Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق حق تقرير المصير أكذوبة سياسية وضد المسلمين

الخبر:

أكد المتحدث باسم الخارجية الألمانية أن نتائج الاستفتاء الذي سينظم الأحد في القرم حول الانضمام لروسيا أو الانفصال عن أوكرانيا لن يكون لها قيمة…


التعليق:

1- لقد تغنى الغرب طويلا ببعض المفاهيم والأفكار البراقة التي خدعت شعوبهم ردحا من الزمن؛ حيث أوهموا شعوبهم أن هذه الأفكار والمفاهيم إنما هي مرجعية السياسة الخارجية للدول الكبرى، وهي تلك الشعارات التي نادت بها الثورة الأمريكية التي اكتوت بنار الاستعمار الأوروبي آنذاك، والتي انقلبت عليها السلطة المركزية الأمريكية لتجهض ما سمي بمبادئ الثورة الأمريكية داخليا وخارجيا؛ أما داخليا فلقد قامت بما يسمى الحرب الأهلية لتفرض سيطرتها على الأقاليم الجنوبية الزراعية لمصلحة الأقاليم الشمالية الصناعية، ولم تقبل بحق تقرير المصير لشعوب تلك الأقاليم بل قامت بحرب إبادة لتلك الشعوب، وأما خارجيا فقد استعملت أمريكا هذا الشعار من أجل استعمار الدول والشعوب، فكان لزاما عليها أن تخرج المستعمر القديم وتتذرع بأفكار براقة مثل حق تقرير المصير واستقلال الشعوب واحترام إرادة الشعوب حتى تخرج فرنسا وبريطانيا لتحل هي محلها؛ لذلك كانت أكذوبة المناداة بحق تقرير المصير داخليا وخارجيا بادية لأولي الفهم والعقل.

2- إن ما يسمى بحق تقرير المصير لم يكن هدفا بحد ذاته للغرب وإنما كان أسلوبا استعماريا من أجل التدخل في الدول والشعوب؛ لذا حرصت أمريكا على وضعه في المواثيق والمعاهدات الدولية بحجة أنه تدخل لمصلحة شعب أو عرق أو جنس أو أهل ملة ويكفل هذا التدخل القانون الدولي.

3- إن الواقع المشاهد المحسوس لما يسمى بحق تقرير المصر من خلال ممارسات الدول الكبرى يجد أنه يفعّل في أمرين هما:

أ‌. في الصراع الدائر بين هذه الدول على السيادة ومناطق النفوذ والاستيلاء على منطقة تابعة لكيان آخر حتى تكون موطئ قدم للدولة الأخرى للتدخل في شؤون البلد، أو اقتسام المصالح كما حدث في البوسنة، أو من أجل تهديد دولة كبرى في كيانها أو سيادتها إذا عارضت مشروع دولة أخرى. وهذا ظاهر في إقليم أيرلندا في بريطانيا وأقاليم الشعوب المسلمة في روسيا، فكلما اشتد الصراع بين أمريكا وبريطانيا في صراعهما على مناطق النفوذ كانت الولايات المتحدة تحرك أجنحتها في الجيش الأيرلندي أو تحرك بعض المناطق في روسيا من أجل عدم معارضة سياسة الولايات المتحدة في القضايا العالمية بل والإقليمية، لكن الملاحظ أن هذا التعامل على الأغلب بين هذه الدول لم يرتق لحد الانفصال أو الاعتراف بظهور كيانات جديدة وإنما من أجل التهديد والمناورة وإشغال الخصم أو إذعانه لخطة ما.

ب‌. أما التفعيل الحقيقي لحق تقرير المصير وبعض هذه الأفكار الهدامة فقد كان على الساحة الإسلامية؛ فهذه الشعارات والممارسات كانت ضد المسلمين في رفض انفصال أقاليم المسلمين عن كيانات الكفر، ولم تفعل في قضايا المسلمين مثل مطالبة المسلمين بالانفصال عن الهند، وأعني هنا كشمير، ولم تفعل في مطالبة انفصال المسلمين عن الصين في تركستان الشرقية ومسلمي الإيغور، ولم تفعل في مطالبة المسلمين بالانفصال عن روسيا كما هو حال الشيشان وغيرها، وفي المقابل فُعلت هذه الشعارات ضد المسلمين بانسلاخ جزء من سيادتهم على أرض الإسلام؛ فقد سلخ الغرب الكافر إقليم آتشيه عن إندونيسيا بحجة حق تقرير المصير، وسلخ جنوب السودان عن السودان بالحجة نفسها، ويطالب بسلخ دارفور وغيرها، وكان قد سلخ لبنان عن بلاد الشام بحجة حق تقرير المصير، وينادي بفصل بعض المناطق من المغرب والعراق وباكستان… لذا كانت هذه الشعارات والممارسات إنما وجدت أصلا لمحاربة المسلمين وتمزيقهم وتعدد بلادهم وإجبارهم أن يظلوا تحت سيادة الكفر سيادة حقيقية.

أخيرا فإن المناداة بهذه الشعارات والأفكار هي جريمة بحق المسلمين، فأين أنتم يا من تنادون بحق تقرير المصير؟ ألم يأن لكم أن تدركوا أنها السم الزعاف والواقع شاهد على هذا.

قال تعالى: ﴿وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ﴾




كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
حسن حمدان / أبو البراء