Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق علمانيو مصر ينعقون بما لا يفهمون

الخبر:

قال الدكتور سيد القمني، المفكر السياسي، أن الإسلام لا يؤسس لدولة أو نظام حكم، مستشهدًا في كلامه بكتب الشيخ علي عبد الرازق الذي أكد في كتبه أن الإسلام جاء بعبادات ومعاملات ولم يأت بشكل دولة إسلامية كما يدعي الإخوان والسلفيون. وأضاف القمني خلال ندوة بمقر حزب المصريين الأحرار: “مقولة الإسلام يصلح لكل زمان ومكان خاطئة والإسلام به ما يصلح وما لا يصلح لكل زمان ومكان ويصلح لزمان بعينه فقط.” [اليوم السابع 2014/3/1م].

 

التعليق:

1- يبدو أن العلمانيين في مصر وغيرها من بلاد المسلمين لا يقرأون إلا ما يوافق هواهم، وإذا قرأوا غيره لا يفهمون. فما مل هؤلاء المضبوعون من الاستشهاد على كلامهم المتهافت – الذي تجاوزته الأمة من زمن بعيد – بكلام الشيخ المطرود من زمرة العلماء علي عبد الرازق لينكروا أن الإسلام قد أسس دولة ولديه نظام حكم فريد لا يشبهه أي نظام في العالم.

لقد كُتبت العديد من الكتب الرائعة في تفنيد حجج علي عبد الرازق في كتابه “الإسلام وأصول الحكم”، منها كتاب نقض كتاب الإسلام وأصول الحكم للشيخ الجليل محمد الخضر حسين، وكتاب “حقيقة الإسلام وأصول الحكم” للشيخ محمد بخيت المطيعي مفتي الديار المصرية، وكتاب الطاهر بن عاشور الذي سماه “نقد علمي لكتاب” الإسلام وأصول الحكم”. ولكن هؤلاء العلمانيين لا يكادون يفقهون حديثا.

2- نعم قد حدد الإسلام شكل الدولة الإسلامية، وهذه حقيقة شرعية تضافرت النصوص الشرعية على تأكيدها، ويشهد على ذلك حقيقة تاريخية امتدت أكثر من ثلاثة عشر قرنا، ولكن العلمانيين لهم عيون لا يبصرون بها. وهذه الحقيقة ليست ادعاءً للإخوان والسلفيين أو غيرهم، بل هي الحق ولكن أكثرهم للحق كارهون.

3- يتكلم هذا الرجل بصلف وغرور شديدين وكأنه ينتقد مبدأ بشريا، أو كتابا أدبيا، وهو جريء على الحق، بوق للباطل، وهذا الذي قاله في تلك الندوة هو شيء قليل من تطاوله على الإسلام ونبيه صلى الله عليه وسلم، ونظرة عابرة في كتابه “الحزب الهاشمي” الذي نال به جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية سنة 2009م، نرى أن الرجل ينعق بما لا يفقه، وما هو إلا متطاول على الإسلام وشريعته، يعيش في أوهام الجدلية الماركسية التي أكل عليها الدهر وشرب، ففكرة النبوة بالنسبة له هي فكرة مخترعة من البشر، وأن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) ما هو إلا رجل، بحث ليكون زعيماً على العرب، وأنه أخذ أفكاره من جده عبد المطلب.

4- نعم الإسلام صالح ومصلح لكل زمان ومكان، فالشريعة الإسلامية تعالج مشاكل الإنسان في جميع الأزمنة والأمكنة بأحكامها، وتتسع لمعالجة كافة مشاكل الإنسان مهما تجددت وتنوعت، لأنّها حين تعالج مشاكل الإنسان إنّما تعالجه بوصفه إنساناً لا بأي وصف آخر.

والإنسان في كل زمان ومكان هو الإنسان في غرائزه وحاجاته العضوية لا يتغير أبدًا، فكذلك أحكام معالجاته لا تتغير والمتغير هو أشكال حياة الإنسان، وهذه لا تؤثر على وجهة نظره في الحياة. أما ما يتجدد من مطالب متعددة للإنسان فهو ناجم عن تلك الغرائز والحاجات العضوية، وقد جاءت الشريعة واسعة لمعالجة هذه المطالب المتجددة والمتعددة مهما تنوعت ومهما تغيرت أشكالها.

﴿وَمَنْ يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ [الأنفال: 13]




كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
شريف زايد
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر