Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق رئيس الحكومة الليبي المؤقت يستغيث بالمجتمع الدولي لجمع السلاح فهو كالمستجير من الرمضاء بالنار

 

الخبر:

(قال رئيس الحكومة الليبية المؤقتة علي زيدان إنه طلب تدخل المجتمع الدولي لجمع السلاح في ليبيا والإشراف على عملية إتلافه، في حين أعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن قلقها البالغ من استمرار أعمال العنف هناك وذلك بعد اغتيال سبعة مصريين بشرق البلاد.) الجزيرة

 

 

التعليق:

من الملاحظ المحسوس أن كل الدول التي جرى فيها ثورات تعيش أزمة أمنية. فما السبب في ذلك؟ وما هو العلاج؟

إن الأزمة الأمنية ليس سببها انتشار السلاح، فالسلاح منتشر في المجتمع الأميركي، ولم تَشْكُ الإدارة الأميركية من أزمة أمنية داخلية، ولم تطلب مساعدة من الخارج لجمع السلاح. كما أن كثيرًا من المجتمعات الأوربية ينتشر فيها السلاح ولم يحصل بها أزمة أمنية داخلية بسبب ذلك. أما ربط الأزمة الأمنية بانتشار السلاح فهو تضليل وخداع للناس.

إن الأزمة الأمنية التي تعيشها ليبيا وتونس واليمن ومصر وسوريا والعراق سببها واحد؛ وجود نفوذ للدول الكافرة – أميركا وبريطانيا وفرنسا وروسيا -. فبعد أن قامت الشعوب بالثورات لتغيير الأوضاع، حرصت الدول الكافرة على خلق الأزمات في هذه البلاد، حتى تتدخل بها وتحافظ على نفوذها فيها، ومن هذه الأزمات الأزمة الأمنية. فمن المشاهد أن التفجيرات والمفخخات والاغتيالات تحولت إلى حرب ولم تعد حوادث هنا هناك. ومن المحسوس أن جميع الدول التي تشهد حرب التفجيرات والتفخيخات والاغتيالات لا تستطيع أن تضع يدها على طرف خيط يرشد إلى الفاعل. ومن المشاهد المحسوس كذلك أن معظم التفجيرات تنسب إلى الجماعات الإسلامية بتهمة الإرهاب؛ وهذا يعني أن هذه التفجيرات والتفخيخات والاغتيالات تخدم الدول الكافرة من عدة وجوه. وعليه فإن ربط الأزمة الأمنية بانتشار السلاح تضليل، وطلب رئيس الحكومة الليبية المساعدة من المجتمع الدولي، المتألف من الدول الكافرة ذات النفوذ في بلاد المسلمين، خداع. وإن الأزمة الأمنية التي تعيشها ليبيا وغيرها من بلاد المسلمين سببها وجود نفوذ لدول الكفر في بلاد المسلمين.

وإن رئيس الحكومة الليبية حين يطلب من هذه الدول المساعدة لضبط الأمن، فهو كالمستجير من الرمضاء بالنار. لأن الله سبحانه قد بين لنا حقيقة الدول الكافرة بأنها دول عدوة وليست صديقة حيث قال سبحانه: ﴿وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُّبِينًا﴾. كما حذرنا الله سبحانه وتعالى من اتخاذهم بطانة لأنهم حريصون على إيصال الضرر إلينا ويعملون على أن نعيش الضنك والشقاء، قال سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ﴾. وقد بين الله سبحانه لنا أنهم لا يتمنون الخير لنا ولا يريدون لنا إلا الشر، قال جل من قائل: ﴿مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾. وفوق هذا فقد بين الله سبحانه وتعالى أن عهود الكافرين كلها خداع ومراوغة مع المسلمين وليس لهم وفاء بالعهد مع المسلمين، قال سبحانه: ﴿كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَىٰ قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ﴾. فهل بعد قول الله قول؟!

أما العلاج فهو يتلخص في كلمتين؛ التخلص من نفوذ الكفر وإقامة الخلافة. وهذا العلاج ليس خيالا ولا مستحيلا؛ لأن الله قد أمرنا بذلك. وما علينا إلا أن ندرك أن الفرصة للتخلص من نفوذ الدول الكافرة وإقامة الخلافة أقرب من أي وقت مضى؛ فتصريح رئيس الحكومة المؤقت يدل على عجز وضعف أمام الثوار، ويدل على أن الثوار قوة تفوق قوة السلطة. وهذا يجعل التخلص من نفوذ الكافر اليوم، ليس مستحيلا وإقامة الخلافة ليس عسيرا، إذا أدرك الثوار الصادقون هذا الأمر. وما يجب عليهم هو؛ التقدم إلى بنغازي وطرد الحكومة المؤقتة وطرد أجهزة المخابرات الأميركية والبريطانية والفرنسية والروسية، كما يجب طرد جميع خبرائهم في الجيش والشرطة وغيرها، ويجب إغلاق سفاراتهم وإلغاء جميع المعاهدات الأمنية والاقتصادية معهم. أما إقامة الخلافة فإن كان الثوار الصادقون في ليبيا يقصر علمهم عن تصور الخلافة ودستورها وأجهزتها، ويقصر فهمهم عن كيفية سياسة الرعية وعن واقع السياسة الدولية وكيفية السير في الأمة لتوحيد بلاد المسلمين في دولة واحدة تحت ظل الخلافة، وكيفية حمل الإسلام رسالة رحمة للعالم بالدعوة والجهاد، إن قصر علمهم وفهمهم عن هذا، فالواجب عليهم أن يسلموا قيادتهم لحزب التحرير ويعملوا معه، ليقوم بهذا الدور الذي نذر له نفسه وأعد له عدته وجهز له مستلزماته على مدى أكثر من ستة عقود.

﴿إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس عبد اللطيف الشطي