Take a fresh look at your lifestyle.

تتارستان، وسر العداء الروسي المتجدد الجزء الثالث مسلمو آسيا الوسطى ودعوة الخلافة

 

 

تتارستان، وسر العداء الروسي المتجدد
الجزء الثالث

مسلمو آسيا الوسطى ودعوة الخلافة

انتشرت دعوة الخلافة في أوساط المسلمين في آسيا الوسطى وغيرها من مناطق انتشار المسلمين في روسيا انتشار النار في الهشيم، مما دفع روسيا وبوتينها للخروج عن كل طور، وللمجاهرة في عداء الإسلام، وهم يدركون قرب قيام دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، فما ترك بوتين ولا سياسيو روسيا محفلا إلا وحذروا فيه من دولة الخلافة، ولم يدخروا وسعا في حربها قبل قيامها.

إن أهمية هذه البقعة لدولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة لا يخفى على كل ذي بصر، فلهذه البلاد عمق حيوي باتجاه الشمال الروسي، يخلع قلب روسيا، خصوصا وأن نسبة المسلمين في كل مناطقها لا يستهان بها، وأن هؤلاء المسلمين يتعطشون لعزة دينهم، ولا أدل على ذلك من البطش الشديد الذي يمارسه الروس عليهم لشدة خوفهم من إسلامهم.

كما أن لهذه المناطق الإسلامية من العمق الحيوي باتجاه الجنوب الشرقي مع الصين، وهي التي تحوي من البلاد الإسلامية ما لا يخفى أيضا، فالإسلام يشكل التهديد الحقيقي القادر على قلب المنطقة جيوسياسيا.

كما أن لهذه البلاد عمقا حيويا باتجاه الجنوب مع شبه القارة الهندية، ولا يخفى أن تلك المنطقة مشحونة بالمسلمين سواء في الهند أو باكستان أو أفغانستان أو إندونيسيا وغيرها.

أيضا فإن لهذه البلاد عمقا حيويا باتجاه الجنوب الغربي مع إيران وتركيا في الجنوب، ولديها أهمية استراتيجية بالغة تتمثل في العمق الحيوي لكامل منطقة بحر قزوين باتجاه الغرب.

وكما ذكرنا في البداية، فإن في هذه البلاد من الصناعات الثقيلة، وحقول البترول الغنية، والمعادن والزراعة والموارد المائية ما يجعلها من أغنى بلاد العالم.

لهذا فإن هذه المنطقة تكاد تكون بيضة القبان في زلزال الدولة الإسلامية إذ يعصف بالعالم، فينتشر انتشار النار في الهشيم.

تاريخ حافل بالعطاء وزاخر بالعلماء

إن تاريخ المسلمين في آسيا الوسطى والقوقاز، وفي تلك البقع حافل بالعطاء والجهاد ونصرة الإسلام والمسلمين، فقد جادوا على الأمة الإسلامية بنوابغ العلماء، وجحافل المجاهدين، وساهموا في نشر الإسلام في أصقاع المعمورة، وهم الآن جزء لا يتجزأ من هذه الأمة الإسلامية.

وإن لهؤلاء المسلمين من الطبيعة المعطاءة ما لا يجهله إلا جاهل، فعلى مستوى النوابغ العلماء، جادت هذه الأمة التي كانت امتدادا لما يسمى ما وراء النهر، على أمتها الإسلامية بمئات العلماء الجهابذة، فإلى سمرقند ينتسب أبو منصور الماتريدي، الفقيه المتكلم المشهور، ونصر بن محمد بن إبراهيم السمرقندي المفسر، وعلاء الدين السمرقندي، ومن بخارى خرج الإمام البخاري، وابن سينا، ومن ترمذ خرج محمد بن أحمد بن نصر الترمذي الشافعي، والحكيم الترمذي، ومن خوارزم خرج البيروني أبو الريحان، والخوارزمي عالم الرياضيات، وأبو القاسم الزمخشري، ومن مرو كان إبراهيم المروزي، والقفال المروزي، ومحمد بن أحمد المروزي، ومن نسا خرج النسائي، وابن زنجويه، والقائمة تطول بمن جادت بهم هذه البقاع الغالية على قلوبنا من جهابذة العلماء والمفكرين والفقهاء والمحدثين الذين ما زالت أياديهم بيضاء على الأمة الإسلامية، وقد أشار ظهير الدين بابر (عاش في القرن السادس عشر)، في مذكراته بصدد مزايا بلاد خراسان (ما وراء النهر)، إلى أنه “لم يظهر في أي بلد علماء مسلمون بعدد العلماء مما وراء النهر”. وفي الحقيقة، إن ما وراء النهر موطن علماء المسلمين البارزين.

ومن طبيعة هؤلاء المسلمين الإخلاص والصلابة في الانتصار للإسلام، وما صلابة عود الشيشان في حربهم ضد الروس عنا ببعيد، لذلك فهم أهل حرب وأهل عزيمة، وكانت حواضرهم حواضر للإسلام شامخة على مدار القرون.

لذلك فإن مثلَ هؤلاء يخشاهم الروسُ.

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو مالك

 

 

 

لقراءة الجزء الأول اضغط هنــــا
لقراءة الجزء الثاني اضغط هنــــا
لقراءة الجزء الرابع اضغط هنــــا
لقراءة الجزء الخامس اضغط هنــــا

2014_02_15_Art_Tatarstan_and_the_Russian_Hostility_P3_AR_OK (1).pdf