Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق هذا ما يعدكم به مهدي جمعة


الخبر:

ظهر مهدي جمعة رئيس الحكومة – بعد شهر من تولّيه مهامه – في لقاء تلفزيوني بث يوم الاثنين 3 مارس/آذار 2014 على جلّ القنوات التونسية للحديث عن برنامجه السياسي والاقتصادي. ومن أهم ما جاء في كلامه:

– أنّ الوضع الاقتصادي كارثيّ وأصعب مما كنا نتوقّعه.

– الهدف الرئيسي لحكومته هو القضاء على الإرهاب وتحييد المساجد ومراجعة التعيينات.

– أصبحنا نقترض للاستهلاك.

– منذ الثورة اقترضنا ما يقارب 25 ألف مليار أي ما يقارب ميزانية الدولة التونسية ذهبت كلّها للاستهلاك وخلاص الأجور.

– سنفتح صندوق اكتتاب في ميزانية الدولة لفسح المجال للمواطنين للمشاركة في إنعاش الاقتصاد.

– لن يكون هناك انتدابات إضافية في الوظيفة العمومية فالدولة لم تعد قادرة على الاستيعاب.

– المؤسسات العموميّة التي لن تنقذ نفسها سيتمّ بيعها.

– اللجوء لإجراءات قاسية من خلال رفع الدعم عن المواد الأساسية.

– القيام بعديد من الزيارات للدول الصديقة والشقيقة من أجل طلب مساعدات.

 

التعليق:

من المعلوم أنّ هذه الحكومة والتي تمّ تعيين رئيسها – عبر إملاءات خارجية وتحديدا صندوق النقد الدولي والاتحاد الأوروبيّ، هذا إضافة إلى إجراء اختبار نفسيّ – تقنيّ له ببريطانيا قبل تعينه – قد تمّ رسم خطّ سيرها.

لقد أطنب جمعة في الحديث عن الإرهاب “الوصفة السحريّة” لتمرير كلّ المشاريع وأردفه بمسألة تحييد المساجد، ثمّ الصعوبات التي وجدها في التعيينات الأخيرة موهما أنّها الشغل الشّاغل لأفراد هذا الشعب الذي ذاق الويلات من ارتفاع الأسعار وضعف المقدرة الشرائية، فإذا بجمعة يبشّره بإجراءات قاسية ومؤلمة سيتحمّل وزرها.

كما واصل جمعة تباشيره بالإقرار عن وقف الانتدابات بالوظيفة العمومية، إضافة إلى تخلّي الدّولة عن دورها في دعم المؤسّسات العموميّة التي تعجز عن تسيير أمورها وذلك ببيعها.

إنّ دولة رهنت البلاد بقروض صندوق النقد الدوليّ لهي عاجزة عن رعاية شؤون أبنائها بل نجدها قد تحوّلت لدولة جباية تمتصّ دماء شعبها لينعم به أصحاب رؤوس الأموال وشركات النّهب الدولي.

ولسائل أن يسأل:

لماذا لم نسمع مهدي جمعة يتحدّث عن الثروات الطبيعيّة من بترول وغاز وفوسفات وملح وغيرها الذي تنهبه الشركات المتعدّدة الجنسيّات؟؟

أين الأموال التي سرقها بن علي وأصهاره (23 ألف مليار) والتي وعد باسترجاعها؟

لماذا لم يتمّ محاسبة الفاسدين ومصّاصي دماء الأبرياء؟

ألم يكن من الأولى اللّجوء إلى الضغط على مصاريف المجلس التأسيسي – صرف عليه أكثر من 120 مليار من أجل كتابة دستور كفريّ يباع في الأكشاك وعلى الأرصفة في الشارع بدينارين – والتقليص من ميزانيّة بعض الوزارات التي لا تقدّم أيّ مردود؟

إذن هذا ما وعد به مهدي جمعة – الخادم الأمين والمطيع لأسياده -.

وحريّ بهذا الشعب المسلم الذي كانت له مكرمة انطلاق شرارة الثورة على الظلم والاستبداد ألّا تنطلي عليه مثل هذه الألاعيب فيعمل جاهدا على قلع هؤلاء العملاء ووضع يده مع أبنائه المخلصين من أجل تحكيم شرع ربّه وإقامة دولته – دولة تحقق الرعاية والكفاية والرفاه لأبنائها – فتعمل على قلع نفوذ الكافر المستعمر من بلاد المسلمين وتسترجع ثرواتها المنهوبة وتحمل الإسلام رسالة نور وضياء إلى العالم.

قال تعالى: ﴿يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ ۖ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُ‌ورً‌ا﴾.

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الأستاذ محمد علي بن سالم
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في تونس