Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق تقرير أممي يحذر من أزمة مياه وكهرباء في العالم

الخبر:

نشر موقع الجزيرة نت خلاصة للتقرير الأممي عشية الاحتفال بيوم المياه العالمي، حذرت الأمم المتحدة فيه من أن العالم سيواجه خلال العقود المقبلة تفاقم أزمة مزدوجة في المياه والكهرباء، وأرجعت المنظمة ذلك أساسا لتنامي الطلب خاصة في الاقتصادات الصاعدة ولزيادة عدد السكان.

وفي تقرير لها عشية الاحتفال باليوم العالمي للمياه الذي يوافق الثاني والعشرين من مارس/آذار من كل سنة، أوضحت المنظمة الأممية أن نحو ثمانمائة مليون يعانون من نقص في مصادر المياه الآمنة والمستدامة.

وكشف التقرير كذلك عن أن ملياراً وثلثَ المليار شخص يفتقرون إلى الكهرباء، محذرا من أن الإفراط في استهلاك وإنتاج المياه والكهرباء ينذر بنضوب الموارد المحدودة أصلاً.

 

التعليق:

مع التقدّم العلمي الهائل الذي تشهده البشرية في مختلف المجالات، ومنها ما يتعلق بالطاقة ومصادرها المتعددة، ومنها ما يتعلق بالمياه واستخراجها من باطن الأرض وتحلية مياه البحر، مع كل ذلك نرى العقل البشري، وما أثمر عنه من تقدّم علمي واسع؛ نرى الفقر يزداد ونرى المشاكل السكانية تتفاقم وتتضاعف، وتعجز عقول البشر عن حلّها.

ومع ما زعمه المبدأ الرأسمالي في كون المشكلة الاقتصادية هي في قلة الموارد بالنسبة لتزايد الحاجات، وما تفتقت عنه عقليات الرأسماليين من أن الحلّ يكمُنُ في زيادةِ الإنتاج، لكنّ زعمَهم ذاك، وحَلَّهم هذا لم يزد البشرَ إلا فقراً على فقر.

كل ما سبق يعني أمرين:

أولهما: عجزُ العقل البشري عن التشريع، وافتقاره في ذلك إلى خالق الإنسان سبحانه وتعالى، الوحيد الذي شَرَعَ لبني الإنسان ما يصلحُ حياتَهم وأمورهم، يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ﴾ [سورة الأعراف: الآية 96].

ثانيهما: خطأُ النظرةِ الرأسماليةِ إلى المشكلة الاقتصادية، والخطأ في حَلِّهم، الذي كان حَلاً للأغنياء فقط، وليس للإنسان بوصفه إنساناً، والنظرةُ الصحيحةُ للمشكلةِ الاقتصادية هي في المبدأ الإسلاميّ المُوحَى به من عندِ الله سبحانَه، خالقِ الإنسانِ والأعلمِ بما خلق، والحلُّ الصحيحُ للمشكلة الاقتصادية هو في المبدأ الإسلاميّ نفسِه.

إن الحلّ الصحيحَ للمشكلة الاقتصاديةِ ليس في قلة الموارد وزيادة الحاجات، إنما هو في توزيع الثروة بين الناس، فالله تعالى خلق الإنسانَ على هذه الأرض، وجعلَ له فيها معايشَ، وأخبرَ سبحانه أنه وضعَ فيها من الموارد ما يكفي البشرَ الموجودين عليها، إنْ أُحسِنَ توزيعُ هذه الموارد، قال سبحانه وتعالى: ﴿قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ * وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ﴾ سورة [فصلت: الآيتان 9-10]، فالله سبحانه قدّرَ في الأرضِ أقواتَها أي أقواتَ أهلِها.

والماءُ والكهرباء كلاهما من الملكية العامةِ التي يوجد لكل الناس حقٌّ فيها، سواءً أمَلَكَ ثمنَها أمْ لم يملكْ، فهو يستحقُّ نصيبَه منها بتشريع الله سبحانه وتعالى، ولكن المبدأ الرأسماليّ الجاثمَ على صدور الناس جعلهما حقّاً لمن يملكُ الثمنَ فقط، فتجدُ أفراداً يستهلكون آلاف المترات المكعبة من المياه، وتجدُ آلافاً لا يجدونَ شربةَ الماء النقية، وتجدُ أفراداً يستهلكون آلاف الواطات من الكهرباء، وآلافاً يعيشون في الظلام.

فإلى كل المسلمين في العالم، وإلى العقلاء من غيرهم، أدعوكم لتحكيم شرع الله تعالى في دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، ففيها تنالون حاجاتكم من الماء والكهرباء والطعام والمسكن والملبس والأمن والتطبيب والتعليم، وتحصلون على حقوقكم في الملكيات العامة بمختلف أنواعها.

حزب التحرير بينكم ومعكم يعمل لإقامة الخلافة، فاعملوا معه وانصروه وأقيموا الخلافة معه تنالوا السعادة في الدارين.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو محمد خليفة