليكما مسؤولية الوضع المأساوي لأطفالكم والذي وصفه التقرير بأنه يفوق الخيال. إنهم بذلك يريدون إجباركم على القبول بمؤتمر جنيف 2 ومقرراته بادعاء أن هذا ينهي الصراع وبه تنتهي المأساة، فهل أنتم فاعلون! إنهم لا يريدون لكم الخير فلا تركنوا لهم واركنوا إلى الله العزيز الجبار: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُبِينًا﴾.

فلن يقتص لكم من هذا النظام الظالم المجرم ولن ينتقم لهؤلاء الأطفال والثكالى والأرامل واليتامى إلا دولة الخلافة التي ستقطع دابر الظلم والظالمين وتوقف تآمر المتآمرين والطامعين، فاستمروا في المطالبة بها عاليا ولا تضحوا بتلك الدماء الطاهرة التي سالت، ولا تجعلوا تلك الفظائع التي ارتكبت بحقكم وحق أطفالكم تذهب سدى وبلا ثمن بقبولكم بمؤامرة جنيف2 وما يتبعه.

 

 


كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم صهيب الشامي