Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق هل ستصبح السعودية دولة بوليسية


الخبر:

نشرت ﻭﻛﺎﻟﺔ ﺍﻷﻧﺒﺎء ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ بتاريخ 2014/2/4م البيان الملكي ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﺬﻳﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻟﻠﺠﻬﺎﺩ أو تأييد ﺍلإﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻮﺍﻓﺪﺓ، ﻭﻣﻤﺎ ﺟﺎء ﻓﻴﻪ:

أولاُ: ﻳﻌﺎﻗﺐ ﺑﺎﻟﺴﺠﻦ ﻣﺪﺓ ﻻ ﺗﻘﻞ ﻋﻦ ﺛﻼﺙ ﺳﻨﻮﺍﺕ، ﻭﻻ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ، ﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﺭﺗﻜﺐ ­ ﻛﺎﺋﻨﺎً من كان – أياً ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﻵﺗﻴﺔ: 1­ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﻗﺘﺎﻟﻴﺔ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ، ﺑﺄﻱ ﺻﻮﺭﺓ ﻛﺎﻧﺖ، ﻣﺤﻤﻮﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺻﻴﻒ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﺩﻳﺒﺎﺟﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ. 2­ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎء ﻟﻠﺘﻴﺎﺭﺍﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ­ ﻭﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﻜﻤﻬﺎ ­ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ المتطرفة أو المصنفة كمنظمات إرهابية داخلياً أو إقليمياً أو دولياً، أو تأييدها أو تبني فكرها أو منهجها بأي ﺻﻮﺭﺓ ﻛﺎﻧﺖ، ﺃﻭ ﺍﻹﻓﺼﺎﺡ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻌﺎﻃﻒ ﻣﻌﻬﺎ ﺑﺄﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻛﺎﻧﺖ، ﺃﻭ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺃﻱ ﻣﻦ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻱ ﻟﻬﺎ، ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺾ ﻋﻠﻰ ﺷﻲء ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺸﺠﻴﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺮﻭﻳﺞ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ ﺃﻭ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺑﺄﻱ ﻃﺮﻳﻘﺔ.

 

ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﺮﺗﻜﺐ ﺃﻱ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻨﺪ ﻣﻦ ﺿﺒﺎﻁ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ، ﺃﻭ ﺃﻓﺮﺍﺩﻫﺎ، ﻓﺘﻜﻮﻥ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻣﺪﺓ ﻻ ﺗﻘﻞ ﻋﻦ ﺧﻤﺲ ﺳﻨﻮﺍﺕ، ﻭﻻ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻦ ﺛﻼﺛﻴﻦ ﺳﻨﺔ. ﺛﺎﻧﻴﺎ: لا يخل ما ورد في البند (أولاً) من هذا الأمر بأي عقوبة مقررة شرعاً أو نظاماً.

 

التعليق:

قال تعالى: ﴿كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ﴾ [المائدة: من الآية 64]

ﻓﻤﻨﺬ ﺃﻥ ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﺜﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺃﺧﺬ حكام ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻳﺘﺤﺴﺴﻮﻥ ﻛﺮﺍﺳﻴﻬﻢ ﻭﻳﺒﺬﻟﻮﻥ ﻛﻞ ﺟﻬﺪ ﻹﺣﺒﺎﻁ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺜﻮﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻡ اكتمالها ﻷﻥ ﻧﺠﺎﺣﻬﺎ ﺳﻴﻌﻨﻲ ﺣﺘﻤﺎ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺣﻜﻤﻬﻢ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻭﺍﻟﻘﻬﺮ ﻭﺍﻟﺒﻌﻴﺪ ﻋﻦ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻛﻤﺎ هي ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻓﻲ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻷنظمة. ﻓﺎﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺿﻲ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻘبل ﺃﺣﺪ ﻣﺠﺮﻣﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺯﻳﻦ ﺍﻟﻌﺎﺑﺪﻳﻦ، ولا ننسى أن السعودية حاولت بكل إمكانياتها دعم حسني مبارك ليبقى جاثما على صدور المسلمين في الكنانة، وكذلك ﺩﻋﻤﺖ ﻋﻠﻲ ﻋﺒد اﷲ ﺻﺎﻟﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ، ﺃﻱ ﺃﻧﻬﺎ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺗﻘﻒ ﻣﻊ ﺍﻟﻈﺎﻟﻢ ﻭﺍﻟﻈﺎﻟﻤﻴﻦ، ﻭﺿﺪ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ. ﻭﻇﻬﺮ ﺫﻟﻚ ﺟﻠﻴﺎ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﺑﻌﺪ ﺍلاﻧﻘﻼﺏ ﻭﺗﺄﻳيد ﺍﻟﺴﻴﺴﻲ ﻭﻓﺘﺢ ﺧﺰﺍﺋﻦ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻟﻪ ﻟﺪﻋﻢ ﺍلاﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻤﻨﻬﺎﺭ، ﻓﻜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺃﻭﺟﺪﺕ ﻭﻋﻴﺎ ﻟﺪﻯ شعب الحرمين المحب لدينه والذي يعد نفسه جزءاً من الأمة الإسلامية، ﻓﺄﺻﺒﺢ ﻳﺪﺭﻙ ﺃﻥ ﺣﻜﻮﻣﺘﻪ ﺿﺪ ﻛﻞ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺑﻪ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺿﺪ ﻛﻞ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﻋﻮﺩﺓ ﻣﺠﺪﻫﺎ، ﻭﺃﺩﻯ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﺣﺪﻭﺙ ﺍﻧﻔﺼﺎﻝ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺤﺮﻣﻴﻦ ﻭﻗﻴﺎﺩﺗﻪ ﺍﻟﻌﻤﻴﻠﺔ ﻟﻠﻐﺮﺏ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ ﺍﻟﻤﻨﻔﺬﺓ ﻟﻤﺨﻄﻄﺎﺗﻪ ﻭﺳﻴﺎﺳﺎﺗﻪ. ﻭﺃﺻﺒﺢ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﺟﻠﻴﺎ ﻻ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﻛﺜﻴﺮ ﺇﻣﻌﺎﻥ نظر، ﻓﺼﺮﻧﺎ ﻧﺴﻤﻊ ﻋﻦ ﻋﻠﻤﺎء ﻳﻮﻗﻌﻮﻥ ﺑﻴﺎﻧﺎﺕ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﻟﺘﻮﺟﻪ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﺃﺣﺪﺍﺙ ﻣﺼﺮ، ﻭﺗﻜﻠﻢ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻄﺒﺎء ﻋﻦ ﺃﺣﺪﺍﺙ ﻣﺼﺮ، ﻭﻭﺻﻔﻮﻫﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻫﺠﻤﺔ ﺷﺮﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠمين، ﻏﻴﺮ ﺁﺑﻬﻴﻦ ﺑﺮأﻱ ﺁﻝ ﺳﻌﻮﺩ ﻭﻣﻮﻗﻔﻬﻢ.

 

ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻧﻜﺸﻔﺖ ﻷﻫﻞ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺤﺮﻣﻴﻦ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻣﻮﻗﻒ ﺁﻝ ﺳﻌﻮﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺎﻡ، ﻓﺒﻌﺪﻣﺎ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﺟﺎﺭﻓﺎ ﻧﺤﻮ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺑﻨﺎء ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﺓ، ﻋﻤﺪ ﺁﻝ ﺳﻌﻮﺩ إﻠﻰ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ ﻓﻲ ﺟﻨﻴﻒ2 ﻟﻠﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺭﻃﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﻮﻑ ﺗﻄﻴﺢ ﺑﺤﻜﻤﻬﻢ ﺍﻟﻌﻤﻴﻞ. ﻭﻟﻢ ﺗﻘﺘﺼﺮ ﺍﻟﻔﺠﻮﺓ ﺑﻴﻦ أبناء ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺤﺮﻣﻴﻦ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﻴﻦ ﻭﺁﻝ ﺳﻌﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺎﺳﺘﻬﻢ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﻓﺤﺴﺐ، ﺑﻞ إﻥ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻹﻋﻼﻡ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ، ﺗﻠﻘﻰ ﺳﺨﻄﺎ ﻭﺍﺳﻌﺎ ﻭﺭﻓﻀﺎ ﺑﺎﺗﺎ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎء ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺍﻟﻤﺤﺐ ﻟﺪﻳﻨﻪ ﻭﺃﺣﻜﺎﻣﻪ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﺣﺎﻭﻝ ﺁﻝ ﺳﻌﻮﺩ ﻣﻨﺬ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﻨﺔ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻓﻲ ﺧﻄﺐ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﻭﺍﻟﺪﺭﻭﺱ ﻭﺍﻟﻨﺪﻭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ ﻭﺍﻹﺫﺍﻋﻴﺔ.. على ﻭﺍﺟﺐ ﻃﺎﻋﺔ ﻭﻟﻲ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﻋﺪﻡ ﺟﻮﺍﺯ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺭﺑﻂ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﺠﻬﺎﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺎﻡ، ﻟﻜﻦ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻭﺣﺎﺕ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﺗﺠﺪ ﺁﺫﺍﻧﺎ ﺻﺎﻏﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ، ﻓﺎﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻓﻲ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺤﺮﻣﻴﻦ ﺃﺻﺒﺤﻮﺍ ﻳﺪﺭﻛﻮﻥ ﺃﻥ ﺁﻝ ﺳﻌﻮﺩ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﻨﻴﻴﻦ ﺑﻨﺼﺮﺓ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺃﻭ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻣﻊ ﻗﻀﺎﻳﺎﻫﻢ، ﻭﻏﻴﺮ ﻣﻌﻨﻴين ﺑﻨﺼﺮﺓ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪﻳﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﺑﻞ إن ﻣﺎ ﺗﻈﺎﻫﺮﻭا ﺑﻪ ﻣﻦ ﺩﻋﻢ ﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺘﻬﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺇﻻ ﺗﻨﻔﻴﺬﺍ ﻷﻭﺍﻣﺮ ﺃﺳﻴﺎﺩﻫﻢ، ﻭﺳﻌﻴﺎ ﻟﺘﻌﻄﻴﻞ ﺃﻱ ﺣﻞ ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺤﺮﻣﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻋﻈﻢ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻭﻣﺎ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺷﺄﻥ ﻋﻈﻴﻢ ﺑﻨﺺ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺴﻴﻮﻃﻲ ﻭﺍﻟﻄﺒﺮﺍﻧﻲ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «عقر دار الإسلام بالشام»، وغيرها من النصوص، ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﺎﺭﺿﻬﺎ ﺁﻝ ﺳﻌﻮﺩ ﺑﺘﺼﺮﻓﺎﺗﻬﻢ ﻭﻣﻮﺍﻗﻔﻬﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ، ﺿﺎﻋﻔﺖ ﺍﻟﻔﺠﻮﺓ ﺑﻴﻦ ﺃﺑﻨﺎء ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺤﺮﻣﻴﻦ ﻭﻧﻈﺎﻡ ﺁﻝ ﺳﻌﻮﺩ ﺃﺿﻌﺎﻓﺎ فوق أضعاف..

ﻛﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻠﻜﻲ ﺑﺄﺳﺒﻮﻋﻴﻦ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺗﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻲ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﺑﻤﻮﺍﻗفه ﺍﻟﻤﻮﺍﻟﻴﺔ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ ﺍﻧﺘﻘﺪ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻻﺫﻋﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎء ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺪﻋﻮﻥ ﻟﻠﺠﻬﺎﺩ ﺑﺎﻟﺸﺎﻡ ﻭﺍﺗﻬﻤﻬﻢ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻳﻐﺮﺭﻭﻥ ﺑﺎﻟﺸﺒﺎﺏ، ﺛﻢ ﺻﺪﺭ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺑﻨﻔﺲ ﻟﻬﺠﺔ ﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﺍﻟﺒﻠﻄﺠﻴﺔ.

ﺇﻥ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺩﻻﻻﺕ ﻋﺪﺓ ﺃﺑﺮﺯﻫﺎ:

ﺃﻭلا: ﺍﻟﺘﺨﺒﻂ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ.

ﺛﺎﻧﻴﺎ: ﺗﻤﺎﺷﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻣﻊ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﻣﺤﺎﺭﺑﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ (ﺗﺤﺖ ﻣﺴﻤﻰ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ) ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ، ﻣﺜﻠﻬﺎ ﻣﺜﻞ ﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ العلمانية والغربية.

ﺛﺎﻟﺜﺎ: ﺍﻟﺨﻮﻑ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺨﻠﺼﻴﻦ ﻓﻲ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺤﺮﻣﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺴيئ ﺇﻟﻰ ﻭﺍﻗﻊ ﻋلى ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻭﻗﺪ ﺷﻌﺮ ﺁﻝ ﺳﻌﻮﺩ ﺑﺎﻟﻬﺰﺍﺕ ﻭﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﻠﺼﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺰﻟﺰﻝ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﻦ ﺗﺤﺖ ﺃقدامهم.

ﺭﺍﺑﻌﺎ: ﺗﻮﺟﻴﻪ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺗﻬﺪﻳﺪ ﻭﻭﻋﻴﺪ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﻟﻠﻤﺨﻠﺼﻴﻦ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎء ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺤﺮﻣﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﺗﺄﺧﺬﻫﻢ ﻓﻲ ﺩﻳﻦ ﺍﷲ ﻟﻮمة ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ، ﻓﻴﺤﺪﺛﻮﻥ ﺑﻤﺎ ﻳﻤﻠﻴﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﻳﻤﺎﻧﻬﻢ ﺭﻏﻢ ﺃﻧﻒ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻱ.

ﺧﺎمسا: ﺇﻧﺬﺍﺭ ﻭﺗﺨﻮﻳﻒ ﻋﻮﺍﻡ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﻤﺤﺒﻴﻦ ﻟﺪﻳﻨﻬﻢ ﻭﺃﻣﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻞ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺤﺮﻣﻴﻦ، ﻟﻠﺘﻀﻴﻴﻖ ﺣﺘﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺎﻋﺮﻫﻢ ﻭﺗﻌﺎﻃﻔﻬﻢ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﻤﻈﻠﻮﻣﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻭﻛﺄن ﺍﻟﺬﻱ ﺻﺎﻍ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻟﻴﺲ ﻣﺴﻠﻤﺎ ولا يشعر بما يشعر به أي مسلم.

ﺳﺎﺩﺳﺎ: ﻓﺸﻞ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﺤﺮﻛﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﺑﺎﻟﻔﻜﺮ ﻭﺍﻟﺘﺸﻮﻳﻪ ﻭﺍﻹﻋﻼﻡ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﺑﺮ، ﻭﺣﺘﻰ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﻻﺕ والملاحقات ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ، ﻓﺠﺎء ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺑﻠﻬﺠﺔ ﻭﻗﺤﺔ ﻭﺑﺄﺳﻠﻮﺏ ﺑﻠﻄﺠﻲ ﻟﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﻭﻗﻔﻬﺎ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺪ ﻭﺍﻟﻮﻋﻴﺪ..

ﻭﺃﺧﻴﺮﺍ: ﻳﺪﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺑﺸﻜﻞ ﻭﺍﺿﺢ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺁﻝ ﺳﻌﻮﺩ ﻳﺪﺭﻛﻮﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺃﻱ ﻭﻗﺖ ﺳﺎﺑﻖ ﺃﻥ ﺣﻜﻤﻬﻢ ﻓﻲ ﺧﻄﺮ، ﻭﺃﻧﻬﻢ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﻓﻌﻞ ﺃﻱ ﺷﻲء ﻹﻧﻘﺎﺫ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﺰﺍﺋﻞ ﻻ ﻣﺤﺎﻟﺔ..

ﻭﻋﻠﻴﻪ، ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻣﻄﻤﺌﻨﻮﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺨﻠﺼﻴﻦ ﻓﻲ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺤﺮﻣﻴﻦ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﻴﻦ، ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻧﺬﺭﻭﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ لله ﻻ ﺳﻮﺍﻩ، ﻟﻦ ﺗﺜﻨﻴﻬﻢ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﻋﻦ ﻣﻮﺍﺻﻠﺔ ﻋﻤﻠﻬﻢ ﺍﻟﺠﺎﺩ ﻻﻗﺘﻼﻉ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻭﺇﻗﺎﻣﺔ ﻧﻈﺎﻡ ﻳﺮﺗﻀﻴﻪ ﷲ ﻭﻳﻬﻨﺄ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﺴلمون، ﻭﻧﺒﺸﺮﻫﻢ ﺃﻥ ﷲ ﻣﻌﻬﻢ ﻭﺳﻴﺒﺪﻟﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﺧﻮﻓﻬﻢ ﺃﻣﻨﺎ..

 

﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لِيَسْتَخْلِفُنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ﴾ [النور: 55]

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد بن إبراهيم – بلاد الحرمين الشريفين